بعد أن بدأت حياتها المهنية في عرض الأزياء وحازت على جوائز وهي في العاشرة من عمرها، نشأت Cara Delevingne أمام الكاميرا. نالت الثناء كممثلة، ومؤلفة، ومغنّية، وسيدة أعمال، وإحساس إنستغرام، وفاعلة خير، ووجه الدار لـ Dior Lipglow، وكمتحدثة باسم الحقوق والمساواة. مرارًا وتكرارًا، في كل هذه المجالات، أثبتت أنها لا تخشى استخدام قوتها من أجل التغيير، حتى عندما يعني ذلك مواجهة التيّار.
"مرحباً بالجميع. أنا "ألفي" Alfie". إنها الساعة ١٠:٣٠ من صباح يوم الأربعاء، وها هي كارا ديليفين تخرج لتوها من سيارة سوداء رباعيّة الدفع وتدخل استوديو "ويست هوليود". يمتد إطارها الصغير عبر الأرضية المفتوحة، ومن السهل معرفة سبب حب الكاميرا لها. ألفي، كلبها الشيواوا الصغير يتبعها عن كثب ويتأكد من إخبار الجميع أنّ لديه صوتًا وأنّه لا يخشى استخدامه، تمامًا مثل والدته. تبتسم كارا معتذرة عن نباحه قبل أن تقفز إلى الغرفة الساحرة. وما إن تدخل حتى تركل حذائها الجلدي الأسود وتسند ظهرها إلى كرسيّها. ترتدي قميصًا قصيراً بدون أكمام وبنطلوناً صيفيًا، وتجدها تمرّر بسرعة إصبعها على شاشة هاتفها، بينما يبدأ مصفف شعرها بتمرير الفرشاة عبر شعرها المصبوغ حديثًا. إنها امرأة سمراء الآن، وهي تحب ذلك. بمجرّد أن تقفز كارا أمام الكاميرا، من السهل معرفة أنها تعمل كعارضة منذ أن كانت في العاشرة من عمرها. وقّعت أول عقد لها مع Storm Management بعد تركها المدرسة عام ٢٠٠٩. فازت بجائزة أفضل عارضة أزياء في عاميّ ٢٠١٢ و٢٠١٤، وواصلت نجاحها في الأفلام منذ دورها الأول في Anna Karenina، حيث لعبت دور الأميرة "سوروكينا". حتى الآن، ظهرت في أكثر من ٢٠ فيلمًا ومشروعًا تلفزيونيًا. تشمل أبرز أدوارها فيلم الغموض الرومانسي Paper Towns وSuicide Squad ودورها في شخصيّة Laureline في Valerian and the City of a Thousand Planets. ظهرت أيضًا إلى جانب Orlando Bloom في مسلسل Carnival Row، وفي العام الماضي، لعبت دور البطولة في فيلم Life in a Year مع Jaden Smith. لديها بالفعل بعض المشاريع المخطّط لها لعام ٢٠٢١ ـ أحدها مع Eva Longoria وFrida Pinto وJuliette Binoche. يمكننا أن نقول أنّ كارا مشهورة بصراحتها في المقابلات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لديها ٤٣ مليون متابع. عارضة الأزياء التي تحوّلت إلى ممثلة لها تاريخ طويل في التعاون مع Dior. لقد سارت على منصاّت العرض الخاصة بالدار، وهي وجه Dior Joaillerie ووجه Dior Beauty منذ عدّة سنوات. في الوقت الحالي، تفخر بارتداء Dior LipGlow الجديد، وهو مرطّب شفاه يعيد إحياء اللون الطبيعي بعبوته المستوحاة من الأزياء الراقية. ويُفتح باب الغرفة الساحرة مرّة أخرى. كارا جاهزة. وكذلك كلبها "ألفي" الصغير. كلاهما يعبر الأرضيّة نحو الحلبة. ويتمّ أيضاً نقل طاولة إليها، تسند كارا نفسها عليها، وهي تنظر بعمق إلى الكاميرا بينما تنقر قدميها على إيقاع أغنية "إلتون جون" I’m Still Standing. نعم، إنّها واقفة، بفخرٍ وشراسة!
Elle: ما هو شعورك عندما تجدين نفسك ساحرة إلى هذا الحدّ؟
كارا: شعور جيّد حقًا. أعني، لديّ فريق مذهل للغاية من حولي. نحن كأنّنا عائلة واحدة; لذلك يروق لي رؤيتهم. نلتقي; ونستمع إلى الموسيقى ونستمتع بالرقص. ومن جهة ثانية; أنا أيضاً أتمتّع بشعري الأسود في الوقت الحالي. لقد ذهبت إلى الجانب المظلم، إذا جاز التعبير، وأجد هذا رائعًا حقًا.
Elle: هل تحبّين الماكياج؟ هل تضعين عادة الكثير منه؟
كارا: بالتأكيد أكثر الآن لأنني أعمل أقل ولديّ أوقات فراغ أكثر. من قبل، عندما كنت لا أعمل، كنت أرغب في أن تتنفّس بشرتي. ولكن الآن، وبفضل كل الأشخاص الرائعين على YouTube الذين يقدّمون دروسًا حول الماكياج، كان من الرائع حقًا تجربتها. وبالطّبع، لقد حصلت على أفضل نصيحة من Peter Philips، المدير الإبداعي والتصويري لماكياج Dior. أنا أتعلم أن أقوم بذلك بنفسي ولو قليلاً. ما زلت لا أحسن القيام بالماكياج بعد، لكنّني أستمتع بذلك. لقد ألهمني بعضها، لكنني أحاول. للحصول على مظهر ماكياج طبيعي، أحمل دائمًا معي LipGlow Universal Balm.
Elle: هل يمكنك إخبارنا عن تعاونك مع ديور؟
كارا: لطالما كنت من أشدّ المعجبات بـ Dior، وكل النساء اللواتي يمثلهن والأشخاص الذي تختار الدار دعمهم… سواء كان كيم (جونز) أو ماريا غراتسيا (كيوري). أنا أحب أسلوبهما وملابسهما فقط لا غير. ثمّ، من الواضح، أنّ القيام بأعمال معينة كأن تكوني وجه حملة Dior LipGlow الجديدة أو المجوهرات أو الساعات، فإنّ الأمر مختلف جدًا. فنساء ديور التي أمثلهن ليس من الضروري أن أكون من نفس نوعهن لأن كل امرأة من Dior مختلفة وفريدة من نوعها ويتم الاحتفال بها، ولكن من الممتع دائمًا لعب أدوار مختلفة في الدور والأقسام المختلفة لديور. لقد كان هذا رائعًا حقًا. لطالما كانوا كباراً جدًا، خاصة وأنّ اهتماماتهم تشمل حقًا أشياء مثل الموسيقى والتمثيل والأزياء كما في التكنولوجيا. إنّه أمر ممتع حقًا ويبدو دائمًا أنّه سابق لعصره، وهذا رائع.
Elle: ما هوم مفهومك للجمال؟
كارا: أن تكوني جميلة ـ أن تشعري بأنّك جميلة ـ هو خيار وروتين يومي وممارسة يومية. لا يقتصر الجمال على نوع معيّن من المظهر وليس معلّباً وجاهزاً. يتعلق الأمر بمدى ثقتك بنفسك وأيضًا بكونك شخصًا جيدًا وطيّباً وأن تختاري أن تكوني أفضل كل يوم. أعتقد أن هذا أجمل شيء يمكنك القيام به.
Elle: كيف تصفين أسلوبك؟
كارا: أسلوبي ثنائيّ، بين الجنسين، وهوعمليّ وفريد.
Elle: ما هو الزيّ الذي يشعرك بالعظمة والجمال؟
كارا: أنا أحب حقًا الملابس والأناقة ـ كارتداء فساتين السهرة، وانتعال الكعب العالي، وبلوغ الأناقة القصوى، وتصفيف الشعر والماكياج الكامل. لقد استمتعت بارتداء الفساتين أكثر من غيرها، لكنّني أحب أيضًا البدلات ولا أشعر بأنّني مجبرة من أجل ذلك على القيام بدور الجنسين. لديّ مجموعة كبيرة جدًا من الملابس التي أحب أن أرتديها، لكنّ ذلك يتوقّف فقط على مزاجي وشعوري عندما أرتدي تلك الملابس، بغض النظر عمّا إذا كنت عارية أو أرتدي فستاناً طويلاً.
Elle: هل لديك ملابس منزلية مفضّلة؟
كارا: أنا مغرمة بالمواد المريحة ـ والجميلة ـ في آن، سواء كانت من الكشمير أو الحرير ـ خاصةً لأنّني تقدّمت في السن وأصبحت مدلّلة أكثر بما هو متاح. ولكن، أيضًا، أحبّ أن أمارس الرّياضة، لذلك انتهى بي المطاف فقط بارتداء الكثير من البدلات الرياضيّة أو السراويل الضيّقة. أحب أنتعال شباشب مريحة أو جوارب جميلة. كانت الملابس التي ارتديناها أثناء الوباء رائعة حقّاً.
Elle: هناك صورة لطيفة لك على إنستغرام وأنت طفلةّ أمام مرآة. هل فعلت ذلك كثيرًا فيما كنت تكبرين؟
كارا: أوه نعم، لكن لا أعتقد أنني كنت أقف كثيراً أمام المرآة لأنه أثناء نشأتي، كان لدي مجموعة كبيرة من أفراد العائلة والأصدقاء لأقوم بذلك أمامهم. كنت أقوم بعروض الدمى والمسرحيّات والرّقص.
Elle: هل تذكرين المرة الأولى التي اعتليت فيها منصّة الأزياء؟
كارا: نعم! بدأت بعرض الأزياء وبالقيام بكل شيء في عالم الموضة. قمت بعمل لمجلة Vogue الإيطالية عندما كنت في العاشرة من عمري. كانت تلك أول ذكرى لدي عن ذلك. لكن حتى قبل ذلك، أتذكّر أنني كنت في الخامسة من عمري تقريبًا عندما كنت ألعب أدواراً مسرحيّة، حتى ولو كانت مسرحيّات مدرسيّة.
Elle: لقد قُلت يوماً أنّك ترغبين في أن تكوني طبيبة نفسانيّة للأطفال. هل ما زلت مهتمّة بالصحة النفسيّة؟
كارا: العقل البشري والأنثروبولوجيا البشرية وما الذي يجعلنا نصبح ما نحن عليه كأشخاص مسألة مهمة للغاية. خاصة في حال وجود صدمات. أعتقد أنّنا يجب أن ننظر إلى الصّحة العقلية وكأنها عضو آخر في الجسم يحتاج الناس إلى الاعتناء به. نشأت في إنجلترا، بحيث لم تكن العواطف والتأثر والانفتاح على أشياء معيّنة هو ما تسنّى لي أن أشعر به، وقد تسبّب ذلك بالعديد من المشكلات. أعتقد أنه لمن المذهل الآن رؤية كيف أنّ الشّباب قادرون على التّحدث عمّا يشعرون به أكثر منّا بكثير. لا أعرف ما إذا كنت ذكيّة بما فيه الكفاية للحصول على شهادة كطبيبة نفسيّة، لكنني لطالما كنت مهتمّة بهذا الموضوع حقًا، ولهذا السبب على الأرجح بدأت التمثيل. إنّه نوع من العلاج البديل إذا صحّ التعبير.
Elle: كيف أثّرت عليك حالة الإغلاق و COVID-19؟
كارا: يجب أن أقول إنّني شخص محظوظ جدًا لاستمراري في العمل. أشعر أنّني لا أستطيع حقًا مقارنة نفسي بالأشخاص الذين فقدوا وظائفهم. إنّه أمر فظيع. لكن هذه المرّة الوضع أصعب على الجميع ويمكنك أن تشعري حقًا ـ خاصة إن كنت شخصًا متعاطفًا ـ بثقله على العالم. لقد كنت أحاول فعلاً أن أقوم بكلّ ما في وسعي لكي أشارك الآخرين فعلاً. لديّ مؤسسة تمكنت من خلالها المساعدة والتبرّع بالكثير من المال لإغاثة مرضى كوفيد أو المشرّدين. لقد استمتعت حقًا بفعل ذلك. كما أنّني أصبحت أكثر انخراطًا في قضيّة تغيّر المناخ. لا يمكنك أبداً أن تشعري أنّ ما تقومين به كافٍ لأن هناك الكثير لتفعليه. أمّا بالنسبة لصحتّي العقليّة، فقد كان من الجيّد حقًا أن يكون لديّ بعض الوقت للتأمّل ولإدراك أنّني كنت أعمل كثيرًا جداً من قبل. فالعمل الكثيف، بالقدر الذي كنت أقوم به، كان يسبّب لي ألمًا أكثر بكثير ممّا كنت أعتقد، ومن الجيّد أن أكون اليوم قادرة على التوقّف وعلى أن أشعر بإنسانيّتي أكثر، ولو بقليل.
Elle: هل تعلّمت أي مهارات جديدة أثناء الإغلاق؟
كارا: لقد كنت أمارس أعمال النموّ الشخصي والكثير من اليوغا والتأمل. لطالما كنت شخصًا يحبّ فعل العديد من الأشياء. لقد عزفت بالفعل على الطبل والبيانو، لذلك كنت أحاول فقط تطوير تلك المهارات. لكنني لم أتعلّم لغة. لم أكن من الأشخاص الذين تعلّموا الكثير من الأشياء المختلفة الجديدة. لقد كنت أحاول فقط أن أجيد الأشياء التي كنت أقوم بها سابقاً.
Elle: وقمت بمشروع ممتع مع أخواتك أيضًا...
كارا: كان مشروع Della Vite Prosecco ممتع حقًا. لقد أحببت الحصول على فرصة للانخراط في شيء كان عبارة عن شركة عائلية، نصنعه بأنفسنا ونشربه ونختار الأفضل. لقد كان من الجيّد صنع منتج عالي الجودة ومستدام وبأسعار معقولة أيضًا وأن أكون قادرة على القيام بكل ذلك مع أخواتي.
Elle: الكثير من الناس معجبون بك لكونك صريحة جدًا. لكن بعض الناس يستغلّون ذلك كفرصة لانتقادك. كيف تتعاملين مع النقد؟
كارا: لا يهم من أنت وما هوموقفك. حتى لو كنت ألطف شخص في العالم ولم ترتكبي أي خطأ، فسيظل الناس يكرهونك مهما حدث. وأعتقد أن هذا هو الشيء الذي يجب أن تدركيه. عليك ألا تهتمّي بما يعتقده الناس. أنا لست مثاليّة ولا كاملة. لقد ارتكبت أخطاء. قد يكون ذلك معيباً، لكنّني لم أرغب أبدًا في إقناع الناس بخلاف ذلك. أريد التّأكّد من أنني أستخدم منصّتي الخاصة للتّرفيه عن الناس، وإحداث تغيير ما، ومساعدة الأشخاص الذين يعتقدون أنّ ليس لهم صوتًا. أريد أن أكون صادقة قدر الإمكان، وبهذه الطريقة أحدث فرقًا.
Elle: كيف تفعلين ذلك؟
كارا: أركّز على الإبقاء على واقعيّتي والاستمرار في محاولة جعل العالم مكانًا أفضل إذا استطعت. أعلم أن هذا يبدو وكأنّه إنجاز كبير. لكنني أحاول الحفاظ على أخلاقي وعلى الأشخاص الذين كنت أعيش معهم وعلى الذين كانوا يحيطون بي منذ أن كنت طفلة، وهذا يساعدني جداً. إنّ الحصول على فرصة للإبداع وصنع الفنّ ولمحاولة إحداث فرق ما، قدر الإمكان، هو هديّة كبيرة حقًا. أنا ممتنّة لذلك وأذكّر نفسي بذلك كل يوم.
أجرت المقابلة Kjersti Flaa
تصوير: Dennis Leupold
بمساعدة: Tyler Werges
تنسيق: Charles Varenne
بمساعدة: Laura Devemy
تكنولوجيا رقميّة: Kevin Leupold
صفيف الشعر: Mara Roszak / وكالة A-Frame
خبيرة الماكياج: Molly Stern / وكالة A-Frame
تجميل الأظافر: Thuy Nguyen / وكالة A-Frame
تحرير قسم الجمال والمشاهير: Virginie Dolata لـ ELLE International
