ليس من السهل أن فقدان الوزن الزائد... فهو لا يعتمد فقط على الأكل الصحي، إنما أيضاً على الحفاظ على نسبة معتدلة من الهرمونات في الجسم. ولكن هل تعلمين أنه من الصعب التحكّم بتفاعلات ووظائف الهرمونات؟ فالتمثيل الغذائي والالتهاب وانقطاع الطمث والإجهاد وامتصاص الجلوكوز كلها عوامل تؤثّر بطريقة أو بأخرى على معدّل الهرمونات في الجسم. كما أن الجينات واختيار أسلوب الحياة الغير صحّي يؤدّي إلى زيادة الوزن. على الرغم من أن المرأة معتادة على تلاعب الهرمونات بسبب الدورة الشهرية والحبل، إلاّ أن حالة مزمنة من الهرمونات غير المتوازنة يمكن أن تجعلك عرضة للعديد من الأمراض المرتبطة بالسمنة.
ما هي الهرمونات المسؤولة عن زيادة الوزن؟
1- الغدة الدرقية
الغدة الدرقية، الموجودة في قاعدة العنق تنتج ثلاثة هرمونات-T3، T4، والكالسيتونين. هذه الهرمونات تنظّم عملية التمثيل الغذائي، والنوم، ومعدل ضربات القلب، والنمو، وتنمية الدماغ. غالباً ما يرتبط قصور الغدة الدرقية مع زيادة الوزن والاكتئاب والإمساك والتعب وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ومعدل ضربات القلب البطيء، وما إلى ذلك هناك العديد من أسباب قصور الغدة الدرقية مثل عدم تحمل الغلوتين وسوء التغذية والسموم البيئية. في الواقع، يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى تراكم المياه وليس الدهون مما يسبب زيادة الوزن.
2- الأنسولين
الأنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس، يساعد على نقل الجلوكوز إلى الخلايا لاستخدامها كطاقة أو لتخزينها كدهن. هذا يساعد على الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم. فاستهلاك الأطعمة المصنعة والكحول والمشروبات المحلاة صناعياً والوجبات الخفيفة والأطعمة غير الصحية (أو حتى استهلاك الكثير من الفواكه) يمكن أن يؤدي إلى مقاومة الأنسولين. في هذه الحالة، خلايا العضلات ليست قادرة على التعرف على الانسولين ملزمة الجلوكوز، وبالتالي يبقى الجلوكوز في مجرى الدم مما يسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم، ويؤدي إلى زيادة الوزن وداء السكري من النوع الثاني.
3- اللبتين
يتم تحويل الأطعمة العالية في السكر مثل الحلوى والشوكولاتة والفواكه (التي يتم تعديلها لاحتواء الكثير من الفركتوز)، والأطعمة المصنعة، وفائض الفركتوز إلى دهون تودع في الكبد والبطن ومناطق أخرى من الجسم. الخلايا الدهنية تفرز اللبتين الذي يساعدك على استهلاك المزيد من الأطعمة التي تحتوي على الفركتوز، وعند تراكم المزيد من الدهون، يفرز الجسم المزيد من اللبتين. ولكن في حالة الأسراف، يتوقّف الدماغ عن تلقّي إشارة وقف الأكل. وهذا يؤدي في النهاية إلى زيادة الوزن.
4- هرمون الجوع
هرمون الجوع "غريلين" يساعد على تحفيز الشهية ويزيد من ترسب الدهون. يفرز من المعدة أساساً، كما تفرز كمية صغيرة من الغريلين بواسطة الأمعاء الدقيقة والدماغ والبنكرياس. مستويات عالية من الغريلين في مجرى الدم قد تؤدّي إلى زيادة الوزن، والأشخاص الذين يعانون من البدانة هم أكثر حساسية لهذا الهرمون.
5- الاستروجين
مستويات العالية أو المنخفضة من هرمون الاستروجين يمكن أن تؤدّي إلى زيادة الوزن. ترتفع مستويات هرمون الاستروجين في الجسم بسبب الإفراط في إنتاج هذا الهرمون عن طريق خلايا المبيض أو بسبب اتباع نظام غذائي غني بهرمون الاستروجين. عندما ترتفع مستويات هرمون الاستروجين في الجسم،تبدأ عملية مقاومة للأنسولين في الجسم وترتفع مستويات الجلوكوز في الدم مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
من ناحية أخرى، تعاني النساء قبل انقطاع الطمث من مستويات منخفضة من الاستروجين، مما يحد من الإباضة. في هذه الحالة، ومن أجل الحصول على إمدادات كافية من هرمون الاستروجين، يبدأ الجسم بالبحث عن خلايا أخرى تنتج هذا الهرمون. ومن هذه المصادر: الخلايا الدهنية. يبدأ الجسم بتحويل جميع مصادر الطاقة المتاحة إلى الدهون لتجديد مستويات الجلوكوز. هذا، بدوره، يؤدي إلى زيادة الوزن، وخاصة في الجزء السفلي.
6- الكورتيزول
الكورتيزول هو هرمون الستيرويد الذي تنتجه الغدد الكظرية. هو يفرز أساساً عند الشعور بالاكتئاب، القلق، العصبية، الغضب، الألم، الخ... وظيفتي الكورتيزول الأساسية هي:
-تنظيم الطاقة
-تعبئة الطاقة
في حالة ثابتة من التوتر، تزداد نسبة إفراز الكورتيزول والإنسولين، مما يزيد من ترسب الدهون ويحفّز نضوج الخلايا الدهنية.
7- التستوستيرون
تفرز النساء أيضاً مستويات قليلة من هرمون التستوستيرون الذي يساعد على حرق الدهون، ويقوي العظام والعضلات، ويحسّن الرغبة الجنسية. عند النساء، يتم إنتاج التستوستيرون في المبيض. العمر والإجهاد يمكن أن يقللا بشكل كبير من مستويات هرمون التستوستيرون عند النساء. يرتبط مستوى أقل من هرمون التستوستيرون مع فقدان كثافة العظام، وفقدان كتلة العضلات، والسمنة، والاكتئاب.وهذا يمكن أن يزيد من التوتر والالتهاب مما يؤدي إلى المزيد من تراكم الدهون.
8- البروجسترون
يجب أن تتوازن هرمونات البروجسترون والاستروجين لمساعدة الجسم على العمل بشكل سليم. أن انخفاض مستوى البروجسترون بسبب انقطاع الطمث، والإجهاد، واستخدام حبوب منع الحمل أو بسبب استهلاك الأطعمة التي تحتوي على المضادات الحيوية والهرمونات يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن والاكتئاب.
9- الميلاتونين
بفر هرمون الميلاتونين من الغدة الصنوبرية التي تساعد على الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية، أي النوم. مستويات الميلاتونين تميل إلى الارتفاع من المساء حتى وقت متأخر من الليل وتنخفض في الصباح الباكر. لذلك من الأفضل النوم في غرفة مظلمة، عندما ترتفع مستويات الميلاتونين، تنخفض درجة حرارة الجسم، ويتم تحرير هرمون النمو، مما يساعد الجسم على الشفاء، ويحسّن من تكوين الجسم، ويساعد على بناء العضلات وتقويتها، ويزيد من كثافة العظام. ولكن عدم الحصول على النوم الكافي أو الظلام المطلوب وزيادة التوتر والأرق كلها عوامل تؤدّي إلى زيادة الوزن بسبب نقص هذا الهرمون.