9 أمور أود تعليمها لشقيقتي المراهقة

كنت في الـ13 من العمر عندما علمت أن والدتي قد أنجبت الطفلة التي انتظرتها وشقيقتي لمدة 9 أشهر. ما زلت أذكر حتى اليوم اللحظة الأولى التي رأيتها فيها ... نائمة في مهد المستشفى، أصغر مما تخيلت. لا أعلم لمَ، لكن عندما نظرت إليها خانتني دموعي. الآن بعد مرور 13 عاماً،  لم أجد الجواب...لربما هو الحب اللا مشروط؟ 

أغرب ما في الموضوع، إدراكي مدى تأثرها بنا ( أنا وشقيقتي الوسطى) فنحن نكبرها بما يقارب الـ10 أعوام وبالتالي، تطلّع إلينا أكثر من والدتنا. إحساس جميل وغريب في الوقت عينه. فعندما أنظر إليها أشعر بالمسؤولية التي تقع على عاتقي. 
فعلي، أن أكون مثال جيد، كي أساعدها لتصبح فرد ناجح في المجتمع. 

وكوني اؤمن بأن التغيير لا ولن يحدث، إلا بتطور الأفراد في مجتمعاتنا وخاصة على صعيد حقوق المرأة، هناك أمور أود تعليمها لشقيقتي التي دخلت الآن مرحلة المراهقة وكما يقال باللبناني، "غمض عين فتح عين.." وسنجدها سيدة بلغت أعوامها الـ30 تعيش حياتها في مجتمعنا. 

1- لا تخافي من المجهول

الحياة مليئة بما هو جميل وأحيانا أخرى بالعقبات والأحزان. العيش في قلق دائم حول ما قد يحدث، سيجرّدك من سعادتك الآنية، ولن يغير المستقبل. 

2- لا تبرري قراراتك أو نفسك

قراراتك وخياراتك ملكك وحدك، فقط لا غير. لا أنا ولا العائلة ولا المجتمع ولا أحد له الحق بأن يملي عليك ماذا وكيف ومتى ومع من ستعيشين حياتك وذلك يبدأ بخيارك المهني، إلى شريك حياتك او عائلتك... قومي بما ترغبين به.

3- تقبلي نصائح المحبين

أن تكوني سيدة نفسك، لا يعني ان تغضي الطرف عن نصائح واقتراحات الآخرين. انصتي دائماً إلى ما يقدمه المقربين إليكِ، فلعل كلامهم محق أو على الأقل، سيعطيكٍ منظاراً  آخر للأمور حتى لو القرار الأخير اتخذته بنفسك. 

4- لا تستسلمي

الواقع المحزن، أن مجتمعنا يُنشىء الفتيات وأمهات المستقبل على مفهوم "الفتيات يملكن قدرات أقل". طبعاً، هذا الإعتقاد لا يقال حرفياً إنما يُردّد في لا وعينا الإجتماعي. فإن سَمعتي يوماً، "هذه المهنة لا تليق بالنساء، انسي هذا الخيار ...وجعة راس...،  لست متعلمة، ذكية، قوية، نحيفة، جميلة، غنية كفاية..." لا تستسلمي!

5- أحبي نفسك...أولاً

أن تحبّي نفسك لا يعني ان ينتابك الغرور أو تصبحي انانية. بل يعني أن تتصالحي مع ذاتك شكلاً ومضموناً. "فانت" الشخص الوحيد الذي سيرافقك إلى الأبد لذا سامحي، أحبي وتعاطفي مع ذاتك. 

6-العدالة ثم العدالة

العنصرية، الطائفية الكره، العنف...كلها عبارات يطالب الجميع بالغائها. ولكننا نجد انفسنا غالباً محاطين بها أو ببقياها. 
تذكري أن المعيار الوحيد للتعامل مع الاخرين هو الإنسانية. فلا تسألي نفسك ما الصواب وما الخطأ بل، هل أعمالك أو كلماتك تصبّ في خانة الإنسانية ام لا. 

7- ادعمي النساء...لا تلغي الرجال

في "ثورة" العدالة بين الرجال والنساء وبين حقوق ودعم المرأة، ضاعت المفاهيم وتضاربت الآراء. ان تدعمي النساء مهنياً واجتماعيا واجب كما المساواة. هذا لا يعني أن تلغي الرجل بل أن تعطي صديقاتك ونساء مجتمعك القوة للتقدم والتطور. 

8- لا بأس، يمكنك أن تحلمي

الأحلام جميلة وتحقيقها في الواقع اجمل. لا تحدّي نفسك ولا أحلامك ولا احلام الآخرين.

9- أحبّي بلا حدود

 اجمل ما قد تشعرين في حياتك هو الحب. فلا تخافي  وقدميه بدون قيد أو شرط. 
 

تيري عبد المسيح

 

 

 


 

المزيد
back to top button