يُعد الكذب من أسواء الصفات التي يتحلى بها بعض الأشخاص، فهو مبني على تزييف الحقائق جزئياً أو كلياً للوصول إلى هدف مُعين، قد يكون مادياً أو نفسياً أو اجتماعياً. يتطلب الكذب قدرات ذهنية ونفسية وانفعالية هائلة للتحكم بالمشاعر وتشكيلها حسب الوضع الذي يخلقه الكاذب. تلجأ الشخصية الضعيفة إلى الكذب كوسيلة لإخفاء قدراتها المحدودة على حل المشاكل التي قد تواجهها في الحياة. قد ينجو الكاذب بضعة بمرات بفعلته ولكنه يقع في مأزق بعد ذلك نتيجة إخفاء أو تزييف الحقائق، وكما قال الرئيس الأمريكي السابق أبراهام لينكولن:"تستطيع أنّ تخدع كل الناس بعض الوقت أو بعض الناس كل وقت ولكنك لا تستطيع أنّ تخدع كل الناس كل الوقت". تعرفي من خلال هذا المقال على أهم الدوافع التي تؤدي إلى الكذب وكيف يُمكنكِ التعرّف على الشخصية الكاذبة.
إليكِ 5 دوافع تؤدي إلى الكذب:
1- لفت الانتباه
تستخدم بعض الشخصيات الكذب كوسيلة للفت انتباه الآخرين، فهناك خيط رفيع يفصل بين المُبالغة بعض الشىْ في مواقف أو حوارات قد حدثت بالفعل بهدف التسلية مثلاً، وبين اختلاق قصص وروايات لم تحدث للفت انتباه الآخرين. تعاني هذه الشخصيات من انعدام الثقة بالنفس، ويكون الدافع الأساسي من وراء هذا النوع من الكذب هو المُبالغة في إنجازاتها أو خبراتها لتلقي بعض كلمات الإعجاب والمديح من الآخرين.
2- الخوف من العقاب
تلجأ بعض النساء إلى الكذب كوسيلة لتجنب العقاب أو النقد من الآخرين، فعادةً ما تكون هذه الشخصية ضعيفة وغير قادرة على تحمل نتيجة أفعالها، ومعتادة على الخروج من أي مأزق تتعرض له باختلاق روايات غير حقيقية. إلى جانب هذا، يُعد الخوف من العقاب من أكثر الأسباب التي تدفع الأطفال إلى الكذب في بعض الأحيان لحماية أنفسهم وتجنّب غضب الوالدين. يتعلم الطفل الصدق من المحيطين به إذا كانوا يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم، لذلك يجب عليكِ أن تكوني قدوة لأولادك وتتأكدي من ترسيخ الأخلاق والقيّم الاجتماعية الصالحة منذ صُغرهم.
3- الانتقام
يُعتبر الكذب عادة سيئة، وللأسف في بعض الأحيان يكون المراد منه هو الانتقام. يُعد الانتقام من أبشع أنواع الدوافع للكذب، لأن ينتج عنه إيذاء الآخرين وتوريطهم في مُشكلة ربما لم يكونوا طرف فيها. تعتقد بعض الشخصيات أن الكذب للانتقام يحقق لها العدالة ويُعوضها عن الظلم الذي تعرضت له، فهذا الأمر له جوانب سلبية خصوصاً أن بعض الشخصيات لا تعرف حدود للانتقام.
4- الفضول
تكذب بعض النساء لمجرد مشاهدة ردة فعل الطرف الآخر أو لمعرفة أسرار الآخرين، وذلك لإرضاء فضولهم وغرورهم، دون أن يدركوا مدى التأثير السلبي للكذب على من حولهم، ويعتبر هذا تصرف غير مسؤول.
5- التأثير على قرارات الآخرين
يكون الدافع من الكذب في بعض الأحيان هو التأثير على قرارات أشخاص آخرين، حيث أن قول الحقيقة في هذه المواقف يكون مُتناقضاً مع ما تريده هذه الشخصية، لذلك فهي تلجأ للكذب كوسيلة للحصول على أهدافها.
يمكنكِ التعرف على الشخصية الكاذبة من خلال هذه العلامات أثناء الحديث:
- عدم النظر في عين المُستمع.
- استخدام كلمات قليلة في الحوار لأنها تفكر فيما تقول من أكاذيب.
- إرباك المُستمع بتفاصيل خارج نطاق الحوار.
- حدوث تغيرات كثيرةٍ ومفاجئة في حركات جسمها.
يؤدي الكذب إلى هدم أقرب العلاقات بين الناس! فمن أهم سمّات أي علاقة سوية (سواء كانت بين زوجين أو حتى مجموعة من الأصدقاء) هي الصراحة التي تؤدى إلى الثقة المُتبادلة.
