يتّسخ الجسم وتكثر فيه الملوّثات وتتعب أنظمته الطبيعيّة التي تنظّفه وتنقّيه. لذا، حان وقت العلاج المزيل للسموم!
تلوّث في الهواء والمياه والتربة والخضار والفاكهة... يطال التلوّث كلّ شيء ويأتي من الأدوية وغيرها من مسبّبات الاضطرابات في الغدد الدرقيّة، ومبيدات الحشرات والموادّ المضافة والمعادن الثقيلة. اليوم، ليس هناك حبّة خضار أو فاكهة أو سمكة واحدة لا تحتوي على معادن ثقيلة!
حتى البيئيين!
نحن نسهم في التلوّث حين نأكل ونشرب ونتنفّس أو ننام... نحن نسبح في فضاءٍ مليء بالجزيئات الملوّثة. فداخل الشقّة مثلاً نجد حتّى 900 مادّة كيميائيّة: منتجات للتنظيف، مثبّطات اللهب، معالجة كيميائيّة للأثاث... هذا لا يوفّر أحداً. حتّى إنّ مناصري البيئة الذين يأكلون مأكولات بيولوجيّة معرّضون للعدوى. في بداية السنة، اكتشفت الجمعية الفرنسية Générations Futures اكتشافاً مخيفاً. أرادت أن تعرف هل هذا التسمّم العام يوفّر المدافعين عن الطبيعة والأشخاص الذين لا يتناولون إلاّ المأكولات البيولوجيّة. لذا، حلّل المسؤولون شعر كبار الممثّلين البيئيّين مثل جوزيه بوفيه أو نيكولا هولو. والنتيجة: عُثر على ما يراوح بين 36 و68 منتجاً ساماً مختلفاً في كلّ شعرة!
فلاتر معطّلة
ليس الجسم جاهزاً لمواجهة كلّ تلك الملوّثات، لذا فإنّ الأعضاء المنقّية كالكلى والكبد لا تقدر على القيام بكلّ ما يلزم. والأسوأ، إن لم نساعدها، تتعب وتتعطّل وتصبح غير قادرة على القيام بعملها كما يجب وتعجز عن التخلّص بطريقة صحيحة من الأوساخ. على مرّ السنين، تتراكم الملوّثات... ويصبح الجسم سلّة عملاقة للمهملات تُرمى فيها كلّ البقايا المجهريّة. تلتجئ هذه الموادّ السامّة إلى عمق أنسجتنا وقد تزعزع الحمض النووي في خلايانا. هكذا، تخلق هذه الظاهرة مساحة مؤاتية للعديد من الأمراض مثل الألزهايمر والباركنسون وأمراض المناعة والسرطان وغيرها.
إزالة السموم
من المستحسن إزالة السموم من الجسم في وقت الاستراحة وقد تكون عطلة نهاية الأسبوع لحظة مثاليّة لذلك.
إليك 4 طرق للقيام بهذا العلاج:
1- أزيلي بعض الموادّ
السكّر المكرّر، الدهون المشبّعة (لحم أحمر، جبنة، لحوم باردة...)، تبغ، كحول، قهوة، منتجات حيوانيّة، أطباق محضّرة ومنتجات مصنّعة. حتّى إنّ البعض يلغون الغلوتين ومنتجات الحليب من نظامهم الغذائي خلال وقت العلاج.
2- فضّلي المنتجات الطبيعيّة
على الأقلّ ليتران من المياه يومياً، مأكولات بيولوجيّة، أعشاب عطريّة، فاكهة خفيفة السكّر في أوقات محدّدة، وخاصّة خضار وزهورات لا بل القليل من الشاي (لكن حذارِ من جرعة الكافيين الموجودة فيه). كما يشكّل الحساء مصدراً ممتازاً للأملاح المعدنية خلال فترة العناية المزيلة للسموم.
3- راجعي نمط عيشك
من أجل تفريغ جسمك من السموم، اختاري ما من شأنه أن يسبّب لكِ التعرّق: صونا وحمّام، تمرين رياضي، زهورات معرّقة (أزهار البلسان، الفشاغ، حشيشة الرئة...). كي تساعدي جسمك على التخلّص من السموم، تنعّمي بالقليل من الراحة.
4- فكّري أيضاً بالتدليك
يحسّن هذا التدليك الدورة اللمفاوية التي تجمع بقايا الخلايا وتفرغها عبر النظام الدموي. أمّا في ما يتعلّق بالعلاج، فتجدين ما يناسبك أكثر مستعينةً بنصائح الطبيب أو خبيرة التغذية. يجب التصرّف بهدوء ومعرفة الأسباب والسيّئات. وخاصّة، تفادي الوقوع في فخّ الإعلانات التجاريّة العديدة التي تركّز على عبارة "إزالة السموم"!
د. سميرة سامر