رغبات حماتي الجنسيّة أفقدَتها صوابها

مِن كل الذي سمعتُه يُحكى عّما قد تفعله والدة الزوج بكنتّها لم يأتِ أحد على ذكرى ما مًررتُ به عندما تزوّجتُ مِن طارق. صحيح أنّني كنتُ قد لمستُ قوّة شخصيّة هُدى حماتي التي كانت تفوق بأشواط طبع زوجها الهادئ ولكنّني لم أتصوّر ما كانت ستفعَله بنا لاحقاً. ولأنّ طارق كان ينتظر بيع عقار ضخم ليشتري لنا بيتاً نعيش فيه إنتقلنا إلى بيت أهله لفترة قصيرة. وأخذنا غرفة في الطابق الأعلى وتركنا لأهله الطابق السفلي بسبب حالة أبيه المتأرجحة. كان المسكين يعاني مِن تضخّم في القلب وكان طارق يخاف عليه مِن التعب والإنفعالات.

وفي أوّل مدّة لم يحصل شيئاً يُلحظ سوى أسئلة هُدى لإبنها حين عُدنا مِن شهر العسل التي كانت في نظري جريئة بعض الشيء لأنّها تتعلّق بحياتنا الخاصة أي الجنسيّة. وكانت أقبَح تلك الأسئلة: "كم مرّة مارستما الجنس؟" ولأنّه رآني آتية نحوهما لم يتمكّن مِن الإجابة فإكتفى بالقول: "كل شيء جرى على ما يرام." وعندما أبدَيتُ لزوجي إستغرابي لما قيلَ طلبَ منّي أن أتفهّم أمّه التي كانت مِن جيل آخر يسأل عن مسار ليلة الزفاف. عندها لم أناقشه مع أنّني كنتُ سأجاوبه أنّها سألَت عن عدَد المرّات وليس إن كنتُ عذراء أم لا.

ونسيتُ الموضوع حتى ذلك اليوم التي أخذَتني فيه حماتي على حدىً وقالت لي:

 

ـ حبيبتي... لا أدري كيف أقول لكِ هذا ولكن...

 

ـ ما الأمر؟

 

ـ حين تكونين مع طارق في... في السرير و... وتفعلان ما يفعله المتزوّجين عادة... هناك أصوات... عالية بعض الشيء...

 

ـ تعنين أنّنا نمارس الجنس عالياً؟

 

ـ أجل...

 

ـ وهذا يزعجكما؟

 

ـ أجل...

 

ـ حسناً... سنعمل جهدنا أن نكون أكثر حرصاً... عذراً يا حماتي ولكنّني لم أكن أعلم أنّ بإستطاعكما سماعنا مِن الطابق الأسفل.

 


وبالطبع أخبرتُ زوجي الذي لم يتصوّر هو الآخر أنّنا نصدر أصواتاً عالية وقررنا رغم ذلك الإنتباه خاصة أنّ حماتي وزوجي كانا كبيرا في السنّ ولا تعنيهما هكذا مواضيع. ولكنّ الأمر لم يتوقّف عند ذلك الحدّ فبدأت هُدى بتمرير تلميحات بشأن حياتنا الحميمة فتارة كانت تقول لنا أنّها لم تنم طيلة الليل بسبب "الضجّة" التي أحدثناها وتارة أخرى أنّ علينا تغيير السرير لأنّه يتحرّك كثيراً وكانت تضيف أن بعض الناس لا يكترثون لشعور غيرهم ويتصرّفون "كالأرانب". عندها طلبتُ مِن طارق أن ننتقل إلى مكان آخر ريثما يتمّ بيع العقار. ولكنّه وعَدَني أن يكلّمها وبإنتظار أن يفعل ذلك قصدتُ عمّي وسألتُه إن كان ينزعج مِن وجودنا دون أن أفسّر له أكثر ولكنّه أبدا إمتناناً كبيراً لِمجيئنا إليهما بدل الذهاب إلى الفندق أو مكان آخر. فبدأتُ أشكّ بنوايا حماتي التي كانت تبالغ في تعليقاتها وطلبتُ مِن زوجي ألاّ نمارس الجنس على فترة أسبوع بكامله لِنرى ما سيحصل.

وبعد يومَين فقط عادَت هُدى تعاني مِن قلّة النوم بسببنا فنظرتُ إلى طارق وإبتسمتُ. وبحثنا سويّاً عن سبيل لتفادي تدخّل حماتي وإرتأينا أن يحاول طارق جديّاً التكلّم معها على إنفراد. وعندما سألتُه عمّا دارَ بينهما لم أستطع الحصول على جواب واضح فإكتفى بأن يقول: "لقد سوّيتُ الأمر معها." ولكن توضّحَ بعد فترة أنّ هُدى لم تكن مستعدّة لِنسيان الموضوع ففي ذات ليلة سمعنا خبطاً على بابنا وصوتها وهي تقول: "كفى! أريد أن أنام!". ركَضَ طارق وفتحَ لها وسمعتُهما يتهامسان ومِن ثمّ عادَت إلى غرفتها. إعتذرَ زوجي عن تصرّفها هذا ونامَ بينما بقيتُ صاحية أفكرّ بالمصيبة التي وقعنا بها.

ولم يمرّ على تلك الحادثة أكثر مِن أسبوع حتى أن جاءَت الجارة لزيارة أهل زوجي. وبينما كانت هُدى تحضّر القهوة قالت لي تلك المرأة:

 

ـ أعلم أن ذلك ليس مِن شأني ولكنّ هُدى لا تتحمّل الوضع...

 

ـ عن أيّ وضع تتكلّمين؟

 

ـ وضعكما أنتِ وطارق... أعرفه منذ ما كان صغيراً ورأيتُه يكبر ولم يكن يوماً هكذا...

 

ـ هكذا؟

 

ـ أجل... أعني مهتمّ بالجنس إلى هذه الدرجة.

 

ـ مِن أين أتَيتِ بهذه الفكرة؟

 

ـ مِن هُدى... أخبرَتني أنّكِ تُجبرينه على معاشرتَكِ عدّة مرّات كل ليلة... المسكينة لا تنام مِن أصواتكما... إرحميها!

 


وقبل أن ينسنّى لي الردّ كانت حماتي قد عادَت حاملة القهوة. كنتُ مذهولة لِدرجة أنّني لم أعد قادرة على الجلوس معهنّ وفضّلتُ الإنسحاب إلى غرفتي. وأثناء صعودي السلالم سمعتُ الجارة تقول لها:

 

ـ لقد كلّمتُها...

 

ـ لن ينفع شيء معها فهي مهووسة جنسيّاً... لا أدري مِن أين أتى إبني بها... سامحه الله... المسكين... لو ترَين كيف أصبحَ نحيلاً وبالكاد يستطيع الذهاب إلى عمله... أخاف على صحّته منها... لن أدَعها تفعل به ذلك بعد الآن.

 

وإنتظرتُ بفارغ الصبر عودة طارق مِن العمل وأخبرتُه بما جرى وبما سمعتُه وتفاجأتُ به يضحك:

 

ـ حديث نساء عجوزات... لا يجدر بكِ أن تتأثرّي بها.

 

ولكنّه كان سيغيّر رأيه بعد بضعة أيّام حين بدأت هُدى تخبّط على سقف غرفتها بواسطة مكنسة وذلك طوال الليل بينما كان زوجها يتوّسل إليها بأن تتوقّف. نَزِل طارق بسرعة ورآها حاملة المكنسة وتردّد: "لن أدَعها تستمتع بعد الآن... السافلة!" وأخذَ زوجي منها المكنسة ورماها جانباً ثم مسكَ أمّه بكتفَيها وخضّها بقوّة لتستوعب ما كانت تفعله. وبدل أن تهدأ إزدادَ غضبها وَصَرخَت له:

 

ـ تفضلّها عليّ؟ أنا أمّكَ!

 

ـ صحيح أنّكِ أمّي ولكنّكِ تخطّيتِ حدودكِ!

 

ـ أي حدود؟ أن أدعكما تمارسان الجنس قدر ما تشآن؟

 

ـ هذه أمور عاديّة تحصل بين كل الأزواج.

 

ـ لا! أنظر إلى إبيكَ! لم يعد يلمسني منذ سنين!

 

ـ لأنّه مريض يا أمّي وتعلمين ذلك...

 

ـ أريد أن أفعل مثلكما!

 

عندها نظَر إليها طارق بتعجّب فلم يتصوّر أبداً أنّ أمّه العجوز قد ترغب بالجنس إلى درجة تنكيد حياته الزوّجية. ثم إقتربَ أبوه منه وطلبَ منه أن يتركهما لوحدهما. وعادَ زوجي إلى الغرفة حيث كنتُ بإنتظاره وأخبرَني بما جرى وقال لي أنّ علينا الرحيل وبسرعة قبل أن تفقد أمّه صوابها كليّاً.

وفي الصباح عندما نزلنا لتناول الفطور رأينا هُدى وزوجها ساكتان ولم نستطع تفسير موقفهما هل كان خجلاً مِن الذي دار في الليل أم لإفهامنا أنّ علينا الرحيل؟ وبعد بضعة أيّام جمعنا أمتعتنا وقصدنا شقّة إستأجرها طارق لنعيش بسلام بعيداً عن غيرة أمّه وصمت أبيه.

وبعد فترة قصيرة تفاجأنا بِحماتي تترك حمايَ والمنزل بعدما أخذَت مجوهراتها وكل ما يمكنها بيعه وتذهب إلى أختها لِ"تستمتع بما حرمَها منه زوجها".

حاولَ طارق إقناعها بالعودة ولكنّها بقيَت على موقفها. عندها رجِعنا إلى منزل عمّي لنكون بقربه ريثما تعود هُدى إلى صوابها. ولكنّها لم تفعل وساءَت حالة المسكين وتوفّيَ. وآخر أخبار حماتي أنّها تواعد شاباً صغيراً وأنّها سعيدة جدّاً معه.

 

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button