شمع الأذن، أو ما يُعرف طبياً بالسيرومن، هو مادة طبيعية تُنتجها الغدد الصغيرة داخل قناة الأذن. يتكوّن من مزيج من الشمع وخلايا الجلد الميتة وجزيئات الأوساخ، ويؤدي دوراً أساسياً في حماية الأذن والحفاظ على نظافتها وصحتها. فهو يمنع دخول الغبار والبكتيريا، ويساعد على ترطيب بطانة الأذن الداخلية.
عادةً ما يُزال شمع الأذن بشكل طبيعي من خلال عملية التنظيف الذاتي، لكن في بعض الحالات قد يتراكم بكميات كبيرة، مما يسبب انزعاجاً أو فقداناً موقّتاً للسمع.
أعراض تراكم شمع الأذن وأسبابه
عند تراكم شمع الأذن بكثرة، قد تظهر أعراض مثل انسداد الأذن، طنين، حكة، أو ضعف في السمع. في الحالات الشديدة، قد يسبّب التراكم شعوراً بالدوار أو آلاماً داخل الأذن.
يحدث تراكم شمع الأذن عندما تتعطل آلية التنظيف الطبيعية، أو يصبح الشمع صلباً ويصعب خروجه. قد يكون السبب ضيق قناة الأذن أو شكلها غير الطبيعي، أو استخدام أدوات داخل الأذن مثل أعواد القطن، السماعات أو سدادات الأذن، ما يؤدي إلى دفع الشمع نحو الداخل بدل إخراجه.
الفئات الأكثر عرضة
بعض الأشخاص ينتجون شمع أذن أكثر من غيرهم، وهو أمر طبيعي ولا يرتبط بسوء النظافة. يزداد خطر التراكم لدى من يملكون قنوات أذن ضيقة أو مشعّرة، أو يعملون في بيئات مليئة بالغبار، أو يستخدمون أعواد القطن أو أجهزة السمع بشكل منتظم. كما أن التقدّم في العمر يجعل الشمع أكثر صلابة وأقل عرضة للسقوط بشكل طبيعي.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
ينصح بمراجعة الطبيب إذا ترافق تراكم الشمع مع أعراض مثل فقدان السمع، الاشتباه بعدوى، ألم، أو في حال وجود تاريخ لجراحة الأذن أو إصابة طبلة الأذن. كما يُستحسن استشارة الطبيب إذا لم تتحسن الحالة خلال خمسة أيام.
يتم التشخيص عادةً من خلال فحص بسيط للأذن يقوم به الطبيب أو الممرضة، باستخدام أداة خاصة لرؤية داخل قناة الأذن. في بعض الحالات، قد يتم تحويل المريض إلى اختصاصي أنف وأذن وحنجرة لإجراء تقييم أدق.
طرق علاج تراكم شمع الأذن
في معظم الأحيان يخرج الشمع من تلقاء نفسه ولا يحتاج إلى علاج. لكن عند وجود أعراض مزعجة، يمكن استخدام قطرات زيت الزيتون أو القطرات المخصصة لتليين الشمع، مما يساعد على سقوطه بسهولة. ولا يُنصح بمحاولة إزالة الشمع بالأصابع أو أعواد القطن، لأن ذلك قد يدفعه للداخل ويتسبب بضرر. كما يجب تجنب استخدام شموع الأذن التي قد تسبب حروقًا أو إصابات. وفي حال وجود انسداد شديد، قد يقوم الطبيب بعملية غسل الأذن بالماء الفاتر أو إحالة المريض لاختصاصي لإزالته بأمان.