سيرين عبد النور: "لا يمكن تحقيق أيّ شيء إلا ببذل الجهد"

نجمة ساطعة ومتلألئة في عالم الفن والتمثيل، تجمع في شخصيتها المميزة ما بين صفات المرأة الشغوفة بالأناقة والذكاء والنباهة والرومانسية والإقبال على جميع أنواع الفنون الراقية، وبين خصائص المرأة المشهود لها بأحاسيسها ومشاعرها وعواطفها وفي ذات الوقت بعقلانيتها وصبرها وتضحياتها وإخلاصها وطموحها اللامحدود.

 

فيها حضور عميق ومشرق يعكس حبها للحياة والجمال والصدق والإبداع، والعفوية. إنها النجمة اللبنانية Cyrine Abdlenour التي تجمع المجد الفني من كل أطرافه!

 

رغم حصول سيرين عبد النور على الكثير من الجوائز، الألقاب، النجومية والشهرة الواسعة تكريماً لإنجازاتها الفنية، إلا أنها كانت بالنسبة إليها حافزاً لمزيد من التألق والإبداع دون أن تسمح للغرور أن يتسلل إلى قلبها الطيب والمتواضع، حيث أن البسمة لا تفارق وجهها، فضلاً عن تميزها بروح الدعابة.

 

ما بلغته سيرين عبد النور من شهرة ومكانة متقدمة في عالم الدراما والسينما، جعلتها تنتزع الأضواء والتقدير، زاد من مسؤوليتها تجاه نفسها وتجاه جمهورها الواسع على إمتداد العالم العربي، ما تتطلب منها أن تنتقي أدوارها بعناية ودقة وتروٍ، كي لا تكرر نفسها تمثيلياً، وبالتالي كي تطل بأدوار و "كاراكتيرات" متجددة ومبتكرة تفجر من خلالها المزيد مما تختزن من إمكانيات وقدرات فنية فائقة.

 

كان لـ Elle Arabia فرصة إجراء هذا اللقاء العفوي معها، حيث تعرفنا على شخصها أكثر.

 

​​

ُElle Arabia: هل سيرين عبد النور راضية عمّا حققته لغاية اليوم؟ وهل من أمر تندمين عليه في مسيرتك؟

سيرين عبد النور: أعتبر نجاحي نعمة من الله، والحمد الله على كل شيء، ولكن طبعاً طموحي لا يتوقف هنا، فلدي المزيد لأقدمه، لذا أعتبر نفسي راضية ولكن هناك المزيد من الأفكار والخطوات أود أن أقوم بها. أنا أبدأ كل يوم من جديد لا أكتفي بأنني سيرين وأصبح لدي رصيد من الأعمال... بالعكس، دائماً يكون لدي حافز يحثني على إنجاز وتقديم المزيد، وعلى أمل أن أقوم بكل ما أرغب به بالطريقة الصحيحة، وأنجح. والفرق بين الماضي والحاضر هو أنني اليوم على يقين بما أريد فعله وأريد تقديمه.

بالنسبة للندم، أنا أنصح أي إنسان الا يندم، على الإنسان أن يعرف الخطأ لكي لا يقترفه مجدداً. لذلك، فالندم ليس موجوداً في قاموسي حتى لو سبق وقمت بخطوة ليست بالمستوى المطلوب وأصداءها لم تكن جيدة، أنظر الى الناحية الإيجابية وأتعلم منها وأتعلم الا أقوم بها مجدداً.

 

ELLE Arabia: لماذا برأيك استطاعت سيرين أن تكتسب هذه الشهرة الواسعة التي باتت تتمتع بها كنجمة متألقة؟

سيرين: نجاحي سببه صفتين في شخصيتي وهما موهبتي التي أمنت بها، والتواضع الذي أكسبني حب الناس. هناك شعرة بين التواضع والتكبّر وهذا أمرٌ حساس جداً بالنسبة للفنان الذي يعيش تحت الأضواء وأمام الناس. وأنا ضد أن يكون الفنان متكبّر أو متعجرف بل عليه أن يكون متواضع لأن الفنان يرتقي، وبعيداً عن شغله وما يقدمه، بمحبة الناس والجمهور.


ELLE Arabia: ما رأيك في الأعمال العربية المشتركة وما الذي أضافته؟

سيرين: الأعمال العربية المشتركة ابتدأت معي في مسلسل "روبي" عندما كان معي نخبة من الممثلية اللبنانيية، السوريين والمصريين، وأنا مع كل رأي حر. بعض الناس والأعمال ظُلمت بسبب الأعمال العربية المشتركة. أنا لست معها ولا ضدها وأنا أتفهم الناس التي تعارض هذه الأعمال، أحترم كل الآراء. ولكن أحزن أن المنتجين اللبنانيين قد توقفوا عن إنتاج أعمال لبنانية بحتة. الدولة العربية الوحيدة المحافظة على هذا الموضوع هي مصر، والمنتجين المصريين يقومون بإنتاج أعمال مصرية كاملة وينجحون ويحققون نسب مشاهدة عالية.

الأزمة التي مرّت بها سورية عززت الأعمال العربية المشتركة، لأنها فرضت وجود الممثلين السوريين المبدعين بأعمال عربية أخرى (وطبعاً أنا لست ضد الموضوع، بل أنا أتكلم عن سبب بدء هذه الأعمال). واليوم وبكل صراحة المنتج والتلفزيون يفكران بطريقة تسويق هذه الاعمال، وبنظرهما ان يكون هناك أسماء لامعة من مختلف البلدان وفي عمل واحد فكرة ناجحة أكثر من عمل يينتج من بلد واحد. 

بإختصار أنا مع الأعمال العربية المشتركة، ولكنني أيضاً أقف إلى جانب الممثلين اللبنانية المظلومين بسبب هذه الأعمال، لأنني أفهم وأقدر وضعهم. وأتمنى أن يأتي يوم ويستطيع منتج لبناني أن يقوم بعمل لبناني متكامل وبمواصفات مثالية لا تقل أهمية عن الأعمال العربية المشتركة.


ELLE Arabia: ما هي الأدوار التي قمت بتأديتها وأضافت جديداً على شخصيتك الفنية؟ وما هو الدور الذي ترغبين بتقديمه؟ هل من دور قدمته زميلة لك وتمنيت لو أسند إليكِ؟ 

سيرين: كل دور قدمته له بصمة خاصة، ولكن الدور الذي عرفني على الجمهور اللبنانية هو مسلسل "غريبة" مع الممثل عمار شلق ونخبة من الممثلين اللبنانيية، والناس ليومنا هذا تتذكرني من خلال هذا المسلسل. 

أما النقلة النوعية فهو دور "روبي" الذي أطلق سيرين في العالم العربي، الخليج، مصر والدول العربية، ومن بعدها "لعبة الموت". وفي مصر تحديداً فيلم "رمضان أبو العلمين حمودة" إلى جانب النجم محمد هنيدي، فهذا الفيلم حقق نجاح كبير وقربني أكثر وأكثر من المجتمع المصري.

الدور الذي أحب أن أقدمه هو الـSuspense أي التشويق، مثلاً مسلسل فيه جريمة قتل والقاتل مجهول الهوية. أنا أعشق ايضاَ أفلام الأشباح والأرواح، لكن أكره رؤية الدم والقتل! ولكن أحب الأفلام المرعبة والمشوقة كثيراً والمؤثرات الصوتية المخيفة.

بالنسبة للأدوار التي أتمنى أن أقدمها، لا يوجد أي دور، لأنني على ثقة أنه لو لم تقدمه هذه الممثلة بطريقة مبدعة لما كان أعجبني الدور، لذا هذا الدور جميل لأنها هي شخصياً قدمته.

 

ELLE Arabia: برأيك ما هو مفتاح نجاح أي ممثل؟ وما هي النصيحة التي تقدمينها لكل الممثلين الجدد؟

سيرين: أن يكون صبور، أن يركز على عمله ولا يعير أي أهمية للأقاويل السلبية. أنا أؤمن بمقولة أن محبة الناس تأتي بسبب عملك وليس العكس، فعملك لا يأتي من محبة الناس. لذلك على أي شخص جديد أو قديم في الوسط أن يركز على عمله وإثبات نفسه وتطوير قدراته ليقدم كل ما هو جديد وأفضل. الناس تتابع الفنان الناجح، لذا عليك المثابرة والصبر والتركيز في العمل لتقدم ما هو جميل، والنجاح سيتبع ذلك حكماً.


ELLE Arabia: ما رأيك بالمرأة العربية اليوم، وما الذي يميزها عن نظيرتها الغربية؟

سيرين: المرأة العربية جبارة، تعيش في مجتمع ذكوري وبجهد كبير تعمل لإثبات نفسها في ظل كل الصعاب. المرأة الغربية لديها كل شيء، من قانون منصف وحقوق و و و... لا يجرأ رجل على التعدي بكلمة عليها. أما هنا في لبنان، فهي لا تملك أبسط الحقوق. فهي مثلاً لا تستطيع أن تعطي جنسيتها لأطفالها إذا كان الزوج من جنسية مختلفة. المرأة العربية، مناضلة ومثابرة لديها طموح كبير أكبر من مجتمعها، لذلك أنا على ثقة بأن المرأة ليست فقط نصف المجتمع بل هي كل المجتمع. ولا يمكن أن نحقق أي شيء إلا ببذل الجهد والمكافحة. 


ELLE Arabia: بحكم مركزك كشخصية مؤثرة، ما هي الرسالة التي تودين توجيهها للمرأة العربية؟

سيرين: الرسالة التي أحب توجيهها للمرأة العربية هي أن تكوني أنتِ! من دون أي تزلف، لا تتصنعي فأنت رائعة ومميزة كما أنت!


ELLE Arabia: ما رأيك بمواقع التواصل الإجتماعي، وما هي حسناتها وسيئاتها وكيف تتعاملين معها؟

سيرين: حسناتها أنني حقيقية معها، أشارك الناس تفاصيلي الكبيرة والصغيرة لكي يرى الناس أنني طبيعية ومثلي مثلهم. كما أنني أحب فكرة تقريبنا كفنانين من الناس والجمهور، لأنه على الرغم من أنني ممثلة وفنانة، فأنا قبل أي شيء إمرأة، زوجة، وأم، وأحب أن يرى الناس هذا الشق من شخصيتي. أما بالنسبة إلى سيئاتها، فأنا أتعامل معها قدر المستطاع من خلال البعد عن كل ما هو مسيء وسلبي. الناس أصبحت كالوحوش على هذه المواقع، يشتمون ويهينون ويتنمرون وكأن هناك ثأر شخصي بيني وبينهم. هذا الجزء من مواقع التواصل الإجتماعي مؤذٍ، يجب أن نكتفي بنشر المحبة والتواصل وليس العكس، إسمها التواصل الإجتماعي وليس التشابك الإجتماعي! أنا موجودة كممثلة وكفنانة للترفيه عنكم، وأضيف البهجة لكم، أنزعج كثيراً من كمية الحقد الموجود.


ELLE Arabia: من هو النجم الذي تحبين أن تقدمي ثنائي معه ولماذا؟ وهل من ممثلين عامةً تحبين أن تمثلي معهم؟

سيرين: ممممم، (تضحك، أعفيني من إجابة هذا السؤال) بالنسبة لي هذا الموضوع على حسب العمل ونوعه. فإذا كان كوميدي أو درامي، أنا من محبين مسلسل Friends، وأتمنى أن نقوم بإجراء نسخة عربية بمعايير عالية.

أحب أن أمثل مع باسل خياط، أحب تمثيله كثيراً، ولم أتعامل معه قبل لذا أحب أن أقدم عمل معه.

ولو كان لدي عمل كوميدي أحب ماغي بو غصن، فهي تضحكني كثيراً، أشعر بأنني لو مثلت معها وكنت صديقتها في المسلسل سنشكل فريق جميل، وأحب أيضاً أن أمثل مع يوسف الخال كثيراً.


ELLE Arabia: حدثينا عن أعمالك الأخيرة، ومشاريعك القادمة؟

سيرين: أقوم حالياً بتصوير مسلسل لشهر رمضان، ويحمل إسم "دانتيل"، الى جانب الممثل السوري محمود نصر، وهو من إخراج المثنى صبح.

 

ELLE Arabia: يتم إعطاء العديد من الفنانين أكثر من حجمهم. متى ينبغي، برأيكِ، أن يُطلق على الفنان لقب "نجم"؟

سيرين: برأيي أن الفنان ليس مخول بأن يطلق على نفسه أي لقب. فأساتذة هذا المجال، والنقاد هم من يستطيعون أن يطلقوا الألقاب، وأهم عنصر لإطلاق الألقاب هو الجمهور، فجماهرية الفنان هي التي تحدد نجاحه ولقبه. الجمهور يستطيع أن يدلل الفنان أو يطلق اللقب الذي يريده، اما الفنان فهذا ليس من شأنه أن يسمي نفسه أي تسمية، فإسمه يكفي وأي لقب مرفق له يكون من شأن الجمهور وصناع المجال.

(تستطرد) هناك فرق كبير بين ثقة بالنفس -عندما تكونين على يقين أنك موهوبة وهذه نعمة عليك ترسيخها وإثباتها ودعمها- وبين تصديق النفس او التكبر، أي بأن تقولي "أنا أو لا أحد" وهذا لقبي وأنا نجمة. وهنا أعيد وأكرر أن على الفنان لو مهما وصلت نجوميته أن يبقى متواضع وقريب من الناس!


ELLE Arabia: ماذا تعني لك الموضة؟ وما هي علامتك ولونك المفضل؟

سيرين: ممم أحب كل الألوان، أكره الفوشيا كثيراً، وأحب الأحمر، الأبيض والأسود طبعاً.

لا تهمني فكرة الماركات كثيراً، ممكن أن أرتدي أي شيء يعجبني، وممكن أن أحب مجموعة لعلامة معينة في موسم ما وموسم آخر لا.


ELLE Arabia: نلاحظ أن معظم إطلالاتك أو كلها بتوقيع الستايليست سيدريك حداد. برأيك، لماذا نجحتما سوياً؟ وهل على الممثل أن يكون لديه ستايليست؟

سيرين: برأيي، على النجم أن يستعين بمنسق ملابس وقت الحاجة. بعض النجوم ذويقين ولا يحتاجون الى ستايليست، ويبرزون بإطلالات مبدعة، والبعض الآخر لا. وحتى لو كانت الفنانة متميزة بإختيارتها من غير الإستعانة بخبير أزياء، لا يضر في بعض الأحيان من أخذ برأي خبير طبعاً. بالنسبة لي أثق بسيدريك وبإختيارته وذوقه، وأتناقش معه بكل الإطلالات وهو كلاسيكي يشبهني وأرتاح معه، لذلك دائماً أشعر أنني موفقة بإطلالاتي. ممكن أن يكون مسافر ويرى فستان أو لون يكلمني بسرعة سيرين أعجبني هذا يجب أن تجربيه. وأيضاً أنا عندما أرى موضة جديدة وتصميم ملفت أكلمه فوراً. بكل بساطة يوجد إنسجام بيني وبينه، وهو يعرف ما الذي يختاره لي.


ELLE Arabia: المرأة العربية الأكثر أناقة؟

سيرين: الملكة رانيا! أعشقها، أعشق كلاسيكيتها المليئة بالفخامة.

 

ELLE Arabia: قدوة أو حكمة تتمثلين بها

سيرين: سأشارك معك مقولة قرأتها اليوم وأعجبتني كثيراً، بأن "الصداقة أجمل علاقة، وأن المشاعر لا تقدر بثمن وأن هناك أناس لا يستحقون النسيان، علمتني الحياة أن لا أتوقف كلما تعثرت سأنهض... وإذا بكيت سأضحك وأن شعرت بالحزن سيتبعه فرح... والشعور بالكآبة يتبعه راحة، والضيق يتبع فرج وكل كسر سيجبره الله".


ELLE Arabia: كلمة أخيرة لقراء Elle Arabia

سيرين: أشكركم على هذه المقابلة العفوية والقريبة من القلب. إستمتعت بكل سؤال!

 

حاورتها فدى رمضان

المزيد
back to top button