حصري: أنجيلينا جولي إمرأة لا تنكسر

تخطّت أنجيلينا مسألة استئصال ثدييها وهي تعود إلى الساحة بقوة أكثر من العادة مع دور المؤذية في فيلم Maleficent من إنتاج ديزني، ومع إخراجها للفيلم الثاني Unbroken (الذي لا ينكسر)، ومع أمومتها اللافتة التي تبدو من خلالها حريصة على أولادها ومحبّة لهم على الدوام. أمام عدسة هادي سليمان، حديث حصريّ لمجلة Elle، بطلاقة.

من دون شك، انتظرنا لتطلّ بوجنتيها الجميلتين وشفتيها الممتلئتين وعينيها اللّوزيّتين بزرقتهما الصافية الفريدة. أكثر ما أذهلنا هو الطلّة الناعمة والمرهفة التي تنبعث من ممثّلة غالباً ما رأيناها في أدوار قوية. يوم لقائنا معها، كانت في خضمّ تصوير Unbroken وهو الفيلم الثاني الذي تخرجه شخصياً ويروي قصّة "رجل حقيقي" كما تقول. إن كان فيلم In the Land of Blood and Honey واعداً بالنسبة للمخرجة فإنّ Unbroken سيكون اختباراً حقيقياً في مهنة . ونادرات هنّ ممثّلات الصف الأول اللاتي يصرنَ مخرجات بارعات ولا سيّما مخرجات فيلم حرب مكلف للغاية وميزانيته ضخمة. اليوم، بعد أربع سنوات من الغياب عن الشاشة الكبيرة، وبعد استئصال ثدييها الذي تعمّدت الإعلان عنه جهاراً – وهو موضوع لا ترغب في التحدّث عنه خلال إطلاق فيلمها الجديد – تعود إلينا أنجيلينا التي ستبلغ 39 عاماً من عمرها في حزيران/ يونيو مشرقة أكثر من ذي قبل. تجسّد دور المؤذية الشريرة في فيلم Maleficent من إنتاج ديزني الذي كلّف 200 مليون دولار وهو برقول Prequel (عمل يروي الأحداث التي تسبق عملاً فنّياً، أدبياً، مسرحياً أو سينمائياً مشهوراً) للعمل الكلاسيكي Sleeping Beauty الذي صدر عام 1959. إنّه دور غير مألوف تابعته أنجيلينا عن كثب واطّلعت فيه على مظهر عوامل الترميم التي من شأنها أن تحوّل وجهها المعروف. وحين قلنا لها إنّنا نجدها مخيفة للغاية في هذا الدور، شكرتنا بحرارة مفرطة كما لو أنّنا قلنا لها إنّها أفضل شخص في العالم على الإطلاق. 

آخر فيلم رأيناك فيه هو The Tourist الذي صدر عام 2010...
أنا محظوظة للغاية بقدرتي على التمثيل وهذا أمر أحبّ القيام به. ولكنّ ما أحبّه أكثر هو إخراج الأفلام. ولكي أعود وأظهر أمام الكاميرا، لا بدّ من أن يُعرض عليّ دور متطرّف يُخرجني من إطاري ويكون غريباً للغاية كي لا أحسّ بأنّني في عالم أعرفه من قبل. 
هل هذا هو بالتحديد ما أحسست به مع Maleficent؟ لقد كانت هذه الشخصية المفضّلة عندي في صغري. أعتقد أنّني كنت أعشق أن أكرهها. لقد كانت تخيفني وتجذبني في الوقت عينه. لذا، حين سمع شقيقي عن مشروع هذا الفيلم اتّصل بي قائلاً: "عليك أن تكوني جزءاً منه...!".  

هل هذا هو بالتحديد ما أحسست به مع Maleficent؟
لقد كانت هذه الشخصية المفضّلة عندي في صغري. أعتقد أنّني كنت أعشق أن أكرهها. لقد كانت تخيفني وتجذبني في الوقت عينه. لذا، حين سمع شقيقي عن مشروع هذا الفيلم اتّصل بي قائلاً: "عليك أن تكوني جزءاً منه...!".

نتذكّر خاصةً صوت هذه الشخصية الأصيلة المخيف للغاية...
إنّ ما يثير الاهتمام هو أن ندرك أنّ عدداً قليلاً من النساء يستخدمنَ القوة القصوى في أصواتهنّ. وقد أدركت بنفسي أنّني لم أحظَ يوماً بفرصة استعمال صوتي على مداه لا في المنزل ولا في أي مكان آخر.  

كيف وجدته؟
إنّ الأمر أشبه بتلقّي ضربة في المعدة. ينبع هذا الصوت من هنا. في المرة الأولى التي صدر فيها صوتي "المطلق" لم أصدّق أنّه نبع منّي. ثمّ، مع القرنين والكعب، صار طولي مترين وفوجئت بأنّ الأولاد راحوا يرفضون التكلّم معي.

هل أخفتِ أولادك أيضاً؟
في البداية، خاف باكس كثيراً! ثمّ شاهد كلّ أولادنا جلسات الماكياج ليروا كيف يتمّ تركيب الأسنان الزائفة والعيون وغيرها من عناصر الترميم لكنّهم لم يحبّوا فكرة أن أنظر إليهم مباشرةً في عيونهم. بالنسبة إليهم، كان القرنان مضحكين للغاية وأحبّوا اللعب بهما. من دونهما كنت أبدو كالدب الصغير ووجدوا ذلك مسلياً! 

لطالما كنت متكتّمة للغاية في ما يتعلّق بأولادك. لذا من المفاجئ أن نرى واحدة من التوأم وهي فيفيين بدور الطفلة أورور...
لا أريد لأولادي أن يصيروا ممثّلين. لن أمنعهم إن كان هذا شغفهم ولكنّني أفضّل أن يمارسوا مهنة أخرى. اتّخذنا براد وأنا القرار بعدم إبعادهم عن جلسات التصوير ولكنّنا لا نريد أن نجعل السينما مثالية في أعينهم. لا نريد أن نجعل منها شيئاً جيداً أو على العكس سيئاً. بالعودة إلى الطفلة أورور، إنّ Maleficent قاسية للغاية معها وتقول لها على سبيل المثال: "أنا لا أحب الأولاد، ارحلي!" (تضحك). لقد كنا بحاجة إلى طفلة لا تصدّق هذا الأمر. وإنّ صغيرتي فيفيين هي مثل ظلي فإن كنت متعبة أو في مزاج سيّئ لا تأبه بل تناديني "ماما، ماما، ماما" وتبقى متعلّقة بي. كنت أعرف أنّها ستبقى تبتسم لي وتمدّ لي ذراعيها مهما حصل. لكنّ القرار كان صعباً. فبعد يومين شعرنا براد وأنا باضطراب شديد لدرجة أنّنا لم نعد نرغب في تكرار المسألة. 

يظهر باكس وزاهارا أيضاً في الفيلم. ألا يشعر باقي الأولاد بالغيرة؟
كلا، لم يريدوا المشاركة. تحدّثت مع شيلو عن دور أورور فهزئت من دور الأميرة لأنّها آخر شخصية ترغب في تأديتها. هي تفضّل مخلوقاً له قرون أو شيئاً من هذا القبيل ولكن ليس دور الأميرة كما تقول. 

إنّها بالفعل ابنة أمّها! نحن نشعر بأنّك لا تخافين من أيّ شيء. ممَّ تخافين بالتحديد؟
مثل كل الناس أخاف من حصول مكروه للأشخاص الذين أحبّهم. لكن غير ذلك لا شيء يخيفني. في كل مرة أشعر فيها بالحزن والخيبة والقلق أقول إنّ أولادي بأمان وبصحّة جيدة وأنا شاكرة لذلك. خوفي الوحيد الآخر هو ألّا أعيش حياتي بملئها وقد أدركت ذلك في سنّ مبكرة. حياة لا أستطيع التعبير فيها عن طاقاتي ولا أختبر فيها التجارب. تتعسني الحياة المليئة بالمخاوف. إنّ الطريقة الوحيدة لأعرف أنّني أسير على الطريق الصحيح هي أن أكون صادقة مع ذاتي في كل ما أفعله. وهذا ما يدفعني غالباً إلى مكان أبعد ممّا يبدو آمناً واعتيادياً. 

تبدين قريبة جداً من البطل الحقيقي لحكاية Unbroken لويس زامبيريني وهو رجل محنّك في السابعة والتسعين من العمر...
إنّ Unbroken مغامرة خاصة للغاية وهو فيلم يعنيني أكثر من غيره حتّى إنّه أكثر موضوع يحاكيني. كنت شخصياً بحاجة إلى لويس في حياتي. لقد ساعدني كثيراً للخروج من مشاكلي أخيراً بفضل شخصه وبفضل طريقته في النضال وإرادته لمواجهة الأمور وتخطّي المشاكل. هو مصدر إلهامي. 

ما الذي يذهلك فيه؟ هل تتخيّلين الحياة التي عاشها؟
إنّه ابن مهاجرين إيطاليين وُلد في أقاصي ولاية نيويورك، ركض في الألعاب الأولمبية عام 1936، صار طيّاراً حربياً، تلقى 596 رصاصة في حجرة الطائرة وصعد فوق كل شيء إلى طائرة أخرى وارتطمت من جديد، وناضل للنجاة 47 يوماً في البحر على سفينة صغيرة. البعد الأعمق لهذه القصة هو مسألة الإيمان. إنّها تلك القدرة على فتح أعيننا لنرى أنّنا لسنا وحدنا بل نتغذّى من حب العائلة والأخوّة والإنسانية. تلك القدرة على إيجاد القوة في ذواتنا وصولاً حتى الموت من أجل ما نؤمن به... هذه مواضيع كبرى! 

وماذا عن لويس بحد ذاته؟
هو رجل، رجل حقيقي. وقد أخرجت هذا الفيلم من أجل أولادي في مكان ما لكي أعلّمهم شيئاً عن الحياة أحاول شرحه لهم لكنّهم سيفهمونه بطريقة أفضل إذا تابعوا مسيرة رجل عظيم. 

الآن وقد صار أولادك كباراً، هل يعون أنّك شخصية مشهورة؟
يعرفون أنّنا نصنع الأفلام ولكنّهم أيضاً يدركون أنّ أباهم يصنع الأثاث ويبني المنازل وأنّ أمّهم تحبّ السفر مع الأمم المتّحدة. وهم يتحدّثون عن الاثنين بالطريقة ذاتها. 

كيف يتفاعلون لدى رؤية وجوه غريبة؟
نحاول أن نتجنّب التشنّجات، فإذا لاحظنا كاميرا تصوير نقول لهم: "آه، هم يلتقطون الصور وحسب لن يؤذونا. إنّ المسألة سخيفة لكنّها هكذا!". 

ألا يشعر أحدهم بالقليل من الضياع في ظلّ هذه الزوبعة الدائمة؟
إنّه أحد الأسباب الذي دفعنا إلى التوقّف عند ستة أولاد. فقد تمكّنا من تقدير الوقت الذي يجب تخصيصه لهم. لحسن الحظ، عندهم أب وأم في المنزل فمع براد نحن نكمّل بعضنا بعضاً. إن كنت أعمل يبقى هو معهم وفي كل مساء نقوم بجولة عليهم ونطّلع منهم على أخبارهم. حتّى إنّنا نجلس مع كلّ منهم على حدة للتأكّد من أنّنا قد استمعنا إليهم جميعاً.

تدوم علاقتك مع براد منذ ثماني سنوات. ما الذي تبدّل بينكما؟
هذا مضحك. إنّه نوع الأسئلة التي لا أطرحها البتّة على نفسي! (تضحك). ما الذي أشعر به؟ إنّ براد فضولي جداً ويتوق لمعرفة الجواب! (تشرب جرعة من الشاي وتفكّر). نحن عائلة وهذا مختلف تماماً عن العلاقة الثنائية حيث يستوحي الواحد من الآخر فيكمّل الواحد الآخر. براد وأنا نعيش على الموجة ذاتها في ما يتعلّق بالقيم وبالحياة التي نريدها والتي نرغب في تقديمها لأولادنا. وخلال كلّ تلك السنوات بنينا قِصّة. وحين تكون هناك قصة مع شخص ما تكون هناك صداقة حقيقية تضمن الراحة والحب العميق. إنّها مسألة كلّ شيء ينبع من كلّ ما اجتزناه معاً. هذا لا يعني أنّ الأمور مثالية على الدوام – فلا أحد مثالي – ولكنّنا نتحدّث كثيراً ونهتمّ ببعضنا. وإنّ الآخر يأتي قبل الذات والعائلة تأتي قبلنا، وهذه مسألة أصبحت أقوى خلال السنوات الأخيرة. 

قلتما إنّكما لن تخطبا ثم تمّت الخطوبة...
إنّ المضحك في الأمر أنّنا نسينا أنّنا مخطوبان حتّى إنّني أجهل كم مضى من الوقت على الخطوبة.

سنتان...
شكراً! (تضحك). هذا مضحك. في الحقيقة، لم نكن بحاجة لأن نتزوّج فهذا لا يُنقِص أيّ شيء من علاقتنا. بما أنّ كلّاً منّا كان في السابق متزوّجاً أردنا التريّث كي لا نفسد علاقتنا. شعرت بالذهول حين طلب براد يدي.

 لا بدّ من أن أولادكما يعشقون الفكرة...
يتحمّس الأولاد لفكرة الزواج ولا نستطيع أن نقول لهم متى سيحدث الأمر. ظنّوا أنّ الأمر كان السنة الفائتة ولكن لا! في الواقع، رسموا حتى الآن أطناناً من الرسوم لنا كعروس وعريس!  

إذاً، هم يخطّطون للزفاف؟
نستمرّ في سؤالهم: "هل تريدون حقاً أن نتزوّج أم أنتم متحمّسون لرؤية قالب الحلوى؟" (تضحك). إنّها مسألة غير اعتيادية فكما لو أنّنا ثمانية نريد الزواج! أظنّ أنّ الزواج بما فيه من ديمومة يطمئن الأولاد فهم يفهمون ما يعنيه بالتحديد لذا يحبّون فكرة أن يتمّ الزواج بين أبيهم وأمّهم. 

تصوير: هادي سليمان
إدارة فنية: جو زي
نص: ماجي بولوك (أقلمة كارولين سيكس) 
تصفيف شعر: آدم كامبيل
ماكياج: طوني ج
طلاء أظافر: إيمي كودو إنتاج: كيم بولوك. 

المزيد
back to top button