الموضة هنا والآن!!

يترك المصمّمون العرب بصمتهم أكثر فأكثر على جبهة الموضة هنا وفي الخارج. في الآونة الأخيرة، أُطلق على أسبوع الموضة العربي ٢٠٢٣ لقب أوسع إصدار حتى الآن، حيث استقطب بعضاً من أكبر الأسماء في الصناعة، بما في ذلك أبرز صانعي التغيير. تحدّثت Elle Arabia إلى عدد قليل من صانعي التغيير هؤلاء، جان لويس صبجي، وطارق أبو سمرة، وفرح بسيسو، لمعرفة كيف يقومون بتمكين الأنوثة من خلال الموضة.

 

طارق أبو سمرة المدير الإبداعي والمؤسس لـ Atelier Forger

اشتهر المصمّم السوري طارق أبو سمرة بتأييده للراحة والرفاهية، بمواد صديقة للبيئة ومصادر أخلاقية. بعد أن أطلق Atelier Forger عام ٢٠٢١، كان هدفه منح النساء أزياء خالدة يتمّ تصنيعها يدوياً وتجهيزها حسب الطلب، مع دعم الحرفيين الرئيسيين داخل المجتمع المحلي. من خلال تقديم الموضة البطيئة للمرأة العصرية، إنّ قطع أزياء طارق تعزّز الشكل الأنثوي والروح الأنثوية لدى من ترتديها، حيث تتميّز بخصر رفيع وقصات حادة وبقمصان مميّزة ذات أزرار نحاسية لافتة مصنوعة يدوياً من قبل الحرفيين اللبنانيين.

 

الإلهام وراء العلامة... عصر النهضة في الموضة في الستينيات، أعيد تخيّله لإمرأة القرن الحادي والعشرين اليوم. تصميماتنا مستوحاة من نساء قويات ومستقلات يعملنَ لتغيير العالم. إنّها تمثّل انصهاراً للوقت والتاريخ والمستقبل معاً.

 

رسالته لمشهد الموضة والنساء اليوم... لا تزال ملابسنا تحكي قصة هويتنا. تعدّ طريقة ارتدائك لملابسك جزءاً من عمليّة تنسيق الصورة التي تعطينها لبيئتك ومَن حولك عن نفسك، وتحديد الرسائل التي تريدين إيصالها إلى العالم.

 

عن البقاء وفياً للعلامة التجارية على الرغم من الاتجاهات المتغيّرة... Atelier Forger هي علامة تشارك في مستقبل مستدام في الموضة. فلسفتنا هي أن نلبس النساء بطريقة عابرة للزمن من أجود المواد العضوية المستمدة من الطبيعة. تعكس تصميماتنا الهادفة إلى تحقيق غرض معيّن، روح "الموضة مدى الحياة"، مما دفع عملاء Forger للاستمتاع بقطع قابلة للجمع، يحلو اقتناؤها، تدوم طويلاً وتبقى إلى الأبد.

 

اللحظة التي جعلته يرغب في دخول عالم الموضة... كانت عمتي ترتدي أجمل الملابس، وتجلس معي كل يوم، وتعلّمني الخياطة وتخبرني بنفسها ماذا تريد المرأة، وكيف أُظهر منحنيات جسدها، وما هي المنسوجات التي يمكن أن تفعل ذلك، وكيف أحصل على النتائج المرجوة من خلال التصميمات. كانت بقايا الأقمشة التي تركتها ثروة بالنسبة لي.

 

أبطاله في التصميم... أعتقد أنّ Azzedine Alaia هو المصمّم الذي أُعجب به أكثر، لا سيما وجهة نظره المتحمّسة في الموضة والطريقة التي يترجم بها رؤيته إلى ملابس؛ أحجام وقصات وأشكال. أودّ أن أقول أيضاً Benchellal و Catherine Holstein، وبالطبع Christian Dior.

 

يأخذ طارق بالموضة المستدامة... صناعة الأزياء هي ثاني أكثر الصناعات تلويثاً بعد قطاع النفط والغاز، فهي مسؤولة عن ١٫٢ مليار طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويّاً. يحاول Atelier Forger تغيير ذلك. تسعى سلسلة التوريد لدى Atelier Forger جاهدة لتكون صديقة للبيئة. تعمل الأزرار النحاسية المصنوعة يدوياً كعلامة فارقة مميّزة لعلامتنا التجارية. نحن نلتزم بممارسات عادلة وموجّهة بشكل مستدام لخلق الموضة بطريقة تراعي الإنسانية والبيئة، ولتقليل التأثير البيئي كلما أمكن ذلك.

 

فرح بسيسو المديرة الإبداعية والمؤسسة لـ Maison Mada’en

أطلقت المصمّمة فرح بسيسو التي تتخذ من دبي مقرّاً لها، أوّل مجموعاتها عام ٢٠١٦ في لندن في إنكلترا ومنذ ذلك الحين، اشتهرت بأفكارها الإبداعية وتصميماتها المبتكرة واسخدامها للأقمشة الرقيقة. فرح التي اشتهرت بإطلالتها بلباس مطرّز يدويّاً ظهرت فيه في مهرجان كان السينمائي وما حوله، قد كرّمت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بمجموعتها الأنيقة "كوتور" لخريف وشتاء ٢٠٢٣ المستوحاة من حدائق لندن وأزهارها ورائحتها. تضمّنت مجموعة "Fallen Rose" قماش التول بألوان نابضة بالحياة وألوان "ميكادو" الحريرية التي تمّ تصوّرها لتناسب جميع درجات الألوان وأنواع الجسم.

 

الإلهام وراء العلامة... مصدر إلهامي هو النساء، والثقافة، والطبيعة خلال رحلاتي.

 

رسالتها لمشهد الموضة والنساء اليوم... رسالتي للمرأة هي أن تكون فريدة على طريقتها الخاصة، وأن تظهر شخصيتها الحقيقية من خلال طريقة لبسها. لا تكتفي باتباعك الصيحات فقط.

 

اللحظة التي جعلتها ترغب في دخول عالم الموضة... إحدى اللحظات التي جعلتني أختار هذا المسار هي عندما كنت أذهب مع والدتي لحضور عروض الأزياء ومشاهدة عارضات الأزياء الشهيرات على المدارج وهنّ يقدّمنَ التصاميم الجميلة.

 

ثلاث نصائح للأسلوب لهذا الموسم... أن تكوني أنيقة، ومتطورّة، وليبراليّة.

 

الإبداع الأكثر شهرة حتى الآن... الفستان الذي صنعته لمهرجان كان السينمائي عام ٢٠١٧ وكان أول فستان "هوت كوتور" لي على السجادة الحمراء.

 

جان لويس صبجي مصمّم أزياء

أصبح مصمّم الأزياء اللبناني جان لويس صبجي أول مصمّم عربي يعمل مع الأيقونة العالمية "Barbie" في تعاونٍ فريد من نوعه خلال أسبوع الموضة العربي. بعد أن أسّس علامته التجارية في بيروت عام ٢٠١٢، اشتهر جان لويس بدفع حدود الموضة بتفاصيل مثيرة بما في ذلك الريش والتطريز اليدوي والكورسيهات والأقمشة المهيكلة لتقليد وإكمال الحركة الطبيعية للشكل الأنثوي. ظهرت مجموعة Jean Louis Sabaji X Barbie في أسبوع الموضة العربية بفساتين طويلة تلامس الأرض باللونين الوردي والأسود، بقصّات عميقة في الظهر وخطوط عنق مميّزة، إلى جانب نثر الريش بكلّ حرّية على البنطلونات والتنانير والقمصان والفساتين.

 

الإلهام وراء العلامة... عندما أنشأت علامتي التجارية، تخيّلت امرأة قويّة وجريئة، وأردت أن ترتدي النساء قطعاً من تصميمي ويشعرن بالثقة. أعمل على صور ظلية متنوعة وأرغب في الحصول على أكبر عدد ممكن من الخيارات، من الفساتين التي تغمر وتحتضن إنحناءات الجسم إلى الفساتين المنتفخة للسهرات. فيما يتعلّق بالمواضيع، أستلهم دائماً من الطبيعة الأم وكل ما تقدّمه، فأنا متأثر جدّاً بالطيور والحدائق والسماء والبحار.

 

رسالته لمشهد الموضة والنساء اليوم... الموضة هي أداة للتعبير. يمكنها تمكين النساء والسماح لهنّ بأن يصبحن كما يردن. يحتاج المصمّمون إلى استخدام مشهد الموضة بحكمة لنقل رسالة القوة وتمكين المرأة. هناك العديد من الطرق للقيام بذلك، وإحدى هذه الطرق هي الشمولية من حيث "الموديلات" والمدارج أثناء الحملات.

 

ما الذي يثير اهتمامه الآن... حركة الشمولية والتنوّع، نحن أخيراً في عصر نتعلّم فيه قبول أنفسنا وكل من حولنا، كما نحن. لم يعد هناك مساحة للكراهية أو التمييز أو التنمّر. لكل شخص الحق في أن يكون كما يريد طالما أنّه لا يؤذي أحداً.

 

اللحظة التي جعلته يرغب في دخول عالم الموضة... بما أنّ والدي كان مصمّم أزياء، نشأت في مشغله وسط عالم الموضة، وتجربتي الأولى مع الأزياء كانت مع دمى "باربي". أتذكّر نفسي وأنا أبتكر ملابس صغيرة فقط حتى أتمكن من تقليد ما كان يفعله والدي، وفي تلك اللحظة أدركت أنّ هذا ما أريد أن أفعله بقية حياتي.

 

ثلاث نصائح تخصّ السلوب لهذا الموسم... كوني على طبيعتك، وكوني مرتاحة في ما ترتدين، وكوني واثقة من نفسك.

 

إحدى صيحات الموسم التي يحبّها الآن... أنا أحبّ عودة الكورسيه بشكلٍ عام لأنّه يضيف الثقة إلى الصورة الظلية للمرأة الأنثوية.

المزيد
back to top button