بعد مرور أكثر من 140 عاماً على ابتكار عقد علامة الاستفهام" Question Mark necklace، الذي لا يزال يشكل رمزاً مميزاً لأسلوب دار بوشرون الفريد، تحتفل الدار هذه السنة بهذه التحفة الشهيرة من خلال تقديم تصاميم جديدة تسطّر فصلاً جديداً ومميّزاً في قصة هذا العقد الذي شكّل ثورة في عالم المجوهرات الراقية. منذ انطلاقته الأولى، قدّم هذا التصميم أسلوباً جديداً تماماً، وجازبا للعملاء الدوليين بدءاً من العائلة الإمبراطورية الروسية، ووصولاً إلى الأسر أصحاب الشركات الصناعية الكبرى في أميركا، حيث تميّز بطوقه البسيط وزخرفته المنمقّة. وكأول عقد لا يحتاج إلى مشبك، تميّز تصميمه بمرونته الفائقة والحركة المفصلية الحرّة بفضل آلية الزنبرك الخفية، ما أتاح راحة غير مسبوقة في ذلك الوقت. وهذه الآلية الدقيقة، التي تمّ تطويرها حصرياً في مشاغل بوشرون، كانت ولا تزال شبه مخفية، ما يدلّ على حرفية استثنائية، وإتقان لا يُضاهى في الصنع.
إذًا يقدّم هذا العام استوديو الإبداع في بوشرون تصميماً مبتكراً لعقد علامة الاستفهام، العقد القابل للعكس. وقد جاءت بالفكرة هيلين بولي-دوكان، الرئيسة التنفيذية لدار بوشرون، كوسيلة لنقل رؤية فريدريك بوشرون الابتكارية إلى المستقبل. واليوم، تقوم بوشرون بتصنيع هذا العقد بثلاثة ألوان مختلفة: الأحمر اللامع للروبيلايت، الأخضر الغني للتورمالين، والأزرق العميق للتانزانيت. وعلى الجهة الأمامية من العقد، تتناغم الأحجار بشكل مثالي، ما يبرز ألوانها الزاهية بفضل الرقائق المعدنية. أما على الجهة الخلفية، فيتألق الكريستال الصخري المقطوع بعناية مع بريق إضافي من الألماس المرصّع. وتظهر مهارة بوشرون الرفيعة أيضاً في الطوق، الذي يتميّز بترصيع الألماس على كلا الجانبين وحتى على الحواف. وتتويجًا لهذه الخطوة، كشفت دار بوشرون في يوليو 2024عن حملة جديدة تعرض أحدث تصاميم "عقد علامة الاستفهام" التي تستلهم من العقود المحفوظة في الأرشيف، وهي إبداعات لا تزال تلهم استوديو بوشرون حتى اليوم. ومن خلال اختيار إعادة إحياء هذه النبتة المتعرّشة التي زيّنت أروقة قصر رويال – حيث افتتح فريدريك بوشرون أول متجر له – بدلاً من الاعتماد على النباتات المعتادة التي فضّلها صنّاع المجوهرات الآخرون، قدّم بوشرون رؤية جريئة ومميّزة للطبيعة، بكلّ حريّتها وغناها وجمالها. وعمل الحرفيون بدقّة على تنفيذ هذا العقد لجعل اللبلاب يبدو واقعياً قدر الإمكان، من خلال استخدام درجات الأخضر للأحجار الكريمة مثل الزمرّد، والذهب المطلي بالروديوم، وتقنية التريمبلور القديمة التي تجعل كلّ ورقة تتحرّك مع حركة صاحبة العقد.
أما ريشة الطاووس فقد ظهرت للمرّو الأولى في ستينيات القرن التاسع عشر في المجوهرات والتيجان وأصبحت منذ ذلك الحين رمزاً تاريخياً لصانع المجوهرات. واختار فريدريك بوشرون هذا النمط الطبيعي لصنع عقدي علامة الاستفهام في عامي 1882 و1883، حيث اشترى العقد الثاني الدوق الأكبر أليكسي من روسيا. وقد طوّرت دار بوشرون تقنية فريدة لتجسيد دقة ريشة الطاووس بكلّ واقعيّة. واستُخدِم النظام المفصلي لمنح أجزاء ريشة الطاووس القدرة على الحركة، حتى أصبح كلّ خيط مستقلاً وحراً مثل الطائر. وتمّ تصنيع هذه التفاصيل جميعها يدوياً، وذلك لتقليد مرونة وجمال الريشة بكل طبيعي. والآن، يعيد استوديو الإبداع ابتكار ريشة الطاووس بهذا الظلّ الأزرق الحيوي، الذي يعكس لون الياقوت المرصّع كحجر مركزي.
وفي عقد Laurier Question Mark، يكرّم استوديو الإبداع في بوشرون نمط ورقة الغار من خلال عقد مستوحى من نموذج محفوظ في الأرشيف يعود تاريخه إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر. ويتميز هذا النموذج الجديد بنظام مشبك مبتكر يمنحه قدرة تحويلية رائعة، حيث يمكن تحويله إلى عقد طويل أو قصير، أو بروش، أو حتى زينة للشعر. وتم إنشاء هذا العقد من خلال صياغة متقنة للغاية، ليكون بمثابة تحيّة للطبيعة كما يراها بوشرون. واستخدم الحرفيون تقنية فيل-كوتو، التي تتضمن خيوطاً دقيقة من الذهب تشكّل هيكلاً خفياً، ما يمنح القطعة بأكملها خفّة لا مثيل لها. وكلّ ورقة مصنوعة يدوياً من المعدن بصياغة خاصة لتعزيز بريق الماس المثبت بشكل شبكي. وأخيراً، تتدلى قطع الروبيلايت من الأوراق، مثل ثمار ناضجة جاهزة للقطف.