قد يكون البروش لا يحظى بنفس قدر الأهمية التي تحظى بها قطع المجوهرات الأخرى، إذ لا تتهافت النساء على اقتنائه إلا لحاجات استثنائية أو مناسبات معيّنة. ولكن هذا لا يعني بتاتاً أن هذه الجوهرة لا تملك من الفخامة والرقي ما يجعلها تنافس أثمن قطع المجوهرات على الإطلاق.
شوميه Chaumet
نشأة البروش
لم يكن البروش في ما مضى قطعة للزينة بل كان يُستخدم لتثبيت الملابس فقط. تعود أولى تصاميم البروش التقليدية الموثقة إلى العصر البرونزي، وكانت حينها تُصنع من مواد بسيطة ومتواضعة مثل الصوان والأشواك والمعادن الأساسية، وتتألف من دبوس بسيط مثبت في حلقة دائرية. أما في شمال أوروبا، فكان البروش أحد أكسسوارات الملابس المميزة التي تُستخدم في تثبيت العباءات والسترات الثقيلة خلال فصول الشتاء القاسية.
بوتشيلاتي Buccellati
بدايات رمزية
على مرّ القرون، أصبح الحرفيون أكثر مهارة في تطوير تقنيات التصميم، وظهرت أولى تصاميم البروش المعقّدة في العصر البيزنطي، إذ دخلت الأحجار الكريمة في صناعتها وباتت مزيّن بالمينا واللآلئ. في هذه الفترة، كان رجال الدين وطبقة النخبة مفتونين بالرفاهية والبذخ. وعلى الرغم من استخدامهم البروش لربط ملابسهم وإحكام تثبيتها، فإن هذا لم يمنعهم من البحث عن تصاميم تحمل مستوى عالياً من الحرفية المتقنة التي تعكس مكانتهم.
كارتييه Cartier
العصر الفيكتوري
رافق العصر الفيكتوري فترة طويلة من السلام في المملكة المتحدة، كان لها تأثيرها الإيجابي على مجالات الابتكار التكنولوجي والإبداعات. وقد انعكس ذلك جلياً على تصاميم المجوهرات لا سيّما تصاميم البروش التي بدى تصميمها أكثر دقّة مع تفاصيل جمالية لافتة من الزخارف والنقوش والترصيعات. وقد سرّعت هذه الحقبة، بكل ما حملته من جرأة في خيارات المرأة، من ابتكار المجوهرات التي تعكس عمل النساء المستقلات الناشئات وهواياتهن، وسرعان ما اكتسبت تصاميم البروش لمسات إبداعية تناسب رغباتهن.
تيفاني أند كو. Tiffany&Co
العصر الحديث
وصلت شعبية البروش إلى ذروتها خلال القرن العشرين مع عهد الملكة إليزابيث الثانية. وشوهدت الملكة الشابة، التي كانت مولعة بشدة بهذا النوع من الزينة، وهي تزين ملابسها ببروشات مرصّعة بالياقوت والماس. كان تأثيرها كبيراً لدرجة أن المعجبين في جميع أنحاء العالم بدأوا في تقليد أسلوبها ما دفع بصانعي المجوهرات إلى تكثيف جهودهم لتقديم تصاميم متنوّعة من البروشات لا نزال نشهد تطوّرها حتى يومنا هذا.