لمناسبة إصداره مجموعته الجديدة للأزياء الجاهزة، كان لـ Elle Arabia فرصة إجراء حوار خاص مع المصمم اللبناني والعالمي المبدع طوني ورد في محترفه في بيروت...
كيف بدأت مسيرتك المهنية في قطاع الموضة؟
نشأت في عائلة تعمل في قطاع الموضة. وكان لدى والدي محترف للأزياء في بيروت (منذ سنة 1952) وكنت اذهب معه بإستمرار، وأتعرف إلى الزبائن هناك. وهكذا نما في حب المهنة، وقراري في ممارستها. فتوجهت إلى باريس لأدرس تصميم الأزياء، ومن ثم بدأت العمل هناك في عدة دور أزياء مثل دار Dior ،Lanvin و Chloé، ومع عدة مصممين عالميين مثل Claude Montana ،Gianfranco Ferré و Karl Lagerfeld.
وبعد سنين من الدراسة والعمل في باريس، قررت العودة إلى لبنان. وفي عام 1997، افتتحت أخيراً محترفي الخاص في بيروت، ومازلت أشعر وكأن ذلك حدث في الأمس! ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم، مازلت استمتع واكتشف أشياء وأفكاراً جديدةً.
من أين تستمد إلهامك؟
كل شيء أراه في حياتي يشكل مصدر إلهام لي. فأنا أحاول أن استمد أفكاري من الأشخاص الذين أقابلهم، من الكتب التي أقرؤها، من المناسبات التي اشارك بها، من الأحاديث التي اجريها مع الناس وبخاصة الأحاديث التي اجريها مع أولادي. فأولادي هم فعلاً رواد، ومطلعين بشكلٍ مبهر على الكثير من الأشياء التي نجهلها، والتي تجعلنا نشعر نحن كأهل أننا مازلنا ننتمي إلى العصر الحجري!
أيضاً أنا استمد إلهامي من مقابلة مع زبونة، وعندما أجري الأبحاث عن مواضيع مجموعتي المقبلة مع فريق عملي.
هل أنت راضٍ عما حققته في مسيرتك حتى اليوم؟
كلٌ منا يرتكب الأخطاء خلال العمل. لكننا نقوم دائماً بتصحيحها، ونسعى دائماً إلى التقدم. ومن المؤكد أن هنالك أشياء كنت أفضل أن أفعلها بطريقة مختلفة. لكن عندما أنظر إلى الطريق الذي قطعته، أرى أن بعض قرارتي هي التي أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم، وحضرتني لما سيأتي غداً!
من الصعب جداً أن أحكم على نفسي، فأنا أعلم انني شخص قاسٍ مع نفسه، ولطالما كنت أريد أن تكون الأشياء مختلفة.
تتمتع تصاميمك بشهرة عالمية. ما هو سر نجاحك؟
بالنسبة لي، مفتاح النجاح هو أن يكون للمرء شيء يميزه عن غيره. فاليوم، يوجد في ساحة الموضة أناس تحاول خداعك، مرةً، مرتين، وثلاث... لكن في النهاية لا تذهب بعيداً!
نحن كدار طوني ورد، قد اصبحنا في العرض رقم 30، ونحن نتواجد في أوروبا منذ 17 سنة، كذلك الأمر في أمريكا. وتواجدنا موزع بطريقة أننا ننافس أشهر المصممين والعلامات التجارية في عالم الموضة. فنحن موجودون للهوت كوتور في باريس، للملابس الجاهزة في باريس ونيويورك، لفساتين السهرات العريقة في نيويورك، ولفساتين الأعراس في ميلانو. وليكون وجودنا كدار موضة فعال لهذه الدرجة، فمن المؤكد أن هنالك سراً وراء ذلك.
هل اعتبر نفسي قوياً؟ أجل فأنا محاط بفريق قوي جداً!
اذكر لنا بعض الشخصيات المشهورة التي ترتدي من تصاميمك. ومن هي أيقونة الموضة التي تتمنى التعاون معها؟
ليس لدي أمنية معينة، فقط اتمنى أن أنهي نهاري بشكلٍ جيد واذهب إلى بيتي لقضاء أوقات جميلة مع عائلتي.
بالنسبة للمشاهير التي ارتدت من داري، نعم هنالك الكثيرات، وتربطنا علاقة عمل جيدة وصداقة بهن. فأذكر مثلاً الممثلة الشهيرة Sharon Stone، والتي البسناها خلال حفل خيري، المغنية الراحلة Whitney Houston، أيضاً المغنية Rihanna... وهنالك أسماء كثيرة أخرى.
من هو المصمم أو الدار العالمي المفضل لديك ولماذا؟
أحب الصيحة والنهج الجديد لدى دار Balmain، فهو يعير إهتماماً جميلاً للجيل الجديد والصاعد. وكنت أحب كثيراً دار Hubert de Givenchy و Saint Laurent، فكانا فعلاً مصدر إلهام لي.
هل لك أن تخبرنا عن مجموعتك الجديدة التي صدرت في أيلول وما الذي يميزها عن المجموعات الأخرى؟
من المهم جداً أن أوضح انني عندما ابتكرت هذه المجموعة الجديدة، لم تكن كل التصاميم واضحة منذ البدء. فقد عملت عل جمع الأفكار وتنفيذها واحدة تلو الأخرى، وكأنني كنت ألعب لعبة الـpuzzle.
تدور فكرة هذا العمل، حول زهرة تشبه الشمس، لكنها ليست شمساً ولا زهرةً، بل هي مزيج من الإثنين. وقد بدأنا من هذا التفصيل، وطورناه، ثم رسمنا تفاصيل وأحجام أقمشتنا، وصولاً إلى خيارات الألوان، التي أردتها قوية بعض الشيء، مثل الفوشيا، الأزرق الفاقع، الأزرق القريب للأخضر، الـ"غريج"، ولكنني استثنيت اللون الأبيض لهذه المرة. عامةً إن ألوان هذه المجموعة هي مزيج من الألون الصيفية.
تتضمن هذه المجموعة 60 قطعة، ما بين الفساتين الطويلة، الفساتين المطرزة الناعمة وغير المطرزة، الجمبسوت، الفساتين المتوسطة الطول، الفساتين القصيرة والشورت.
وسنقدم هذه المجموعة ضمن أسبوع الموضة في نيويورك، ومن ثم أسبوع الموضة في باريس. كما سنقدم هذه المجموعة في عدة أماكن في الولايات المتحدة وسنغافورة. ستكون جولة هذه المجموعة طويلة!
من هو طوني ورد بعيداً عن عالم الأزياء والموضة؟
أنا شخص عادي، وحياتي لا تدور فقط حول عملي. فبالنسبة لي، الحياة هي أيضاً عائلتي، اصدقائي، مشاريعي، سفراتي، وبالطبع داري. أنا أحب الرياضة كثيراً، وأهوى لعبة كرة السلة التي اتابعها عن قرب كما أمارسها. أحب أن أمضي وقتي أيضاً مع اصدقائي، بخاصة أولائك الذين ترعرعت معهم. أنا لا اجد الكثير من الوقت للذهاب إلى الحفلات والمناسبات، فعامةً ما اذهب إلى عرس واحد في السنة. لكن هذا لا يعني أنني شخص غير إجتماعي، بل على العكس أحب الناس كثيراً، لكن لدي أولويات في حياتي.
أخيراً، ما هي رسالتك للمصممين اليافعين؟
أنا أشجع كل مصمم يافع ومبتدئ، مهما كانت لديه من أفكار وإبداعات وطاقة، أن يتمرس في هذه المهنة قبل كل شيء. فأنصحه بأن يبدأ مسيرته عند مصمم آخر ليكتسب الخبرة، وليرتكب الأخطاء التي ستخوله أن يتعلم ويتحسن ويبتعد عن كل فشل وإحباط في مسيرته المستقبلية.