لطالما كانت لانا البيك في دائرة الضوء بطريقة أو بأخرى. ومع ذلك، يبدو أن العارضة ومخرج الأفلام الفلسطيني-السوري يشقّان طريقهما باتّجاه عدد من الجبهات الإبداعية. بالإضافة إلى كونها عارضة وشخصيّة مؤثرة ومرغوب فيها للغاية، يمكنك العثورعلى لانا في كثير من الأحيان خلف الكاميرا وهي تصنع أفلامًا قصيرة أو تدرس للحصول على درجة الماجستير في القيادة الفنية. أوه، وهذا كلّه إلى جانب وظيفتها بدوام كامل كمديرة مشروع لوكالة إبداعية. تشرح لانا غزوتها غير المتوقعة لهذا الميدان: "بدأت بعرض الأزياء عندما احتاج أصدقائي الذين كانوا في مدرسة الفنون، إلى مواضيع للتصوير".
أما عن اهتمامها بصناعة الأفلام، فقد ولد ذلك بفضل أختها التي تعمل كمهندسة معمارية ومصممة. "اعتدت أن أجرب كاميرا أختي عندما كنت في المدرسة الثانوية، وكنت أصور نفسي على المؤقت الذاتي وأحاول التقاط صور ظلية مختلفة". من الشغف إلى المهنة، تقول لانا إن الرحلة كانت غير متوقعة. "بدأت في نشر أعمال أصدقائي وتجاربي على Instagram، وفي البداية كان معظم أصدقائي وعائلتي هم من بدأوا بتشجيعي. ثم نمت الأشياء منذ ذلك الحين. لقد فوجئت برؤيتها تتكشف وبأنّني أتمكّن أن أنتج منها شيئا بالفعل"!
أمّا الفنان الشاب، الذي نتوقّع أن نسمع عنه ونرى منه الكثير في المستقبل، فهو نصف الثنائي الخارق الذي شارك في تصوير أحدث مجموعات "كنزو" للرجال والنساء، في المناظر الطبيعية الصحراوية الخلّابة في دبي. هنا تتحدث لانا عن كونها محطّ أعين النّاس وعن مواهبها ودعوتها وعن علاقتها بشقيقتها!
كيف ساهم كونك شخصية عامة ووجه معروف بصقل شخصيّتك؟
أعتقد أنك تتعلمين مع الوقت تقدير الحب الذي تحظين به. كما تتعرّفين كذلك على مسؤوليتك في نشر الكلمة المفيدة النّافذة حول القضايا الكبرى التي تستحق المزيد من الاهتمام العالمي، حتى ولو كان عدد قليل من الأشخاص يستمع إليك.
ما الذي تحبينه في تمثيلك للنساء في الشرق الأوسط؟
أعتقد أن أكثر ما يعجبني هو أنه يمكنني مشاركتهنّ لحظات من حياتي المهنية ومعرفة كيف نقوم نحن النساء وبكل طبيعية بتقوية بعضنا البعض والاحتفال بذلك. إن الشعور الذي ينتابك عندما تكونين محاطًة بالنساء العربيات هو حقّاً شعوراً بالدّفء.
عرض الأزياء هو مجرد أحد النشاطات التي تقومين بها، بالإضافة إلى عملك في وكالة إبداعيّة والدراسة وصناعة الأفلام - ما هي برأيك دعوتك الحقيقية؟
أعتقد أن دعوتي الحقيقية هي صناعة الأفلام - لا سيما صناعة الأفلام الوثائقية. إنه شيء أريد حقًا أن أثابر عليه وأقوم به بانتظام.
أين أنت اليوم ممّا كنت تعتقدين أنك ستكونين عليه؟
لم أفكّر مطلقًا أنني سأصبح عارضة أزياء وأعمل مع العلامات التجارية والمنشورات التي أعمل معها اليوم. لطالما اعتقدت أنني سأكون الشخص الذي يقف خلف الكاميرا!
كيف كان العمل مع باسل أثناء تصوير مجموعة "كنزو"؟
باسل حبيب القلب ويحلو العمل معه. لديه روح عظيمة وهو مضحك للغاية. لقد كان التواجد معه دائماً ممتعاً. والعمل مع Kenzo كان تجربة مبهجة، شعرت وكأنها مشروع فني. ولادة جديدة للخطّ الذي اتّبعته العلامة التجارية ولنا على حدّ سواء، بعد فترة الإقفال هذه.
بماذا تعتقدين أنّك تختلفين عن سواك في أسلوبك ومظهرك؟
أعتقد أن كل شخص فريد من نوعه. أنا أحب مزج القطع القديمة والمعاصرة في ملابسي! فهذا يجعل منها قصة خاصة تروي نفسها.
ماذا يمثل لك "كنزو"؟
إنه يمثّل الجرأة والراحة والتّميّز. ملابسه تشعرني بالقوة.
هل من مشاريع عمل محدّدة؟
لدي مشروع مثير حقًا سيرى النّور في ديسمبر وقد عملت عليه العام الماضي، وعدد قليل من المشاريع من هنا وهناك في الشهر القادم!
كلمات قليلة عن جذورك
أمي سورية من حلب وأبي فلسطيني من مدينة عكا. أحلم بزيارة مسقط رأسي.
بالنّسبة لخياراتك المهنيّة
أريد حقًا أن أستمر في القيام بما أفعله اليوم ولكن أودّ أن أرتقي به إلى المستوى العالمي. أريد أيضًا أن أجد مزيدًا من الوقت لنفسي للعمل على المزيد من الأفلام الوثائقية ورواية المزيد من القصص. حلمي هو التدريس في مؤسسة للتعليم العالي!
عن طموحات الطفولة...
كنت دائمًا على ثقة بأنني سأكون يوماً في عالم الموضة والأفلام. أنا أحب اليوم المراحل التي تتكشف لي وأحب أيضاً أن أعرف أنّ أمامي طريق طويل لاستكشاف هذه المجالات.
باسل الحادي ظاهرة. نظرًا لعدم قدرته على وصف نفسه وعمله وشغفه بعلامة بسيطة تميّزّه ، ابتكر باسل لقب "كروهات" لتجسيد جميع جوانب شخصيّته وكمنصة لأنواع التعاون المختلفة. إنّه عارض الأزياء، والمغني، والمخرج، والمصمّم. باسل يتعاطى مع كلّ منها بأسلوبه الفريد، لكنه قد يكون الأكثر شهرة بصفته "دي جي" متخصص في موسيقى "الريغي" العربية. ويشرح عن هذا الزواج غير العادي: "إنه مزج الكلمات العربية مع موسيقى "الريغي". لقد كنت أيضًا أحاول إضافة إيقاعات شرق أوسطية عليها لأنها تتناسب بشكل مدهش مع موسيقى الريغي". وعن نجاحه في الموسيقى، قال: "إن الموسيقى امتداد لي. إنها إحدى الطرق التي أستخدمها للتعبير عن مشاعري". باسل، الذي يمثل النّصف الآخر للثّنائي الذي صوّر عرض أزياء "كنزو" لغلافنا وأحدث مجموعة تصاميمه للرجال، لديه جدول أعمال مزدحم للغاية في المستقبل. "كتبت ولحّنت أغنية اسمها "في الفضاء" وهي الآن في مرحلة الإنتاج، كما أنني أعمل على بعض مشاريع التعاون والموضة المثيرة للاهتمام". التقينا هذا الفنان المتعدد المواهب للحديث عن رحلته الإبداعية وأسلوبه الموسيقي الفريد ومجموعة "كنزو" الجديدة.
ما هو أكبر اعتقاد خاطئ عن الموسيقى العربية؟
المفهوم الخاطئ الأول هو أن يعتقد الناس أنّ هناك "موسيقى عربية". الموسيقى العربية ليست نوعاً من الموسيقى بحدّ ذاتها، لكنّها تتضمّن العديد من الأنواع. لم تكن الموسيقى العربية هي السائدة ولكن هذا يتغيّر الآن. عندما أكون في ميلانو أو باريس، أعزف أنواع موسيقى مختلفة من شرقنا ويتفاعل الجمهور معها.
مغني، دي جي، صانع أفلام، والآن عارض أزياء - تمارس الكثير من النشاطات في آن واحد، هل لهذا السبب أطلقت تسمية "كروهات"؟
لا يزال هناك المزيد! لطالما كنت طموحًا وأشعر بأننا موجودون على هذا الكوكب لنفعل كل ما نحلم به. عندما كنت طفلاً، كان يقال لي دائمًا أنه يجب أن أعرف ماذا أريد ومن أريد أن أكون وأنّ عليّ التركيز على ذلك، ولكن كان لدي العديد من المسارات التي أردت اتباعها، وهكذا فعلت. كنت مهووسًا بالموسيقى، أحب التمثيل وصناعة الأفلام، أي شيء يتعلق بالفن والأداء بشكل أساسي، لذلك قررت أن أفعل كل شيء، حتى خوض مجال الموضة. عندما كنت لا أزال في المدرسة، كنت أذهب إلى الخياطين وأصنع ملابسي بنفسي. كنت مهووسًا بأزياء السبعينيات التي كنت أراها في صور والدي! وفيما كنت اكتشف حبي لكل ما هو فن وأداء، درست هندسة الاتصالات من أجل والدي (يضحك). في نهاية المطاف، عدت إلى طريقي الحقيقي، وفي عام ٢٠٠٨ أطلقت "كروهات"، تحت اسم "مصنع كروهات"، كمنصة للإبداع، وبدأت في صناعة الأفلام، والتمثيل، وعرض الأزياء، وشكّلت فرقة موسيقية، وعملت كـ"دي جي"... أشعر بأنني محظوظ وأصلّي دائمًا كي أستمر هكذا لأن هذه الصناعة يمكن أن تكون صعبة للغاية وغزيرة، من الناحية العاطفية خاصّة وعندما تحرص على أن تظل صادقًا مع نفسك.
ماذا يمثل "كروهات"؟
"كروهات" بالنسبة لي تعني النمط المتقلّب. إنها تمثل كل شيء: يمكن أن تمثل المربعات العديدة؛ الموسيقى، والتمثيل، والهندسة، والأبوّة، والفن - لكن عندما تنظر إليها عن بعد، تراها مجرد نمط واحد. توصلت أنا وشادي الهادي إلى الاسم وعملنا على العلامة التجارية.
ما هي المفاجآت غير المتوقّعة التي صادفتك خلال مسيرتك؟
الذهاب إلى نيويورك لدراسة التمثيل هناك! وكذلك عندما تمّ اختيار فيلمي القصير الثاني ليشترك في أحد المهرجانات، وأيضاً عندما طلب مني السّير والمشاركة في أسبوع الموضة في باريس. وبالطبع، أحبّ حقيقة إلى قلبي أنني توصلت لأكون DJ حول العالم.
ما الذي يميّز برأيك أسلوبك الموسيقي؟
تتميّز موسيقاي دائماً بطابع عربي، وستظل دائماً كذلك. أشعر أنني قد توصلت إلى فهم جيد لكيفية مزج الأنواع والأنماط الموسيقية بحيث تجتمع معًا بشكل طبيعي، ويستجيب الجمهور دائماً بشكل جيد لتلك الديناميكية.
كيف تحدد أسلوبك في الموضة؟
أود أن أقول إنني لست خائفًا من هذه التجربة ومن التعبير عن نفسي من خلال الموضة. لطالما اهتممت بالأزياء وأنا في بحث دائم للعثور على قطع فريدة تخاطبني. في كثير من الأحيان، أحبّ أن أعود إلى طفولتي، عندما يتعلق الأمر بتنسيق الأزياء تماشياً مع مزاجي. لكن في نهاية المطاف، الموضة هي امتداد لي وهي وسيلة للتعبير عن مزاجي ومشاعري.
إن قميص "أحبك والله" الذي ابتدعته مفقود دائماً من الأسواق. كيف حصل ذلك؟
تقول القصّة: بالفعل، أنا دائما أقول "أحبك والله". في عام ٢٠١٨، طُلب مني إجراء حديث مع Apple وأنهيت حديثي بشريحة فارغة كانت تقول "أحبك والله" ~ كتب عليها "كروهات". أحبّ الجمهور ذلك. تمّ نشره على الإنترنت وانتشر بسرعة، لذلك قرّرت طباعته على الملصقات والقمصان... والباقي للتاريخ.
أخبرنا عن جلسة التصوير مع كنزو ولانا
كانت جلسة التصوير متعة جنونية! على الرغم من أن التصوير في الصحراء في الصيف هو تحدّ بحدّ ذاته (يضحك)، إلّا أنني أحببت المفهوم والملابس وتلك السيارة الكلاسيكية. كان العمل مع لانا سلسًا للغاية لأننا نفهم ونحترم بعضنا البعض. لقد كنت متحمسًا للغاية لاكتشاف مجموعة Kenzo الجديدة لأن هناك دائمًا مفاجأة مع Kenzo! أنا أنتظر بفارغ الصّبر أعمالاً أكثر مع كنزو لأنني أشعر بالإنسجام التام معه. إنّنا على نفس الموجة ولدينا نفس المستوى من الطاقة.
ماذا يمثل لك كنزو؟
"كنزو" يفاجئ! أنا أحب التنوع وكيف يبعث أجواء الشباب وسط الأناقة.