وأنت تتصفّحين المواقع الإخباريّة ومنصّات التواصل الاجتماعيّة في الوقت الحاليّ، ستلفتك عناوين متعلّقة بالكسوف الذي سيحدث في شهر أغسطس من العام 2027، والذي لن تشهده البشريّة مرّة أخرى إلّا بعد حوالي 90 عامًا. ولكن انتشر ادّعاء غير صحيح عن هذه الظاهرة، يشير إلى أنّ كوكب الأرض بأكمله سيُظلم لمدّة 6 دقائق أثناء حدوث ذلك، إنّما هذا أمر غير صحيح. فما سيحدث، هو كسوف كليّ، سيحجب خلاله القمر الشمس لمدّة 6 دقائق و22 ثانية، لتكون بذلك أطول فترة كسوف كليّ على الأرض في القرن الواحد والعشرين. ففي 8 أبريل عام 2024، سجّل كسوف الشمس الكليّ الذي شمل المكسيك والولايات المتحدة وكندا، مدةً قصوى بلغت 4 دقائق و28 ثانية، وهي مدةٌ تُعتبر بالفعل طويلةً بشكلٍ غير عادي.
لمَ يُطلَق عليه «كسوف القرن»؟
أُطلِقَ على الكسوف الذي سيحدث في 2 أغسطس 2027، لقب «كسوف القرن»، وذلك لأنّه سيكون أطول كسوف كليّ على الأرض في القرن الحاليّ بأكمله، إذ إنّ الذي سبقه حدث في عام 1991، ما يجعله الأطول منذ 87 عامًا. كذلك، هو سيكون أطول كسوف كليّ متبّقٍ حتّى 16 يوليو 2114.
مسار الكسوف الكليّ في عام 2027
سيكون مسار الكسوف الذي سيحدث أوسع من المُعتاد، لأنّ القمر سيكون في أقرب نقطة له من الأرض، إنّما سيكون ما يزال ضيّقًا على نطاق عالميّ. في 2 أغسطس 2027، سيبلغ عرض المسار حوالي ٢٥٨ كيلومترًا (١٦٠ ميلًا) ويمتد عبر ١٥٢٢٧ كيلومترًا (٩٤٦٢ ميلًا) من سطح الأرض. أي ما يعادل حوالي ٢.٥ مليون كيلومتر مربع (١.٥ مليون ميل مربع)، لكنها جزء ضئيل من مساحة الأرض البالغة ٥١٠ ملايين كيلومتر مربع (١٩٧ مليون ميل مربع).