أثبت رجل كان من بين مَن حاربوا ضمن صفوف الجيوش خلال الحرب العالميّة الثانية التي انتهت في العام 1945 بلعدنا دامت لست سنوات، أنّ الحبّ غير مستحيل ولو كان الشخص متقدّمًا في العمر. فالرجل الذي يُدعي هاورلد تيرينز- Harold Terens والبالغ من العمر 100 عام، تزوّج أخيرًا من حبيبته جين سويرلين- Jeanne Swerlin التي تصغره بـ 4 سنوات، معلّقًا على الأمر بالقول: "إنّه أجمل يوم في حياتي".
لقد تألّقت العروس بإطلالة غير اعتياديّة، حيث ارتدت فستانًا زهريًّا حيويًّا، في حين ارتدى العريس بدلة زرقاء مع منديل في جيب السترة مطابقًا بلونه لما ارتدته زوجته. واللافت، أنّهما استمتعا لاحقًا بأمسية عشاء في قصر الإليزيه مع الرئيس إيمانويل ماكرون والرئيس الأمريكي جو بايدن. وقد علّق الرئيس الفرنسيّ قائلًا: "تهانينا للعروسين، إنّ بلدة كارينتان كانت سعيدة باستضافة حفل زفافكما، ونحن أمسية العشاء الخاصّة بهذه المناسبة".
احتفل الثنائيّ بزفافهما في قاعة بلدية كارينتان- Carentan التي تحمل طابعًا أثريًّا، وهو المكان الذي شهد قتالًا شرسًا بعد إنزال الحلفاء في 6 يونيو 1944. وقد احتفلا بذلك في الذكرى الثمانين لإنزال النورمندي، في 6 يونيو، حيث تمّ تزيين القاعة بالأعلام والرايات. وما حدث في تلك الفترة خلال الحرب، هو أنّه وصل ما يقرب من 160 ألف جندي من قوات الحلفاء إلى الشاطئ تحت إطلاق النار على خمسة شواطئ تحمل أسماء رمزية، ولذا يعدّ هذا اليوم احتفاليًّا بالذكرى الثمانين لأفعال وتضحيات الشباب والشابات آنذاك.
لقد زار المحارب القديم في الحرب العالمية الثانية، دولة فرنسا لأول مرة بصفته عريفًا في القوات الجويّة للجيش الأمريكي، وكان يبلغ من العمر آنذاك20 عامًا بعد وقت قصير من يوم النصر. تم تجنيد Terens في عام 1942، وبعد نقله إلى بريطانيا، تم إلحاقه بوحدة مقاتلة من طراز P-47 Thunderbolt ذات أربعة طيارين كفني إصلاح الراديو. في يوم الإنزال، ساعد "تيرينس" في إصلاح الطائرات العائدة من فرنسا حتى تتمكّن من الانضمام مرة أخرى إلى المعركة، وقال إن نصف طياري شركته ماتوا في ذلك اليوم. ذهب تيرينس نفسه إلى فرنسا بعد 12 يومًا، للمساعدة في نقل الألمان الذين تم أسرهم حديثًا وأسرى الحرب الأمريكيّين الذين تم إطلاق سراحهم للتو إلى إنجلترا. وبعد استسلام النازيين في مايو 1945، ساعد "تيرينس" مرة أخرى في نقل سجناء الحلفاء المحررين إلى إنجلترا قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة بعد شهر.
