أحد أرقى العناوين في الريفييرا الفرنسية، يجلب بريق وسحر سانت تروبيز إلى دبي. التقت ELLE Man مع بريان بنديكس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الضيافة الفرنسية Paris Society International، للحديث عن لحظات باهظة الثمن، وعن متعة الطعام وكيف جلب جيجي ريغوليتو كلّ ذلك إلى الشواطئ الرملية البيضاء في J1 Beach Jumeirah في دبي.

 

لديك مسيرة مهنية طويلة في مجال الضيافة والمطاعم الفاخرة؛ هل يمكنك تلخيص رحلتك منذ بدايتها حتى الآن؟

لقد انطلقت إلى عالم الضيافة في سنّ مبكرة بفضل الرحلات المكثّفة مع عائلتي. لقد استحوذت جاذبية هذه الصناعة على مخيلتي، وباعتباري شاباً متحمّساً، اتخذت خطوتي الأولى وعملت بعد ساعات الدراسة كحامل أمتعة في فندق مرموق من فئة ٥ نجوم. وبعد سنوات، عام ١٩٨٩، غادرت موطني الدنمارك لمواصلة تعليمي الرسمي وتطلّعاتي المهنية في مجال الضيافة، وكان ذلك بمثابة بداية رحلة رائعة. على مرّ السنين، سافرت عبر العالم، وطأت قدمي العديد من البلدان والقارات. لقد حظيت بشرف امتلاك وإدارة وإطلاق فنادق ومطاعم في ١٩ دولة عبر أربع قارات. لقد جعلتني هذه الرحلة الفريدة من نوعها متخصّصاً، ليس في منطقة واحدة على وجه التحديد، بل في دخول الأسواق الجديدة. لقد تحدّيت باستمرار فهمي لتعقيدات الأسواق المتنوّعة، ودرست الفروق الديموغرافية الدقيقة، وسعيت إلى فهم كيفية تأثيرها على عروض المنتجات. لقد دفعني افتتاني بتنوّع الثقافات العالمية إلى كشف أسرار الضيافة في جميع أنحاء العالم.

 

وكيف انتهى بك الأمر مع Paris Society؟

منذ عدّة سنوات، بدأت علاقة حبّ بيني وبين العلامات التجارية لـ Paris Society. ومثل كثيرين آخرين، كنت مفتوناً في البداية بالمطاعم والتجارب. ما أذهلني بشدّة هو الاهتمام الدقيق بالتفاصيل، والتصميمات المعمارية غير العادية، والشخصية والهوية المتميّزة التي تنضح بها كلّ مؤسسة. لقد وجدت أنّها تستحق عبارة "لا مثيل لها". دفعني هذا الإعجاب إلى التردّد على مطاعمها كلما وجدت نفسي في باريس، مما أدى في النهاية إلى تعزيز علاقة وثيقة مع الشخصيات الرئيسية داخل الشركة. أصبح واضحاً لي أنّ النجاح الملحوظ الذي حقّقته جمعية باريس يقوم على أكتاف عقولها اللامعة وتواضع أربابها والقيادة الحكيمة التي يرأسها ثلاثي يضم المؤسّس Laurent de Gourcuff، و Sebastien Pacault الرئيس التنفيذي لشركة Paris Society Holding Company، ورئيسها المسؤول الإبداعي Antoine Ménard. لقد أرست رؤيتهم الاستثنائية، إلى جانب خبراتي العالمية المتنوّعة، الأساس لولادة Paris Society International.

 

ما الذي جاء بك إلى الشرق الأوسط وإلى دبي؟ وكيف ترى نمو سوق الضيافة في منطقتنا؟

أولاً، تطوّرت دبي لتصبح مركزاً عالمياً للمواهب، بفضل أجوائها الترحيبية الشاملة للجنسين مما يجعلها وجهة جذابة للمحترفين في جميع أنحاء العالم. لقد أصبح من الأسهل بكثير جذب المواهب من الدرجة الأولى إلى هذه المدينة النابضة بالحياة. ثانياً، برزت دبي كمركز لصناعة الضيافة العالمية. على الرغم من أنّ هناك العديد من المدن المشهورة بكرم ضيافتها، إلا أنّ دبي تتميّز بما تتميّز به من زيادة حضور الرواد الدوليين والمحليين في هذا المجال. لقد اعتقدنا أنّ هذه الخطوة الإستراتيجية كانت مسار العمل الصحيح لخططنا للتوسّع العالمي. وبينما تعدّ دبي الآن موطناً إضافياً لنا، فإنّنا نحافظ على تطلّعاتنا لتوسيع نطاق وجودنا في دول أوروبا القارية الأخرى وحتى آسيا وأستراليا والولايات المتحدة، ومزيد من التوسّع في المملكة المتحدة. ونتيجة لذلك، فإنّنا نفخر الآن بمقرّين رئيسيين، أحدهما في قلب باريس والآخر في مدينة دبي النابضة بالحياة.

 

عندما نقول "إنّها تابعة لجمعية باريس الدولية" ما الذي يميّز مطاعمكم؟

إنّه نهج متعدّد الأوجه، وفي صميم نجاحنا تكمن البراعة الفنية في صياغة بيئات وأجواء غامرة. نحن ملتزمون بشدّة بإتقان كلّ التفاصيل، بما في ذلك التصميم الداخلي، واختيار الفريق، والزي الرسمي، والإضاءة، والصوتيات، وتكوين عملائنا. إنّ ما يميّزنا حقاً عن الآخرين في السوق هو براعة فريقنا الإبداعي. إنّ مركزنا البحثي، الذي يضمّ العقول الأكثر موهبة، هو بمثابة مركز عمليتنا الإبداعية. هنا، نقوم باحتضان ونسج روايات آسرة حول مواضيع مختلفة قبل وقت طويل من التفكير في رحلة الضيف، أو المفهوم، أو ولادة علامة تجارية جديدة. ومن بين المواهب الإبداعية هناك أصحاب الرؤى من داخل صناعتنا وخارجها، مثل Cordelia de Castellane، المديرة الفنية لدار Dior Maison و Baby Dior.

 

ما الذي يميّز خدمتكم؟

على سبيل المثال، فكرّ في شخصية جيجي، وهي شخصية تنضح بالرقي البسيط، الذي ينعكس في كل جانب من جوانبها، من مفارش المائدة إلى المناظر الطبيعية. يضفي هذا النهج طابعاً متعدّد الأبعاد وهوية متميّزة بشكلٍ ملحوظ على علامتنا التجارية. نحن نستخدم هذه الروايات بشكلٍ هزلي لصياغة تجاربنا المميّزة. خذ Maison Revka، على سبيل المثال. عند الدخول إلى هذه المؤسّسة، حتى بدون معرفة مسبقة بتاريخ العلامة التجارية، يستشعر المرء سرداً متجذّراً وعمقاً في الشخصية. إنّها قصة رحلة عائلة من أوروبا الشرقية إلى أوروبا الغربية واندماجها في المجتمع الباريسي، وهي قصة أصيلة بشكلٍ واضح داخل المساحة نفسها. هذا هو المكان الذي يكمن فيه تمييزنا الحقيقي. تمّ تزيين كل عنصر من عناصر المكان، بما في ذلك الجدران والسجاد والمفروشات، بأنماط عشرينيات القرن الماضي الأصلية التي تمّ إحياؤها من جديد إنطلاقاً من الحال التي توقّفت عنده حصرياً لـ Maison Revka. علاوةً على ذلك، فإنّنا نكرّس جهداً كبيراً لتشكيل البيئة بطريقة تلقى صدى لدى جمهورنا الذي نقصده. وهذا يشمل كلّ جانب، وصولاً إلى النظر بعناية في ترتيبات الجلوس. نحن نسعى جاهدين لخلق جو من التنوّع الذي يشعر بالانسجام، وهو المكان الذي يشعر فيه كل ضيف بالانتماء. وقد تمّ تنسيق كل هذه العناصر بعناية لتكتمل بالطعام والخدمة الاستثنائية، لتبلغ ذروتها في رحلة ضيافة لا مثيل لها.

 

هل تعتبر أنّ Paris Society International هي أسلوب حياة؟

هدفنا الأول هو تنمية جمهور يعتزّ بفنّ تذوّق لحظات الحياة. عندما ندخل إلى سوق جديدة، يرتكز نهجنا على استكشاف شامل للتركيبة السكانية المحلية والاندماج العميق في المجتمع. نحن نعطي الأولوية لتلبية احتياجات أولئك الذين يبحثون عن تجارب ترفيهية فاخرة، ونضع أساساً قوياً داخل جمهور السوق المحلي. لقد تمّ تصميم استراتيجيات أعمالنا بدقّة حول هذا التركيز الأساسي، مما يضمن بقاء كل جانب من جوانب علامتنا التجارية أصلياً لناحية الهويّة الخاصة بها، مع مزجها بسلاسة مع القصص الفريدة لكلّ سوق.

وفي دبي على سبيل المثال، تركّز هذه العملية بشكلٍ خاص على السكان المحليين، بما في ذلك المقيمين الإماراتيين والمغتربين. نحن لا ندخر أي جهد في سعينا لهندسة بيئة تتناسب مع ثقافة وروح المنطقة. يمتدّ اهتمامنا بالتفاصيل إلى كلّ جانب، بدءاً من المناظر الطبيعية وحتى عروض قائمة الطعام وحتى تصميم مساحات أحواض السباحة، وكلّها تتوافق تماماً مع الروح المحلية. نحن نحتضن تنوّع هذا الجمهور، الذي غالباً ما يضمّ أفراداً مميّزين ليس لديهم ما يثبتونه ولكن لديهم الكثير ليشاركوه. لقد كان النهج الذي اتبعناه في باريس بمثابة شهادة على نجاح هذا التخطيط الدقيق، ونحن ملتزمون بتكرار هذه الاستراتيجية في أسواقنا الجديدة.

 

يعتبر Gigi Rigolatto أحد المطاعم الرئيسية لديكم. لماذا جذب انتباه الجميع؟

جيجي ريغولاتو ليس مجرد مطعم إيطالي؛ إنّه نسيج نابض بالحياة منسوج حول حياة رجل إيطالي رائع، والذي ولدناه بشكلٍ خيالي. يدور كلّ جانب من جوانب جيجي ريغولاتو حول تجاربه، بدءاً من طفولته العزيزة في إيطاليا وحتى العطلات المثالية التي قضاها مع أجداده في الجزر الإيطالية. إنّه يدور حول قبلته الأولى التي لا تُنسى، وسيارته المحبوبة، وإنجازاته الأكاديمية، وصعوده إلى الشهرة، ومساعيه الخيرية، والشخصية الخجولة والمتواضعة التي تميّزه. سواء دخلت إلى جيجي ريغولاتو في باريس أو سان تروبيه أو فال ديزير أو قريباً في دبي، فأنت تخطو إلى عالم هذه الشخصية الرائعة. يعكس كل موقع جانباً من قصة حياته. في سان تروبيه، أول منزل على الشاطئ لجيجي، يكمن الجوهر في السكن الشخصي، الذي يدعوك إلى الشعور بالدفء المنزلي الذي يسري في كلّ زاوية وركن. يعرض شارع مونتين، موقع إقامته الباريسي، أسلوباً حضرياً متميزاً، ولكنّه يحمل بصمة لا لبس فيها لتفضيلاته وشخصيته. تستمرّ القصة بينما تتكشّف رحلة جيجي. لقد وقع في حبّ دبي وحصل على قطعة من شاطئ جميرا البكر. هنا، وسط الخضرة والجمال العضوي، تصوّر وجهة جديدة من شأنها أن تلخّص جوهر هذه البيئة الاستثنائية. لدينا المزيد من الوجهات المثيرة قيد التنفيذ، وستكون الوجهة التالية مستوحاة من الأماكن التي سافر إليها والأماكن التي يحبّ التردّد عليها. على سبيل المثال، نحن نبني قصراً تاريخياً في توسكانا، وهو المكان الذي قضى فيه جيجي لحظات عزيزة مع الأصدقاء المقرّبين.

 

أين ومتى سيتمّ التوسّع في المنطقة العربية بعد دبي؟

نحن نشهد نموّاً مبهجاً داخل المنطقة، وينصبّ تركيزنا بشكلٍ ثابت على تحديد الفرص والوجهات التي تتوافق مع مهمتنا لخلق تجارب استثنائية. بدلاً من السعي وراء الآفاق التجارية فقط، فإنّنا نعطي الأولوية لمتابعة نبض جمهورنا. يشهد الشرق الأوسط تحوّلاً ملحوظاً، مع العديد من المشاريع المثيرة التي تتكشّف في جميع أنحاء منطقة الخليج. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بعقد شراكة مهمة في المملكة العربية السعودية مع منظمة MJS الرائدة في السوق، حيث نطمح إلى لعب دور أساسي في تشكيل مشهد الضيافة في المملكة. إنّ استثمارنا في هذا المشروع المشترك يدلّ على التزامنا تجاه مستقبلنا ومساهمتنا في أجندة البلاد. وبينما نمضي قدماً، فإنّنا نستكشف إمكانية تنظيم تجربة عربية تحت مظلة جمعية باريس الدولية، مستوحاة من النسيج الثقافي الغني للمنطقة. هدفنا هو مواصلة إثراء محفظتنا بالعروض التي تلقى صدى لدى جمهورنا مع اغتنام الفرص الديناميكية التي توفّرها هذه المنطقة المزدهرة.

المزيد
back to top button