عرّفَني على عالم اللذّة ليأخذ ما يريد

عندما تعرّفتُ إلى عصام، كنتُ قد قطعتُ شوطاً كبيراً في حياتي. فمن الفتاة الهزيلة والخجولة، أصبحتُ إمرأة ناجحة وجذّابة. كنتُ دائماً أوّل دفعتي ولكنّ رفاقي في المدرسة والجامعة كانوا يفضّلون رفقة الفتيات الأخريات. عانيتُ كثيراً من تلك الوحدة وعوضّتُ عن عزلتي بالدرس حتى أن نلتُ مركزاً مرموقاً في مؤسّسة عالميّة. عندها بدأتُ أهتمّ بمظهري وبعلاقتي مع الآخرين. وبفضل راتبي العالي جداً، إشتريتُ سيّارة جميلة وشقّة فخمة في وسط المدينة وبدأتُ أختلط بالمجتمع الراقي. وإلتقيتُ بعصام خلال إحدى الحفلات التي تقام بمناسبة جمع التبرّعات تديرها سيّدة معروفة بإهتمامها بالمحتاجين. جاء إليّ وقال لي من دون مقدّمة:

- سألتُ عنكِ لحظة وصولكِ... قيل لي أنّكِ إنسانة ناجحة... وإلى جانب جمالكِ هذا يجعل منكِ المرأة المثاليّة في نظري...  

 - هذا لطف منكَ سيّد...

- عصام ف. أنا إبن صاحب شركة كبيرة للمقاولات... أساعد أبي وسأرث بعد عمر طويل إمبراطوريّة ضخمة... الحياة جميلة... ألا تعتقدين ذلك؟

- أنا لم أرث شيئاً... عملتُ بكدّ لأصل حيث أنا اليوم... الحياة فعلاً جميلة لِمن يقطف ثمرة تعبه...

- هاهاها! المرأة المثاليّة! ألم أقل لكِ؟

وبقي طيلة السهرة معي يروي لي مغامراته مع النساء وأعترف أنّه أعجبني كثيراً بالرغم من وقاحته. لم يكن عندي أيّ خبرة مع الرجال، فلقد أمضيتُ حياتي أدرس وإنسان كهذا أثار فضولي. لذلك لم أمانع في إعطاءه رقم هاتفي قبل أن أغادر. وفي تلك الليلة رأيتُ عصام في أحلامي. وبدأ يتّصل بي ويصرّ على مقابلتي، لأنّه وحسب قوله، لم يكفّ عن التفكير بي. أنا أيضاً أردتُ رؤيته ولكنني لم أكن أعلم كيف أتعامل مع رجل مثله، فكان يخيفني قليلاً. ولكن بعد فترة قبلتُ أن أتناول العشاء معه. وإخترتُ للمناسبة فستاناً مغرياً، رغم أنني وعدتُ نفسي بأنّه سيكون لقاءً وديّاً فقط. ذهبتُ إلى المطعم ووجدته بإنتظاري وحين صافحته وضع قبلة على يدي ومسكها مطوّلاً. جلسنا إلى المائدة وقضينا وقتاً ممتعاً للغاية. كنتُ مفتونة به وبطريقته بالكلام، فمن الواضح أنّه كان على عكسي إنساناً ذات خبرة كبيرة في الحياة. وقبل أن أعود إلى منزلي، جعلني أعده بأن أفكّر به قبل أن أنام. لم يكن الأمر صعباً، فهو لم يبارح تفكيري منذ تلك السهرة الخيريّة. وبدأنا نتواعد بإنتظام وحين وضع أوّل قبلة على شفتيّ، حرّكَ أحاسيسي كلّها، لدرجة أنني سألتُ نفسي لماذا لم أقبّل أحداً من قبل. ولكنني رفضتُ أن أذهب إلى أبعد من هذا وقلتُ له أنني أحفظ نفسي للزواج. نظر إليّ بتعجّب وكأنني صنف عجيب من النساء وضحِكَ مطوّلاً ثمّ قال:

- في أيّ عصر تعيشين؟ أنا لستُ مراهق لأكتفي ببضعة قُبَل! أظنّ أنّنا لن نتفّق حول هذه النقطة... يا لخيبة الأمل... إعتقدتُ أنّنا سنمضي عمرنا سويّاً.

- يمكننا فعل ما نشاء بعد الزواج.

- ونكتشف أنّنا لسنا متجانسين؟ سيكون قد فات الأوان... لا أريد أن يأتي يوماً وأطلّق زوجتي... لن أصرّ عليكِ، فأنتِ إمرأة حرّة... سنبقى مجرّد أصدقاء...

وإختفى من حياتي وأصبتُ بحزن عميق، فكنتُ قد بدأتُ أحبّه. وبعد مرور حوالي الأسبوعين، رأيته في مقهى أتردّد إليه مع زملائي. كان جالساً وحده يحتسي القهوة. سررتُ جدّاً لرؤيته وركضتُ إليه لألقي التحيّة. هو أيضاً فرحَ عندما رآني وعرضَ عليّ الجلوس إلى طاولته عند رحيل زملائي. وهذا ما فعلت. تحدثّنا عن أمور عديدة ثم مسك يدي وقال:

- إشتقتُ إليكِ... لماذا فعلتِ هذا بنا؟ ممّا تخافين؟ عالم الجنس واسع وجميل... أنتِ لا تدرين ما تفوّتين على نفسكِ... أريد أن أحبّ كل جزء منكِ... أريد أن أريكِ حياة أخرى مليئة باللّذة والإثارة... أعرف كيف أعامل المرأة التي أحبّها.

- تحبّني فعلاً؟

- أجل... ولكنّه حبّاً ناقصاً... وأفضّل العيش من دونكِ على أن أحصل على جزء صغير منكِ... أريدكِ كلّكِ... أريدكِ لي...

وأمام هكذا كلام، زالت مخاوفي كلّها وذهبتُ معه إلى شقّته وهناك مارستُ الجنس لأوّل مرّة في حياتي. وكان على حقّ... شعرتُ أنّ جسدي كلّه مشتعل لا يريد سوى أن يلمسه عصام ويحبّه. وحين رجعتُ إلى منزلي، كنتُ إمرأة سعيدة. وأصبحنا نلتقي عدّة مرّات في الأسبوع وكل ما كنّا نفعله كان جنسيّاً أو له علاقة بالجنس. فأصبحتُ مدمنة على لمساته، أتوق إليها بهوَس. وتغيّرَت شخصيّتي، فأصبحتُ أكثر ثقة بنفسي والكلّ لاحظ هذا التغيّر. كنتُ سعيدة لأنّ أوّل رجل في حياتي كان خبيراً في الجنس وعندما تكلّم عن الزواج قبلتُ فوراً. فمَن يستطيع رفض رجلاً وسيماً وناجحاً ومحبّاً يتمتّع بخبرة كخبرته وإعتقدتُ أنّ حياتي ستكون هكذا دائماً وأنني كنتُ قد نجحتُ على جميع الأصعدة. ولكن الوضع كان مختلفاً تماماً، فسرعان ما بدأ عصام يريني وجهه الحقيقي. كل شيء بدأ حين جلسنا للتكلّم عن حفلة زفافنا وبعد أن أريته قائمة الطعام والمدعوّين نظر إليها وقال:

- إسمعي حبيبتي... صحيح أنني إبن رجل ثريّ ولكنني لم أرثه بعد وهو يعطيني راتب موظّف عادي... وأرى أنّ زفافنا سيكون باهظاً...

- ولكنني ككل الفتيات أحلم بهذا النهار منذ صغري... أريد أن يفرح العالم بأسره لي!

- أنا آسف ولكنني لا أملك المال الكافي.

- سأدفع أنا التكاليف... أنتَ تعلم أنني أجني الكثير من المال...

- لا! لن أقبل بهذا! لا أريد أن يقول الناس أنني رجل بخيل!

- لن يعرف أحد بالأمر... أعدكَ بذلك.

ودفعتُ مصاريف السهرة بأكملها وأصبحنا زوجة وزوج وبما أنّ شقّتي أكبرمن شقّته، إنتقلنا للعيش عندي. وبدأت حياتنا الزوجيّة. ولكن بعد فترة، بدأ يخفّ حماس عصام الجنسيّ ولم يعد يلمسني سوى مرّة في الشهر. إستغربتُ كثيراً، فكان دائماً يلحّ عليّ لممارسة الجنس وكنتُ قد إعتدتُ على الأمر لدرجة الإدمان. وعندما سألته عن سبب تلك البرودة، أجابني أنّه متشنّج من جرّاء مشاكل في شركة أبيه وهذا التوتّر يؤثّر على شهيته الجنسيّة، حتى أنّه يفكّر بالإستقالة. طلبتُ منه أن يحاول معالجة تلك المشاكل بطريقة دبلوماسيّة ووعدني أن يفعل. ولكنّ مزاجه بدأ يتغيّر وأصبح سريع الغضب والإنفعال ولم يعد يلمسني حتّى. وبعد أن أصبح الجوّ في البيت لا يطاق، طلبتُ منه إيجاد حلّ سريع قبل أن ينهار زواجنا. قال لي:

- الحلّ الوحيد هو الإستقالة...

- إفعل ما تشاء... أريد إسترجاع الرجل الذي أحببته...

- ولكن إذا إستقلتُ لن أستطيع جني المال...

- لا تأبه لذلك فأنا أجني الكثير... ووالدكَ أصبح كبيراً في السنّ وسترثه يوماً...

- صحيح هذا... وأستطيع البحث عن عمل آخر.

وإستقال عصام ومكث في البيت بينما كنتُ أذهب إلى عملي.

في البدء لم أرَ عيباً في هذا الوضع ولكنّ زوجي بدأ يتصرّف وكأنّه هو المرأة وأنا الرجل. فبات يطلب مصروفاً خاصاً به وأن أشتري له الثياب والأحذية والساعات. وعندما كنتُ أرفض، كان يمتنع عن ممارسة الجنس معي. وبعد أن كنت آخذه إلى السوق لأبتاع له ما يريد، كان يأخذني إلى غرفة النوم ويكافأني. رغم غرابة الوضع، كنتُ ما زلتُ أقبل بالعيش هكذا لولا جاء في ذاك النهار وقال لي:

- أصدقائي ذاهبون إلى قبرص لقضاء بضعة أيّام هناك أريد الذهاب معهم.

- لوحدكَ ومن دوني؟

- أنتِ لديكِ عملكِ... لن تستطيعي الذهاب... أريد مالاً لشراء تذكرة السفر وحجز الفندق.

وأمام رفضي، غضِبَ كثيراً وبدأ يهدد بهجري. حينها قلتُ له أنّ عليه البحث عن عمل لأنّني لم أعد مستعدّة لإعالته ولن يرى قرشاً منّي بعد الآن. صرخَ بوجهي قبل أن يغادر البيت نهائيّاً:

- هل ظننتِ فعلاً أنّني أحبّكِ؟ أحببتُ مالكِ ومنصبكِ ورأيتُ فيكِ مصدر رخاء فقط. أنا راحل وإذا غيّرتي رأيكِ تعرفين كيف تتّصلي بي. لا تتأخّري فهناك نساء كثر غيركِ!

نسيتُ أمره بلحظة واحدة وكأنّني إستفقتُ من غيبوبة طويلة وعاودتُ حياتي كما في السابق أنتظر الرجل الذي يستحقّني.

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button