ابتزني تلميذي بأني اغتصبته (الجزء الأول)

بدأت بممارسة التعليم منذ صغري، كنت لا أزال في السادسة من عمري مع ألعابي. كنت أقوم بوضعهم على السرير بخط مستقيم وأحمل الطبشور في يدي وأعطيهم دروساً على اللوح الذي اشتراه لي والدي. فما كان مني إلا أن أمتهن التعليم حين كبرت. أحببت عملي وعشقت التعامل مع الأولاد.

مع مرور السنين، حصلت على ترقية وأصبحت أعطي دروساً للصفوف الثانوية. اختلف الأمر عندئذٍ لأن تلاميذي كانوا من المراهقين ويعانون من مشاكل هذا العمر الدقيق واعتقدت أنني قادرة على التعامل معهم، إلا أنني كنت مخطئة. ظننت أنه ما زالت لديهم براءة الطفولة وتعاملت معهم بلطف ورقة.

كان في صفي مجموعة من الأولاد لا يهابون أحداً أو شيء. كنت قد اشتكيت منهم للمدير لكنه قال لي أن هذا الأمر طبيعي في عمرهم وعلينا تحمّلهم، خاصة وأن المدرسة في وضع مالي حرج. عندما حان وقت الامتحان الأول، تفاجأت بعُمَر، أحد تلاميذي يطرق باب مكتبي:

 

- "مرحباً آنستي، آسف على الإزعاج لكنني أردت فقط إعطاءك هذه الهدية المتواضعة.

 

نظرت إلى العلبة ورأيت اسم محل مجوهرات مشهور مدوّن عليها. قلت له:

 

- ما هذا؟ وما المناسبة؟ فعيد المعلم لم يأتِ بعد!

 

- إنها عربون محبة وتقدير. تعلمين أن والدي رجل ثري وصاحب نفوذ. يعطيني مالاً كثيراً وهذه الهدية لم تكلّفني غالياً. خذيها وسنصبح أصدقاء.

 

- لا شكراً. أنا لا أقبل الهدايا من دون مناسبة، وأنا صديقتك من دون مقابل.

 

- لو كنت صديقتي فعلاً لكنت أعطيتني فكرة بسيطة عن أسئلة الامتحان القادم. أنت تعلمين أن علاماتي متدنية وأبي رجل صارم فقد هدّدني أن يحرمني من المصروف إن لم أحصل على المعدل المطلوب.

 

- هذا ليس الحلّ. يجب عليك أن تدرس أكثر وتتعامل مع الموضوع بجديّة. خذ رشوتك وارحل. لن أخبر أحداً.

 

جاء موعد الامتحان وحصل عمر على علامات متدنية، الأمر الذي هدّده بإعادة العام الدراسي. حزنت للأمر لكن وجب عليه أن يأخذ الأمور بجديّة أكثر.

مرت الأيام وكنت قد نسيت أمر الرشوة فقد كان عمر يتصرف بلطف وتهذيب معي وكأن شيئاً لم يكن. اقترب موعد امتحان آخر السنة الدراسية وحصل لي ما لم يكن في الحسبان. فذات ليلة، في حين كنت في منزلي أقرأ كتاباً، سمعت جرس الباب يرنّ. فوجئت لرؤية تلميذي واقفاً أمامي.

 

- ماذا تفعل هنا؟ هل حصل مكروهاً؟

 

- أبداً، كنت ماراً من هنا فخطر لي أن أمرّ لألقي عليك التحيّة.


- هذا لطف منك. شكراً.


- ألن تدعينني للدخول؟


- أنا آسفة، لكنني وحدي في المنزل، ذهب والداي إلى الريف.


- لبضع دقائق فقط... أريد شرب الماء من فضلك!


- حسناً.

 

دخل عمر وانتظر واقفاً في غرفة الضيوف فيما ذهبت لإحضار كوب من الماء. عندما عدت لم أجده. ناديته فخرج من غرفة نومي وقال لي:

 

- عذراً... كنت أبحث عن الحمام.


- إشرب الماء وارحل من فضلك.

 

خرج من بيتي، فأوصدت الباب ورائه. لم يعجبني أبداً ما حصل. فأنا لم أفهم لماذا جاء وما كان قصده من هذه الزيارة. بعد ساعة من الوقت، جاءتني رسالة من عمر على هاتفي الجوال: "شكراً جزيلاً على الأوقات الممتعة التي قضيناها سوياً على سريرك". ثم بعث لي بصورة يظهر فيها مستلقياً على سريري. غضبت كثيراً. يا للماكر! لقد حصل على رقم هاتفي ومكان إقامتي ولا بد من أنه علم أنني وحدي في المنزل، فجاء ليلتقط صورة عن المكان الأكثر خصوصية في حياتي! هل أراد أن ينتقم مني لأنني رفضت أن أقدم له المساعدة؟

رنّ هاتفي بعد بضع ثوانٍ. قلت له بغضب:

 

- ماذا تريد؟


- لا شيء مهمّ، أسئلة الامتحان النهائي.


- لن يحصل هذا أبداً.


- لا أعتقد بأنك ترغبين بأن يرى مدير المدرسة وجميع الأساتذة والتلامذة صورتي على سريرك. سأقول لهم أنك دعيتني إلى منزلك عندما كنت وحيدة وأقمنا علاقة عاطفية.


- لن يصدقك أحد، فالكل يعرفني جيداً. إفعل ما شئت!

 

أقفلت الخط بقوة، فقد كنت مستاءة جداً مما حصل. لم أتصور يوماً أن أجد تلميذاً بهذا الكمّ من المكر. وكنت واثقة أنه قد يقدم على فعل أمر مشين. فالموقف يتطلب إما شجاعة كبيرة وإما غباء كبير. خاصة وأنه كان سيُفصل حتماً من المدرسة. لكن في اليوم التالي، لحظة وصولي إلى المدرسة، قالت لي السكرتيرة أن المدير يريد مقابلتي على الفور وأنه مستاء جداً. دخلت مكتب المدير والمفاجأة كانت أنني وجدت عمر وأبيه جالسين عنده. فقال لي:

 

- آنسة منال لا أصدق أنك قادرة على فعل شيء كهذا! ألا تخجلين من نفسك؟ أنت مربّية!

 

وقبل أن أردّ عليه، أخذ هاتفه النقال وأراني صورة عمر على سريري.

 

- وأنت طبعاً مطرودة!

 

إضغط هنا لقراءة الجزء الثاني

المزيد
back to top button