من الطبيعي أن يتأثّر الأطفال بضغوطات الحياة المهنية للآباء ولو بصورة غير مباشرة خاصةً في حالة المرض، إذ يضطر الأهل إلى أخذ إجازة أو العمل من المنزل، مما قد يؤثر على كفاءتهم. لكن هل العكس صحيح؟
في دراسة حديثة، شرع فريق من الباحثين في تقييم تأثير الإجهاد المتصّل بالعمل لدى الوالدين على صحة أطفالهم. تشير الدراسة، التي نشرت في مجلة علم النفس الصحي المهني، إلى أن الآباء الذين لديهم إحساس بالسيطرة على حياتهم المهنية هم أقل تعرضًا لضغوط العمل وأن الأطفال في منازلهم أقل عرضة للإصابة بالمرض.
قام فريق البحث بجمع البيانات الصحية لمجموعتين من الآباء والأطفال، ومجموعة ذات الدخل المنخفض وواحدة أكثر ثراءً. وكان أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في النتائج التي توصّلوا إليها هو أن هذا الاختلاف في مستوى الدخل بين المجموعتين لا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بمستويات أعلى من إجهاد العمل الأبوي أو صحّة الأطفال بالنسبة لأولئل الأكثر فقراً. أظهر تحليل النتائج أن الموارد الاقتصادية لم يكن لها أي تأثير على أي من هذه الحالات.
لكن ما كان له تأثير ، هو درجة استقلالية الآباء في حياتهم المهنية. وكان أولئك الذين يفتقرون إلى الكثير من السيطرة أكثر عرضة للإجهاد المرتبط بالعمل ، كما أنهم أقل عرضة لممارسة ضبط ذاتي كافٍ كآباء، الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الأطفال. وأظهرت الدراسة أن هذه الظاهرة تم تضخيمها بوظائف تتطلب مستويات منخفضة جداً من الاستقلالية.