تجيب الدكتورة ياسمين سجاد، استشارية التوليد وأمراض النساء والعقم بمستشفى برجيل أبوظبي ، على بعض الأسئلة الشائعة حول سن اليأس عند الرجال أو ما يعرف باسم "نقص هرمون الذكورة Andropause "الأندروجين" (التوستوستيرون)
ما المقصود بنقص هرمونات الأندروجين / التوستوستيرون؟
نقص الأندروجين هو حالة مرضية تحدث عندما تفتقر الأنسجة إلى التعرض لهرمون الأندروجين كي تقوم بوظيفتها الطببيعية. بالنسبة للنساء، يكون تراجع الهرمونات الجنسية (الأوستروجين) مفاجئاً ويرتبط بأعراض واضحة تشمل انقطاع الدورة الشهرية المعروفة باسم الطمث. أما بالنسبة للرجال، فإن أي تراجع في هرمونات الأندروجين غالباً ما يكون تدريجياً وبالتالي يصعب اكتشافه (لابد من إجراء فحوص للدم للتحقق من الحالة). وقد أطلقت على هذه الحالة مسميات عديدة مثل سن اليأس عند الرجال. وقد تحدث الإصابة بنقص الأندروجين نتيجة لمشكلة في الخصيتين، أو نقص الدافع الهرموني الذي يأتي من الدماغ إلى الخصيتين، أو نتيجة للتقدم في السن. ومع تقدم العمر، تبدأ مستويات التوستوستيرون في التراجع بعد سن الأربعين. وتشير بعض التقديرات إلى أنه عند بلوغ سن 65 من العمر، تبلغ نسبة المصابين بنقص الأندروجين 10 %، ومع سن السبعين من العمر ترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 20 %.
وعادة ما يشكوا المصابون بنقص الأندروجين / التوستوستيرون من تراجع مستويات النشاط لديهم، وسوء المزاج، وحدة الطبع، وضعف التركيز، وقلة الحافز الجنسي.
ما هي هرمونات الأندروجين / التوستوستيرون وما هي وظيفتها؟
الأندروجينات هي عبارة عن هرمونات أو منشطات للدافع الجنسي مسؤولة عن تغييرات في شكل الجسم (العضلات، وتوزع الشحوم في الجسم) بالإضافة إلى الخصائص الجنسية الثانوية (الشعر ونمو اللحية ونمو العضو الذكري). ويعدّ التوستوستيرون أهم هرمونات الأندروجين لدى الرجال. وتلعب الأندروجينات دوراً هاماً وحيوياً في أداء الوظيفة التناسلية والجنسية لدى الذكور البالغين. وقد ثبت بأن للتوستوستيرون تأثيراً على مستويات النشاط، والتركيز، والدافع الجنسي، وكثافة العظام.
هل أعاني من نقص الأندروجين؟ ما هي العلامات الدالة عليه؟
ليس من الممكن تخمين من هم المعرضون لخطر الإصابة بنقص الأندروجين ما لم تكن لديك حالة مرضية أخرى أو خلل جيني قد يؤثر على قدرة الخصيتين على إنتاج التوستوستيرون. فبعض العلامات التي تظهر عند الإصابة بنقص الأندروجين يمكن مشاهدتها أيضاً عند الإصابة بحالات مرضية أخرى شائعة. وفيما يلي بعض العلامات الدالة على الإصابة بنقص الأندروجين لدى كبار السن من الرجال:
التعب، وانخفاض مستويات النشاط، وسوء المزاج، وحدة الطبع، وضعف التركيز، وقلة الدافع الجنسي.
قد يؤدي انخفاض مستويات التوستوستيرون إلى مشكلات في حدوث الانتصاب أو المحافظة عليه، رغم أن نقص الأندروجين ليس السبب الشائع لمشكلات ضعف الانتصاب. ولا تقتصر أسباب مشكلات الانتصاب عادة على انخفاض مستويات التوستوستيرون بل هناك أيضاً تغيرات في الدم أو الإمدادات العصبية المتجهة إلى العضو الذكري و / أو تغيرات عاطفية.
مع تقدم الرجال في السن، تزداد كمية الدهون في أجسامهم ويحدث تراجع في حجم وقوة الكتلة العضلية لديهم. ومن المحتمل أن يؤدي انخفاض مستويات التوستوستيرون إلى حدوث هذه التغيرات. ويعدّ انخفاض مستويات التوستوستيرون عامل خطورة للإصابة بهشاشة العظام مما قد يجعل العظام عرضة للكسر و لاسيما عظام الحوض والعمود الفقري.
هل أنا بحاجة إلى علاج تعويضي عن الأندروجين؟
بالنسبة للرجال الذين تظهر عليهم علامات نقص الأندروجين، يجب عليهم إجراء فحص مخبري للتحقق من مستويات الهرمونات لديهم. وحالياً، أفضل طريقة لتشخيص نقص الأندروجين لدى الرجال هي إجراء اختبار دم عند الصباح لكامل مستويات التوستوستيرون ومستويات هرمون ملوتن (LH).
وليس من الواضح المدى الحقيقي لانتشار نقص الأندروجين عند كبار السن، فبعض الرجال يمانعون في مناقشة الأعراض مع طبيبهم. ومن غير الواضح أيضاً كيف يمكن تطبيق المدى المرجعي لمستويات التوستوستيرون عند الرجال الأصحاء في مرحلة الشباب على كبار السن. ومن الواضح أن الرجال الذين لديهم مستويات توستوستيرون طبيعية أو دون الطبيعية يمكن أن تظهر لديهم أعراض نقص الأندروجين ولكنها تتحسن بعد العلاج، ربما بسبب عدم استجابة الأنسجة المحيطية.
ما فوائد العلاج التعويضي عن الأندروجين؟
بالنسبة للرجال الذين لديهم أعراض نقص الأندروجين وتمّ التحقق من انخفاض مستوى التوستوستيرون لديهم، فإن العلاج التعويضي عن التوستوستيرون يزيد من مستويات النشاط، ويقلل التعب، ويحسن المزاج والتركيز، ويزيد الدافع الجنسي، بالإضافة إلى زيادة الكتلة العضلية، وتقليل الدهون في الجسم، وتحسين مستويات الكوليسترول، وزيادة كثافة العظام.
ما هي الآثار الجانبية للعلاج (هل هناك مخاطر)؟
تعدّ الأندروجينات الهرمونات الرئيسية التي تتحكم بنمو غدة البروستات، وقد ثبت بأن التوستوستيرون يسبب تضخم غدة البروستات وفي حال وجود سرطان البروستات لدى المصاب فإن التوستوستيرون يؤدي إلى تفاقم حالته. وبالتالي ينبغي عدم بدء العلاج التعويضي عن التوستوستيرون قبل استبعاد احتمال وجود سرطان البروستات أو علاجه. وبالنسبة للرجال المصابين بمرحلة متقدمة من سرطان البروستات ويخضعون لعملية إخصاء طبي أو جراحي (استئصال الخصيتين للحد من إنتاج التوستوستيرون في الجسم)، فيجب عدم خضوعهم للعلاج التعويضي عن التوستوستيرون.
أما بالنسبة للذين يعانون من أعراض خفيفة لتضخم البروستات (ضعف تدفق البول)، فقد تتفاقم هذه الأعراض لديهم في حال خضوعهم للعلاج التعويضي عن التوستوستيرون.
ومن غير الشائع حدوث آثار جانبية للعلاج التعويضي عن الأندروجين. ومثل هذه الآثار الجانبية تشمل ظهور حب الشباب بشكل خفيف، ونمو الشعر، وزيادة الوزن، والتثدي (نمو الثديين لدى الرجال)، وصلع الرجال، وتغيرات المزاج (العدوانية الزائدة)، ويجب على الطبيب علاج هذه الأعراض فور حدوثها. وعندما يخضع كبار السن للعلاج التعويضي عن التوستوستيرون، يجب إبلاغهم بأنهم قد يلاحظون صعوبة في جريان البول، وازدياد مرات التبول، وزيادة غير مألوفة في الدافع الجنسي. وبالنسبة للرجال الذين يعانون من الشقيقة، أو انقطاع التنفس أثناء النوم، أو الصرع الحساس للأندروجين، فيجب عليهم توخي الحذر عند الخضوع للعلاج التعويضي عن التوستوستيرون حيث أنه قد يزيد من هذه الأعراض.
وبالنسبة للرياضيين الذين يخوضون منافسات ويخضعون لفحص المنشطات قبل بدء المنافسات، فيجب تنبيههم إلى أنهم قد يتعرضون للحظر عن ممارسة اللعبة لفترات طويلة إذا كانوا يتعاطون التوستوستيرون كنوع من العلاج.
وفي بعض الحالات، قد يؤدي العلاج التعويضي عن التوستوستيرون إلى زيادة عدد كريات الدم الحمراء (فرط الكريات الحمراء) مما يتسبب في مشكلات في جريان الدم. وتزداد هذه المشكلة عند كبار السن، ولاسيما إذا كانوا يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم. وليست ثمة علاقة لمخاوف تلف الكبد مع الأنواع المتوافرة للتوستوستيرون.
كيف يتمّ إعطاء العلاج التعويضي عن التوستوستيرون؟
يتمّ إعطاء العلاج التعويضي عن الأندروجين على شكل توستوستيرون، ورغم أنه يمكن أن يعطى للمريض من خلال الحقن أو الزراعة، إلا أن الطريقة المعتادة هي بشكل لزقات تطبّق على البشرة أو هلام يفرك على الجسم. ويقوم الطبيب بإبلاغ المريض بأفضل الطرق الملائمة لحالته والجرعة المناسبة له.
ما الذي سيحدث عندما أباشر في الخضوع للعلاج التعويضي عن الأندروجين / التوستوستيرون؟
عند مراجعتك للطبيب للمرة الأولى، يقوم الأخصائي بإجراء تقييم للأعراض بالإضافة إلى تقييم ضغط الدم وفحص جسماني للبروستات تبعاً لعمر المريض. كما يتمّ إجراء الكشف الطبي والذي يشمل فحص دم المريض عند الصباح لمعرفة مستويات التوستوستيرون، وفحص دم لمعرفة مستويات البروستات والكوليسترول، بالإضافة إلى عمل الترتيبات اللازمة لإجراء فحص لغدة البروستات بالأشعة فوق الصوتية. وسوف يخبرك الطبيب بمنافع العلاج وآثاره الجانبية وآلية المتابعة حتى يتسنى لك اتخاذ القرار بشأن الخضوع للعلاج أم لا.
إذا أظهرت أعراضك ونتائج فحوص الدم لديك إمكانية استفادتك من العلاج التعويضي عن التوستوستيرون وعدم وجود موانع للعلاج، يتمّ وصف العلاج وترتيب مراجعات متكررة لمدة ثلاثة أشهر.
وقبل هذه المراجعة، يتمّ الترتيب لإجراء فحوص دم للكشف عن مستوى التوستوستيرون وهرمونات البروستات. ويتمّ تكرار فحوص الدم قبل أول وثاني مراجعة وفي فترات منتظمة خلال السنة. وتتمّ المراجعات ثلاث مرات شهرياً من أجل تقييم أعراضك، وفحص الآثار الجانبية مثل تراجع جريان البول، وتغيرات البشرة والشعر، كما يتمّ إجراء فحوصات روتينية قبل تكرار وصف العلاج.