لا تقل أهمية الاهتمام بعادات الطفل الغذائية عن أهمية متابعة نشاطاته اليومية الأخرى كالذهاب إلى المدرسة، أو نشاطاته الاجتماعية مع إخوته وأصدقائه، إذ تشكل العادات الغذائية السليمة في عمر مبكر أساساً لمستقبل صحي واعد.
وبما أنه خلال العطلة الصيفية، لا يكون هنالك متسع من الوقت والرغبة في بذل الجهد والتفكير في تخطيط وبناء قائمة طعام صحي ومتوازن للأطفال، خاصةً وأن العديد منهم يقضون العطلة الصيفية في معسكرات الصيف حيث يعتمد طعام معظم الأطفال، على الوجبات السريعة، لا بد مع اقتراب العام الدراسي، من تغيير النظام الغذائي الصيفي للأطفال، والاهتمام بالعادات الغذائية الصحية خاصةً وأن للغذاء تأثير كبير على صحتهم وعلى عملية نموهم، كما أنه يمدّهم بالطاقة اللازمة لنشاطهم الجسدي والذهني، التي تعدّ في غاية الأهمية خلال فترة الدراسة.
إحرصي على جعل أطفالك يعتادون تناول طعام صحي ومتوازن في مرحلة الطفولة. ففي هذه المرحلة، يتم بناء العادات الغذائية التي سترافق الطفل عندما يكبر، كما أنها تؤثر في بنية الجسم وصحته. تعتمد التغذية السليمة لدى الأطفال، على غرار البالغين، على تناول أطعمة متنوعة، والتي تزود الجسم بالمركبات الغذائية الرئيسية: البروتينات، الكربوهيدرات، الدهنيات، الماء والفيتامينات والمعادن بكمية معقولة.
العودة إلى المدرسة: 5 نصائح لتجنّب زحمة السير الصباحية!
على النظام الغذائي السليم والصحي أن يحتوي على الحبوب ومنتجات القمح (من المحبذ استخدام الحبوب الكاملة أو منتجات القمح الكاملة)، الخضار الطازجة، الفاكهة، منتجات الحليب، البيض، الأسماك، الدجاج أو لحوم الأبقار الخالية من الدهون، والدهون النباتية كالأفوكادو والزيتون.
تكمن المشكلة في أنه على الرغم من نية الوالدين الحسنة، يعيد العديد من الأطفال الفاكهة معهم من المدرسة، كما أنهم يتركون طبقهم مليئاً بالطعام عند تناول وجبة العشاء، ولكنهم ليسوا مستعدين للتنازل عن تناول الحلويات.
نصائح غذائية هامة مع اقتراب العودة إلى المدراس:
1- لا تدخلي في صراع مع طفلك
من المهم بمكان، عدم الدخول مع الأطفال في صراعات قوية، فيما يخص التغذية.علينا أن نتذكر بأنه يجب إحداث التغييرات بشكل تدريجي، وهذا الامر ينطبق على موضوع التغذية أيضاً، لذلك فمن المستحسن أن يتم اقتراح عدد من الخيارات للطفل ومن ثم يتم التوصل لإتفاق مشترك. من المحبذ إعطاء الطفل مكملات غذائية كالفيتامينات التي تلائم الأطفال والخالية من السكر، بشكل يومي، وظيفة هذه المكملات هي تزويد الجسم بكل الفيتامينات والمعادن الضرورية التي لا يحصل عليها الطفل من طعامه.
من المعلوم أن فقدان الشهية لدى الأطفال ينبع من نقص في الفيتامينات والمعادن، والذي لا يتم تشخيصه. يسهم تناول المكملات الغذائية (الفيتامينات) في تحسين الشهية وتناول الطعام بشكل صحيح أكثر، على المدى الطويل.
2- إهتمي بوجبة الإفطار
وجبة الإفطار مهمة للغاية، إذ يصبح الطفل هادئاً بعد تناولها، يتملك كذلك القدرة على التركيز والطاقة الكافية للبدء بيومه الدراسي بشكل أفضل. لا داعي للإلحاح على أن تكون وجبة الإفطار في المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة، لأن بعض الأطفال لا يشعرون بالجوع فور استيقاظهم صباحاً، وإنما بعد مرور مدة زمنية معينة. لذلك، في هذه الحالة، يستحسن إعطاء الطفل وجبة خفيفة صحية تحتوي على الحبوب الكاملة، لكي يأكلها في الطريق إلى المدرسة. قبل الذهاب إلى المدرسة، يمكنك أن تقدم للطفل مشروباً ساخناً أو فاتراً، يحتوي على الحليب بالأساس، أو يمكنك تقديم طعام خفيف كحبوب الإفطار.
5 طرق لتتجنبي مشاكل العودة إلى المدرسة!
3- نوّعي وجبة الغداء
بالنسبة إلى وجبة الغداء في المدرسة، لإحرصي أن تكون متوازنة ومتنوعة العناصر. يمكنك أن ترسلي مع الطفل شطيرة أو البسكويت المصنوع من القمح الكامل (Crackers)، إضافة إلى الجبنة البيضاء، الجبنة الصفراء، الأفوكادو أو الحمص، وفقاً لاختيار الطفل. يمكن إضافة حبة فاكهة أو اثنتين للشطيرة، ويمكن إضافة أو استبدال الفاكهة بالخضار التي يمكن تناولها بحيث تكون كاملة كالخيار، الفلفل أو الجزر.
4- أطلبي من طفلك الإكثار من شرب الماء
عوّدي طفلك على شرب السوائل، خصوصاً الماء، خلال تناول الوجبات. أرسلي قارورة من الماء مع الطفل، على الرغم من أنه توجد في معظم المدارس، حنفيات مياه أو مرافق تحتوي على مياه باردة.
5- تأكدي من صحة وجبة الغداء خارج المنزل
يتناول العديد من الاطفال وجبة الغداء خارج البيت، في إطار مراكز الرعاية النهارية، والتي يستعين معظمها بخدمات المطاعم، التي تزود الأهل بنسخة عن قائمة الطعام الأسبوعية.
من المستحسن فحص أنواع الطعام التي يقدمها المطعم، إذا تبين بأن الوجبة الرئيسية التي يقدمونها في معظم الوجبات تعتمد على الأكل السريع، كالهامبرغر، الدجاج الجاهز أو النقانق، يمكن المطالبة بتغيير ذلك.
6- هيّئي الظروف الملائمة لتغذية طفلك داخل المنزل
بالنسبة إلى التغذية في المنزل، عوّدي طفلك على تناول الوجبات في مواعيد منتظمة ومكان معين، من المفضل أن يكون المكان هادئاً، دون وجود أمور مزعجة كالتلفاز.
يستحسن تقديم الأطعمة المختلفة في الوجبات، ذلك أن التغيير والتنويع يثيران حب الإستطلاع والرغبة في تناول الطعام. حتى إذا لم يأكل الطفل نوعاً معيناً من الطعام، هنالك احتمال بأننا إذا واصلنا تقديمه، أو غيرنا طريقة إعداده، أن يثير ذلك حب إستطلاع الطفل، الامر الذي قد يدفعه لتذوقه.
الأمور التي ينصح تجنبها:
إعطاء الطفل الحلويات، أو الوجبات الخفيفة المحلاة، حبوب الإفطار المحلاة، المشروبات المحلاة، شطيرة تحتوي على الخبز الأبيض والشوكولاتة أو المربى. وذلك يعود لعدة أسباب: بدايةً الأطعمة التي تحتوي على السكر تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل سريع، ومن ثم تؤدي إلى هبوطه بشكل سريع أيضاً، مما يجعل الطفل يشعر بالجوع، بعد مدة قصيرة. إضافةً إلى ذلك، من المعلوم أن السكر هو أحد العوامل التي تسبب العصبية والأرق.