يتأثّر كلّ ما في جسمك بعمليّة التقدّم في السنّ، بما في ذلك الدماغ، وإنّ معظمنا على يقين بأن التمارين الرياضيّة تحدّ بشكل كبير من تأثّره بذلك. ولكن، ليس بالضرورة أن تلتزمي بالذهاب إلى النادي الرياضيّ، أو أن تجبري نفسك على القيام برياضات لا تحبّينها، إنّما استبدلي التمارين التي قد تعتبرينها شاقّة، بأخرى مسليّة ومفيدة، والتي سنخبرك عن اثنين منها يعزّزان صحّة الدماغ ووظائفه والخلايا العصبيّة في جسمك. فهما من النشاطات التي ستجدين أنّ جعلها من العادات الأساسيّة في نمط الحياة الذي تعيشينه أمرًا مهمًّا، لأنّك بعد البدء بممارستها ستجدين أنّها ساهمت كثيرًا بتعزيز راحتك النفسيّة.
المشي لمحاربة شيخوخة الدماغ
إنّ المشي هو من أبسط الأنشطة وأسهلها، ويجب أن يكون من العادات الأساسيّة في حياتك، إذ عليك البدء بممارسته مرّتين في الأسبوع على الأقلّ. وإضافة إلى الدور الكبير الذي يؤدّيه بتعزيز عمل مختلف الوظائف في الجسم، مثل الجهاز الهضميّ، والقلب، هو أيضًا له قدرة كبيرة في الحفاظ على صحّة الدماغ والخلايا العصبيّة، إذ يقوّي الروابط بين الدوائر الدماغيّة المهمّة لصحّة الذاكرة والتركيز، وأيضًا المسؤولة عن المشاعر، وهذا الأمر يخفّض من خطر الإصابة بالزهايمر. إنّ المشي لمدّة 20 دقيقة يوميًّا بوتيرة معتدلة، يكفي لتعديل بنية الدماغ بشكل إيجابيّ، وهو له أيضًا تأثيرًا مفيدًا على الصحّة العقليّة، لأنّه يبطئ أجزاء الدماغ المشاركة في الاستجابة للتوتّر. كذلك، يساعد القيام بهذه العادة 3 مرّات في الأسبوع في زيادة سماكة الأنسجة التي تربط بين الأجزاء اليمنى واليسرى من الدماغ. ويفضَّل عند الشعور بالنعاس أو قلّة التركيز، المشي لمسافة قصيرة بدلًا من احتساء فنجان من القهوة.
الرقص لمحاربة شيخوخة الدماغ
إنّ الرقص هو من الأنشطة القليلة التي تدمج العديد من وظائف الدماغ في وقت واحد، فلممارسته، يجمع الجمع بين حركة الجسم، واتّخاذ القرار، والتركيز على الموسيقى، والحال العاطفيّة، الأمر الذي يساعد في الحفاظ على شباب الدماغ والعقل. كذلك، هو يقلّل من التدهور المعرفيّ والخرف، ويحسّن الذاكرة بشكل كبير، ويحمي من الإصابة بالباركنسون، ويعالج اضطرابات المزاج. إذًا، ابدئي بالرقص لتحاربي شيخوخة دماغك، وليس بالضرورة أن تحترفي القيام بذلك، إنّما في إمكانك الانخراط في صفوف لتعلّم أي من أنواعها، أو تخصيص الوقت لممارسة هذا النشاط المسلّي في منزلك.
