تحظى الأنظمة الغذائية القاسية بشعبية كبيرة كونها حل سريعة لمشاكل زيادة الوزن. تعد الأنظمة الغذائية القاسية بنتائج سريعة من خلال تقييد تناول السعرات الحرارية بشدة، وغالبًا ما تكون أقل من 1200 سعرة حرارية في اليوم. وهذا النهج ليس غير صحي فحسب، بل غير مستدام أيضًا.
صحيح أن اتباع نظام غذائي قاسي يمكن أن يسبب خسارة الوزن السريعة ولكنك لا تفقدي كل الدهون. وبدلاً من ذلك، تؤدي الأنظمة الغذائية القاسية إلى فقدان جسمك لوزن الماء وكتلة العضلات. عدم بتزويد جسمك بما يكفي من السعرات الحرارية، سيضعه في وضع المجاعة. بدلًا من التخلص من كل الدهون، فإنك تقومين بتكسير الأنسجة العضلية أيضًا. يمكن أن يكون لفقدان كتلة العضلات عواقب وخيمة على عملية التمثيل الغذائي.
تحرق الأنسجة العضلية سعرات حرارية أكثر من الأنسجة الدهنية، لذلك عندما نفقد العضلات، يتباطأ التمثيل الغذائي. قد تفرحي بفقدان الوزن الأولي ولكنك ستلاحظين عودته سريعًا بمجرد عودتك إلى النظام الغذائي الطبيعي.
نقص المغذيات والمخاطر الصحية
عندما نقوم بخفض السعرات الحرارية، سيصعب على الجسم الحصول على جميع الفيتامينات والمعادن والمواد المغذية الأخرى التي يحتاجها لإجراء التفاعلات الكيميائية، مما يؤدي بدوره إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك التعب، وضعف جهاز المناعة، وضعف التركيز، وحتى تلف الأعضاء.
يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية القاسية أو الطويلة الأمد أيضًا إلى الضغط على نظام القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب أو حتى السكتة الدماغية. ثم إذا استعادته، فقد يؤثر ذلك سلبًا على ضغط الدم والكوليسترول وعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب الأخرى.
دورة تقييد الشراهة
يؤثر الحد بشدة من تناول السعرات الحرارية على الهرمونات مثل اللبتين والجريلين التي تتحكم في شهيتك. قد ينتهي بك الأمر إلى الرغبة الشديدة في تناول الطعام والانشغال بالطعام ومقاومة الجسم للتحكم في إشارات الجوع المتزايدة.
في النهاية، سيستسلم الدماغ لهذه الرغبة الشديدة، مما يؤدّي إلى الافراط في تناول الطعام واستعادة الوزن المفقود أو حتى اكتساب وزنًا أكبر. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالذنب والفشل، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى جولة أخرى من اتباع نظام غذائي مقيد. إن دورة تقييد الشراهة هذه ليست فقط غير صحية جسديًا ولكنها أيضًا ضارة عقليًا وعاطفيًا.
التكيف الأيضي واستعادة الوزن
يمكن أن تؤدي الدورات المتكررة من اتباع نظام غذائي قاسي واستعادة الوزن أيضًا إلى ظاهرة تعرف باسم التكيف الأيضي. عند فقدان الوزن، يتكيف جسمك عن طريق خفض استهلاك الطاقة. وهذا يعني أنك تحرقين سعرات حرارية أقل عند القيام بنفس الأنشطة. هذا التكيف يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة ويسهل استعادته في المستقبل.
خطر الإصابة بحصوات المرارة
أحد المخاطر الصحية المحتملة الأكثر خطورة الناجمة عن اتباع نظام غذائي قاسي هو زيادة احتمالية الإصابة بحصوات المرارة. حصوات المرارة هي رواسب صلبة تتشكل داخل المرارة، وهي عضو صغير يقوم بتخزين الصفراء التي ينتجها الكبد. على الرغم من أن حصوات المرارة لا تهدد الحياة بشكل عام، إلا أنها يمكن أن تسبب نوبات مؤلمة للغاية وقد تتطلب إجراء عملية جراحية لإزالة المرارة. يطلق الكبد عند يؤدّي فقدان الوزن السريع المزيد من الكوليسترول في الصفراء، ويمكن أن تؤدي الصفراء المحملة بالكوليسترول إلى حصوات المرارة. تنقبض المرارة أيضًا بشكل أقل تكرارًا عند اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، مما يسمح للصفراء بالتركيز بشكل مفرط وتكوين الحصوات.
لإنقاص الوزن بطريقة صحية ومستدامة، ركزي على إجراء تغييرات تدريجية على عاداتك الغذائية وأسلوب حياتك. فبدلًا من الاستغناء بشكل جذري عن مجموعات غذائية كاملة، ركزي على اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة.
