ما هو دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة الأمراض المعدية؟

بات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا العصرية لا سيّما مع انتشار استخدامه في مختلف المجالات، حتى أنه أصبح من الأدوات الحيوية التي تعتمد عليها أنظمة الصحة الحديثة في التصّدي للأمراض المعدية. فمن خلال تقنيات تحليل البيانات الضخمة، وتعلم الآلة، والرؤية الحاسوبية، بات بالإمكان تتبع انتشار العدوى والتنبؤ بمسارها، وتحسين سرعة التشخيص ودقّته، وتقديم حلول وقائية مبتكرة تساهم في احتواء الأوبئة قبل انتشارها الواسع.

 

استخدام الذكاء الاصطناعي في دول الخليج

في الخليج العربي، بدأ الذكاء الاصطناعي يأخذ يأخذ حيّزاً كبيراً في إدارة شؤون الصحة العامة. فعلى سبيل المثالن أطلقت هيئة الصحة في دبي نظام "إنذار" الذكي الذي يقوم بتحليل البيانات الواردة من المستشفيات والعيادات والمختبرات بشكل فوري، ويرصد أي مؤشرات مبكرة على انتشار الأمراض المعدية. كما تم تعزيز الاعتماد على تطبيقات صحّية تقوم بجمع معلومات الأعراض مباشرة من السكان، وتقارنها بنتائج المختبرات، مما يسمح بتوقع المناطق المعرضة للخطر بناءً على أنماط الحركة والتنقل اليومية.

 

قدرات الذكاء الاصطناعي

أثبت الذكاء الاصطناعي أنه قادر على تحقيق إنجازات واعدة وتأمين حلول وعلاجات قد يعجز الطب عن تأمينها. ومن الأمثلة الواقعية على توظيف الذكاء الاصطناعي في مكافحة الأمراض، قدرته على التنبؤ بتفشي الأوبئة من خلال تحليل العوامل المناخية والكثافة السكانية وحركة السفر. كما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت قادرة على قراءة الأشعة السينية والتحاليل المخبرية، ورصد علامات مبكرة للأمراض المعدية مثل كوفيد-19 أو السل، حتى قبل أن يلاحظ الأطباء التقليديون الأعراض بشكل واضح. 

 

ما هي أبرز التحدّيات

رغم الإمكانيات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، هناك تحدّيات حقيقية تواجه تطبيقه في القطاع الصحي. ولعلّ الحاجة إلى بيانات دقيقة ومتكاملة هي أبرز هذه التحديات، إذ إن عدم توافر بيانات موثوقة تجعل خوارزميات الذكاء الاصطناعي أقل كفاءة. كما أن قضايا حماية الخصوصية، وأمن المعلومات الطبية الحساسة، تظل مثار جدل. وإضافة إلى ذلك، ينبغي التأكد من أن هذه الأنظمة لا تنحاز في قراراتها ضد مجموعات سكانية معيّنة بسبب وجود انحرافات أو قصور في بيانات التدريب.

 

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب

على ما يبدو، فإن المستقبل يبشّر بمزيد من التحوّلات الرائدة، إذ يجري العمل على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التنبؤ بالسلالات الفيروسية الجديدة حتى قبل ظهورها. كما أن دمج الذكاء الاصطناعي مع أجهزة الاستشعار الحيوية القابلة للارتداء سيمكن من مراقبة الصحة العامة بشكل لحظي ودقيق. في الوقت نفسه، تسهم تحليلات الجينوم (أي دراسة المعلومات الجينية الكاملة الموجودة داخل خلايا الإنسان)، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في التنبؤ بالمخاطر الصحية للأفراد، مما يفتح آفاقاً جديدة للوقاية الشخصية والعلاج المبكر.

المزيد
back to top button