يعّد داء الفيل (يُعرف أيضاً بالفيلاريات) حالة مرَضيّة تسبّب حالة تضخّم في الرجلين والذراعين والأعضاء التناسليّة لتصبح أشبه بحجم أطراف الفيل، كما تؤثّر هذه التشوّهات الجسدية على الصحّة النفسية والاجتماعية للمصاب. يعتبر هذا الداء مرض طفيلي يمكن أن يُصيب الفرد في أي عمر ينتقل من شخص لآخر عن طريق أنثى البعوض من خلال مجرى الدم وينتج ديدان شبيهه بالخيوط الصغيرة تعيش في الجهاز اللمفي البشري. تسبّّب تراكم الطفيليات في الأوعيّة الدموية إلى سدّ الدورة الدموية مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأنسجة المحيطة بها،الأمر الذي يؤثّر سلباً على اداء أعضاء الجسم المختلفة. قد لا تظهر أعراض مرض الفيل على الشخص المُصاب إلا بعد سنوات من الإصابة.
ينتشر داء الفيل أكثر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم مثل أفريقيا وجنوب شرق آسيا والهند وأمريكا الجنوبية. يمكن أن يُصاب الشخص بهذا المرض عن طريق الآتي:
- اللدغ من البعوض المصاب بهذا الداء.
- العدوى من الديدان.
كما ذكرنا، قد لا تظهر أي أعراض على الشخص المصاب مباشرةً، ولكن بعد ذلك يعاني من تضخّم واضح في أعضاء الجسم، وقد تظهر في بعض الحالات أعراض إضافية كالقشعريرة والجفاف الشديد للجلد والتقرّحات والالتهابات إذ يتأثر جهاز المناعة بشكل ملحوظ ويصبح المريض أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى مثل السعال وضيق التنفّس. يجب استشارة الطبيب إذا ظهرت أي من هذه الأعراض، وذلك لإجراء الفحوصات الكاملة والتي تتمثّل في اختبار الدم والموجات فوق الصوتية.
ما هو علاج داء الفيل؟
لا يوجد علاج مُتعارف عليه لداء الفيل، ولكن تساعد بعض العقاقير (مثل مضاد الديدان) في التخفيف من حدّة هذا المرض مضّادات الالتهاب للقضاء على الالتهبات وتفادي التقرّحات المؤلمة والكريهة الرائحة. كما يُنصح الأشخاص المُصابون بهذا المرض باستعمال رباط ضاغط لتليين المناطق المصابة. وأخيراً، في بعض الحالات يكون من الأفضل إجراء جراحة لاستئصال الجلد الزائد أو لإزالة الأنسجة اللمفاويّة المُصابة. يحتاج مريض داء الفيل إلى الدعم المعنوي للتغلّب على مرضه.
كيف يمكنكِ الوقاية من داء الفيل؟
- الوقاية الجيدة من لدغات الناموس خصوصاً في المناطق التي تكثر بها الأوبئة.
- تجنّب الخروج ليلاً في الأرياف والبراري، وعند الخروج التأكد من ارتداء ملابس طويلة تُغطي الجسم كله.
- استخدام بخاخات ومضادات البعوض عند السفر.
- تجنّب استخدام العطور والمرطبات التي تحتوي على رائحة قويّة في الأماكن التي يكثّر فيها البعوض.
أطلقت منظمة الصحة العالمية عام 2000 برنامجها العالمي للتخلص من داء الفيل اللمفي، وفي عام 2012 أعادت المنظمة وضع خريطة مُفصلة للتخلص من هذا الداء نهائياً بحلول عام 2020. أعلنت المُنظمة أن هذا سيتم عن طريق توفير برامج علاجية واسعة النطاق لجميع الأشخاص المُصابون في المناطق التي تنتشر بها العدوى.