الصداع النصفي هو صداع مروع يسبّب ألم شديد بالإضافة إلى مشكلة في التركيز في العمل أو الشعور بالغثيان والتقيؤ وحساسية بشكل خاص للضوء. وذلك لأن الصداع النصفي هو في الواقع اضطراب عصبي وراثي، والصداع هو مجرد أحد أعراضه. عادةً ما يكون ناتجاً عن مجموعة متنوعة من العوامل الخارجية مثل التوتر والجوع أو انسداد الجيوب الأنفية أو آلام الرقبة، كما يمكن أيضاً أن يحدث الصداع النصفي أحياناً بسبب محفزات خارجية تشمل قلّة النوم، والارهاق، أو عدم تناول الطعام، و البكاء الشديد أو الروائح القوية، بالإضافة إلى تناول أنواع معيّنة من المأكولات مثل الأجبان والكحول والحلويات.
هناك ثلاث مناطق في الدماغ تلعب دوراً مهماً في الصداع النصفي، وهي:
- منطقة ما تحت المهاد، وهي جزء من الدماغ ينظم درجة حرارة الجسم، والنو، والهرمونات ، من بين أشياء أخرى ...
- جذع الدماغ العلوي
- جذع الدماغ السفلي
خلال الفترة التي تسبق الصداع النصفي، تبدأ هذه المناطق الثلاث في الدماغ في التغير في طريقة ارتباطها ببعضها البعض:
تبدأ الخلايا العصبية في هذه المناطق في إرسال الرسائل عبر الناقلات العصبية ، بما في ذلك السيروتونين والغلوتامات. تعمل هذه الإشارات على تنشيط بعض مناطق الدماغ، مثل الأجزاء التي تتحكم في المعلومات الحسية (مثل الضوء والألم)، وتقمع أخرى (مثل المناطق التي تتحكم في التركيز والانتباه).
يتسبّب هذا التدفق من السيروتونين والناقلات العصبية الأخرى في إطلاق جزيء صغير يشبه البروتين يسمى الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP ويؤدي إلى التهاب في غطاء الدماغ (يسمى السحايا) وكذلك في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تمدّدها. هذا المزيج .
تعاني النساء من الصداع النصفي أكثر من الرجال وقد يكون لذلك علاقة بالعلاقة بين الإستروجين والسيروتونين. عندما تنخفض مستويات هرمون الاستروجين بسرعة، كما هو الحال قبل الدورة الشهرية مباشرةً، فإنه يؤثر أيضاً على السيروتونين وربما المواد الكيميائية الأخرى في الدماغ المسؤولة عن إثارة الصداع النصفي. تعد فترة ما قبل انقطاع الطمث فترة أخرى عالية الخطورة لأن هرمون الاستروجين يتقلب بشدة. والمثير للدهشة أن حوالي ثلاثة أرباع النساء الحوامل أفدن بأن الصداع النصفي يتحسن (خاصة بعد الأشهر الثلاثة الأولى) بسبب المستويات المرتفعة والمستقرة نسبياً من الإستروجين. وينطبق الشيء نفسه على الرضاعة الطبيعية.
