يعد الكورتيزول أحد الهرمونات الأساسية التي يفرزها الجسم استجابةً للتوتر والضغوط، وهو يلعب دوراً مهماً في تنظيم التمثيل الغذائي والحفاظ على ضغط الدم. ومع ذلك، فإن الإفراط في القلق بشأن مستوياته قد يكون بحد ذاته سبباً للضغط النفسي، وهو ما يحذر منه الأطباء.
ما هو دور الكورتيزول في الجسم؟
عند الشعور بالتوتر، تقوم الغدد الكظرية، الموجودة فوق الكلى، بإفراز الكورتيزول، مما يساعد الجسم على التفاعل مع المواقف العصيبة، سواء كانت تهديداً حقيقياً أو مجرد ضغط نفسي يومي مثل العمل أو الالتزامات الاجتماعية. هذا الهرمون يعزّز من قدرة الجسم على الاستجابة للتحدّيات، مثل تنظيم معدل السكر في الدم وتحفيز الطاقة.
هل يمكن أن يكون ارتفاع الكورتيزول مضراً؟
مستويات الكورتيزول تتغير بشكل طبيعي خلال اليوم وفقاً لإيقاع الساعة البيولوجية، إذ تكون في أعلى مستوياتها صباحاً وتنخفض تدريجياً خلال اليوم. كما أن التمارين المكثّفة قد ترفع مستوياته موقّتاً، وهو أمر طبيعي.
ومع ذلك، فإن المستويات المرتفعة بشكل مزمن قد تؤدي إلى مشاكل صحية، لكنها غالباً ما ترتبط بحالات طبية مثل متلازمة كوشينغ، التي تنتج عن وجود ورم في الغدّة النخامية أو الكظرية، مما يؤدي إلى أعراض مثل زيادة الوزن في منطقة البطن، انتفاخ الوجه، ضعف العضلات، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
هل التوتر اليومي يسبب ارتفاعاً خطيراً في الكورتيزول؟
ليس من الضروري أبداً أن يسبّب التوتر المستمر ارتفاعاً مرضياً في مستويات الكورتيزول، إذ يؤكد الأطباء أن الحياة اليومية المليئة بالضغوط لا تؤدي عادةً إلى ارتفاع مزمن في الكورتيزول بشكل يستدعي القلق أو الفحوصات المخبرية.
بعض الشركات تروج لاختبارات أو مكمّلات غذائية للتحكّم في الكورتيزول، لكن الأطباء يحذّرون من الاعتماد على هذه المنتجات، إذ لا يوجد دليل علمي قوي يدعم فعاليتها في تنظيم مستويات الكورتيزول الناتجة عن التوتر اليومي.
كيف يمكن التعامل مع التوتر بطريقة صحية؟
بدلًا من القلق بشأن مستويات الكورتيزول، يوصي الخبراء بالتركيز على تقليل التوتر بطرق صحية، مثل:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم لدعم وظائف الجسم الطبيعية.
- اتباع نظام غذائي متوازن غنيّ بالمغذيات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كونها تساعد في تقليل تأثير التوتر على الجسم.
- البحث عن دعم اجتماعي سواء من العائلة، الأصدقاء، أو المعالجين النفسيين.