تعدّ التقلّبات المزاجية قبل الدورة الشهرية من الأعراض الشائعة التي تؤثر على معظم النساء بدرجات متفاوتة. يشير البعض إلى هذه الأعراض بمصطلح "متلازمة ما قبل الطمث"، والتي يمكن أن تشمل ليس فقط التغيّرات المزاجية، بل أيضاً آلام الجسد، والتعب، واضطرابات النوم. ولكن ما الذي يحدث فعلياً في جسم المرأة ودماغها خلال هذه الفترة، ولماذا تشعر بتقلّبات مزاجية تؤثر على حالتها النفسية؟
التغيّرات الهرمونية
خلال الدورة الشهرية، تحدث تغيّرات هرمونية ملحوظة، وخاصة في مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون. في النصف الثاني من الدورة، بعد فترة التبويض، تنخفض مستويات هذه الهرمونات تدريجياً. هذا الانخفاض يؤثر بشكل مباشر على المواد الكيميائية في الدماغ، خاصةً السيروتونين، وهو الناقل العصبي الذي يلعب دوراً أساسياً في تنظيم المزاج والشعور بالسعادة. عندما ينخفض السيروتونين، قد تشعر المرأة بالقلق، الاكتئاب، أو الحزن، وهذه كلها أعراض شائعة لمتلازمة ما قبل الطمث.
التوتر العاطفي والجسدي
قد يؤدي الإجهاد المستمر إلى زيادة حدّة الأعراض قبل الدورة الشهرية، حيث يُضعف من قدرة الجسم على التعامل مع التغيرات الهرمونية. بالإضافة إلى ذلك، يكون الجسم أكثر عرضة للإرهاق والتوتر العاطفي، مما يؤدي إلى انخفاض الطاقة وزيادة القابلية للتقلبات المزاجية.
نقص الفيتامينات والمعادن
يرتبط نقص بعض الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين B6 المغنيسيوم والكالسيوم، بزيادة الأعراض النفسية المرتبطة بالدورة الشهرية. هذه العناصر الغذائية أساسية لعمل الجهاز العصبي وضبط المزاج، وبالتالي فإن نقصها يمكن أن يؤدي إلى تراجع الحالة النفسية وزيادة القلق.
التغيّرات في نمط النوم
تشير الدراسات إلى أن النساء غالباً ما يعانين من اضطرابات النوم في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية. قد يكون ذلك نتيجةً للتغيرات الهرمونية، أو بسبب أعراض جسدية مثل الألم أو الانتفاخ. اضطراب النوم يزيد من صعوبة السيطرة على الحالة المزاجية، حيث يؤدي نقص النوم إلى شعور بالإرهاق والحساسية الزائدة.
الاحتباس المائي والانتفاخ
تعاني العديد من النساء من احتباس السوائل والانتفاخ قبل الدورة الشهرية، وهو شعور مزعج قد يؤدي إلى زيادة التوتر والانزعاج. يساهم هذا الانتفاخ في زيادة حساسية المرأة تجاه مظهرها الخارجي ويشعرها بعدم الراحة، مما ينعكس على مزاجها ويزيد من تقلباتها المزاجية.
التغيّرات في الشهية
مع اقتراب موعد الدورة الشهرية، تزداد الرغبة في تناول بعض الأطعمة، خاصة السكريات والكربوهيدرات. هذه الرغبة ليست مجرد شهوة للأكل، بل هي نتيجة انخفاض مستويات السيروتونين، ما يجعل الجسم يبحث عن طرق سريعة لرفع المزاج. وعلى الرغم من أن السكريات تعطي شعوراً موقتاً بالسعادة، فإن ارتفاع السكر ثم انخفاضه بسرعة يزيد من تقلبّات المزاج، ويجعل المرأة تشعر بالتعب والتهيّج.