العالم مليء بالمحفزات المحتملة التي تهدّد الصحّة العقلية، وقد كان عام 2020 تحدياً بشكل خاص للناس في جميع أنحاء العالم. ومع استمرار جائحة COVID-19، يشهد العام أيضاً الكثير من الاضطرابات والأحداث ومن الطبيعي أن يجد العديد من الأشخاص أنفسهم يعانون من نوبات هلع أو قلق، وليس من السهل دائماً معرفة كيفية التعامل مع مشاكل الصحّة العقلية الجديدة أو المتغيرة.
من الجدير بالذكر أنه من الطبيعي الشعور بدرجة ما من القلق خلال هذه الفترة الصعبة، مع استمرار انتشار الوباء العالمي وعدم الاستقرار الاقتصادي والاضطرابات السياسية المستمرة. زيادة القلق هي استجابة لوقت مخيف وغير مؤكد ومتغير باستمرار. تشمل أعراض القلق الشائعة:
- سرعة دقات القلب
- ضيق التنفس
- الأفكار المقلقة
- صعوبة التركيز والتعب
- مشاكل الجهاز الهضمي
- الأرق
- الاكتئاب
كيف يمكنك التعامل مع القلق في عام 2021؟
هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها إدارة أعراض القلق العاطفية والجسدية اعتماداً على أسبابه. إذا بدأت تشعرين بعدم القدرة على التحكم بقلقك، فمن الأفضل استشارة الطبيب النفسي وطلب من الأصدقاء وأفراد الأسرة المساعدة.
فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التعامل مع القلق في هذا الوقت المضطرب حقاً.
1- العلاج عن بعد
إن العيش خلال الجائحة يعني أن العديد من الناس وجدوا أنفسهم غير قادرين على أداء روتينهم المعتاد. أحد أكبر التغييرات التي حدثت بسبب COVID-19 هو أن التواصل مع الآخرين، سواء لقاءات العمل أو المقابلات الاجتماعية وحتى الصحية، اصبحت عن بُعد، عبر الهاتف أو الانترنيت، للحد من خطر انتشار الفيروس. قد يكون العلاج عن بُعد حلاً مناسباً في الوقت الحالي. يمكن أن يساعدك العلاج في تحديد أعراض القلق والتخفيف من حدتها. تظهر الأبحاث أن العلاج السلوكي المعرفي فعال في علاج العديد من اضطرابات القلق، بما في ذلك اضطراب الهلع واضطراب القلق الاجتماعي والقلق العام.
2- التأمّل
في هذا العالم المزدحم والمجهد في كثير من الأحيان، ينسى معظمنا أن نتراجع خطوة إلى الوراء للجلوس بهدء والتفكير في النقاط الهامة في حياتنا، وبدلاً من ذلك، ننشغل بالضغوط اليومية. هذا هو السبب في أن التأمل يمكن أن يكون أداة مهمة خاصةً عندما تكون أحداث مثل الوباء خارجة عن سيطرتنا تماماً. يمكن أن يساعد التأمل في تهدئة الذعر وتهدئة العقل خاصةً في الأوقات التي نشعر فيها بالعجز.
3- الحد من الوقت أمام الشاشات
البقاء في المنزل يدفع الكثير منّا إلى اللجوء إلى الهاتف الخلوي أو الكمبيوتر أو التلفزيون للتسلية أو لاتمام بعض المهام مثل التسوّق أو العمل. نتيجة لذلك، قد نجد انفسنا ملتصقين بالشاشات أكثر من قبل انتشار الوباء. بينما يساعدنا الإنترنت على البقاء على اتصال مع من نحبهم، يمكن أن تخلق وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً ضغوطاً إضافية في حياتنا. قد يكون هاماً متابعى الأحداث العالمية والمحلّية، ولكن الأهم هو معرفة وقت الابتعاد عن الشاشة.
4- الحصول على قسط كافٍ من النوم
في حين أنه قد يبدو من الواضح الإشارة إلى أن النوم أمر بالغ الأهمية، إلا أنه غالباً ما يكون الجانب الأول من حياة الشخص الذي يتأثر عندما تتغير صحّته العقلية. الروتين المتقطع وقلة النشاط البدني يجعل من الصعب النوم بسهولة، وعدم الراحة لفترة كافية كل ليلة يمكن أن يؤثر على كيفية تعاملك مع اليوم. يعمل معظمنا من المنزل، كما يدرس معظم الأطفال في المنزل، وقد انقلبت جداول مواعيدنا رأساً على عقب. نظرًا لأن كل منا يتكيف مع التغييرات التي أحدثها جائحة COVID-19، فمن المهم العمل على أنماط نومنا. وعلى الرغم من أنه قد يكون من المغري العمل وأنت مرتاح في سريرك خلال هذا الوقت غير المتوقع ، إلا أنه بالتأكيد غير موصى به.
5- ممارسة التمارين الرياضية
إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها إدارة صحتك العقلية هي الحفاظ على صحتك البدنية. على الرغم من أن تحفيز نفسك قد يكون أكثر صعوبة، إلا أن ممارسة التمارين في الهواء الطلق والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو التمرين في المنزل سيساعدك في التخلّص من الطاقة السلبية واستعادة نشاطك الجسدي وصحّتك العقلية وبالتالي السيطرة على أعراض القلق.