تشير دراسة أجراها "الاتحاد الدولي للسكري" إلى أنّ حوالي 382 مليون شخص مصاب بداء السكري في العالم، ومن بينهم 34.6 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط. ويتوقّع الاتّحاد أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى 67.9 مليون شخص بحلول العام 2035. وكشفت الدراسة ذاتها أنّ 18.98٪ من سكان الإمارات مصابون بمرض السكري، ويعزى ذلك بشكلٍ رئيسي إلى نمط الحياة المبنية على الجلوس لفترات طويلة والعادات الغذائية الغير صحية.
يُذكر أن هناك نوعان من مرض السكري: النوع الأوّل هو مرض مزمن يصبح فيه الجسم غير قادر على إنتاج الأنسولين بسبب خلل في جهاز المناعة الذاتية في البنكرياس؛ أما النوع الثاني من مرض السكري فينجم عادةً عن نمط الحياة غير الصحية والخاملة وزيادة الوزن.
وبهذا الصدد، قالت ريهام شمس الدين، أخصائية التغذية في "رايت بايت": "قد يؤدّي مرض السكري غير المراقب إلى العديد من المضاعفات الصحية مثل تلف الأعصاب ومشاكل في العين والقدم وحّتى الفشل الكلوي. ومن المهمّ معرفة أنّ الوقاية ضرورية! إذ يعتبر التحكّم بمستويات السكر في الدم أفضل وسيلة لعلاج هذا المرض والتقليل من أعراضه. كما يمكن أن يساعد الأكل الصحّي جنباً إلى جنب مع القيام بتمارين رياضية بانتظام على تنظيم مستويات السكر في الدم والحفاظ على نمط حياة صحي. ومع ذلك، إذا تطلّب الأمر اتباع علاجات طبيّة، يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب".
وسلّطت شمس الدين الضوء على أهم التوصيات للتغلّب على النوع الثاني من مرض السكري:
قم بتخفيض وزنك إذا كنت تعاني من الوزن الزائد و/أو السمنة. تعتبر خسارة من 0.5 إلى 1 كلغ من الوزن أسبوعياً كمتوسّط صحيّةً.
تناول وجبات صغيرة بشكل متكرّر في أوقات ثابتة لتحسين مستويات السكر في الدم. تأكّد من حصولك على ثلاث وجبات رئيسية، على أن تتضمّن وجبة خفيفة صحيّة أو وجبتين.
قم بالتحكّم بحجم حصّة الطعام لأنّه أمر أساسي من أجل استهلاك الكمية المناسبة من السعرات الحرارية لتجنّب زيادة الوزن، التي تعدّ أحد الأسباب الرئيسيّة لمرض السكري. استخدم طريقة تقسيم الطبق: يجب أن يكون ¼ الطبق مؤلّفاً من النشويات أو الحبوب؛ أمّا نصف الطبق، فيجب أن يتضمّن الخضار غير النشوية؛ والربع الآخر يتمّ تخصيصه للأطعمة التي تحتوي على البروتين الخالي من الدهون.
تناول النشويات باعتدال. قم باختيار النوع الصحيح من النشويات لمساعدتك على تنظيم مستويات السكر في الدم (البطاطا والأرز البني ومعكرونة القمح الكامل والخبز المصنوع من الكينوا والحبوب الكاملة بدلاً من الحبوب البيضاء والمكرّرة).
قم بتخفيض استهلاك السكّر عن طريق ممارسة المبادلة الذكية: استبدال الحبوب المغلّفة السكر بالحبوب الكاملة غير المحلاة؛ واستبدال الحلويات مثل الكاسترد وغيرها من الحلويات باللبن غير المحلّى السادة أو الفواكه الطازجة. وتجنّب أيضاً السكريات البسيطة مثل سكر المائدة والعسل والحلوى والمشروبات الغازية والبسكويت (الكوكيز) والكعك.
قم بتخفيض كميّة استهلاك الملح للحفاظ على ضغط الدم الصحي. فبدلاً من إضافة الملح إلى وجبات الطعام، استخدم التوابل والأعشاب لإضفاء النكهة للأطباق المفضّلة لديك. قم أيضاً بتقليل الأطعمة الجاهزة والشوربات والوجبات المجمدة والزيتون والمخللات والمواد المعلبة لأنّها غنيّة جدّاً بالصوديوم.
استخدم "الدهون الجيّدة"، مثل زيت الزيتون عند تتبيل السلطات. تأكّد من استهلاك الأسماك الدهنية مثل السلمون أو التونة الطازجة مرّتين في الأسبوع على الأقلّ لأنّها غنيّة بالأحماض الدهنية أوميغا 3 التي تحافظ على صحّة القلب.
وبالإضافة إلى اعتماد عادات الأكل الصحية، شدّدت ريهام على أهمية ممارسة النشاط البدني للوقاية من مرض السكري، حيث قالت: "حاول ممارسة الرياضة 3 مرات في الأسبوع على الأقلّ لمدّة 150 دقيقة ككلّ. ومارس الرياضة المفضّلة لديك مثل الرقص والسباحة وكرة القدم والتنس. ولكن، عليك أن تتوخّى الحذر – تحقّق دائماً من مستويات الجلوكوز في الدم (السكر) قبل القيام بأي نوع من الأنشطة لأنّ مستويات السكر المرتفعة في الدم مع النشاط المكثّف يمكن أن تؤدّي إلى نقص السكر في الدم (نسبة السكر في الدم منخفضة جداً) ومضاعفات أخرى كثيرة. يفضّل استشارة الطبيب قبل المباشرة بأي تمرين رياضي بشكل روتيني".
وختمت ريهام حديثها قائلةً: "لا يحافظ نمط الحياة الصحي على مستويات مناسبة للسكر في الدم، بل إنّه قد يساعد أيضاً في عملية فقدان الوزن، الذي يشكّل عامل خطر رئيسي لمرض السكري".