هناك الكثير من الأشخاص الذي يعانون مشاكل صحّية بسبب التغيّرات المناخية، لا سيّما مع تفاقم تغيّر المناخ حول العالم. فبالإضافة إلى التأثيرات الكبيرة التي نشهدها في مختلف المجالات نتيجة هذا التغيّر المناخي العام، هناك أيضاً تأثيرات سلبية على صحّتنا. ولعلّ أبرز هذه المشكلات هي الأمراض التي تتعلّق بالجهاز التنفسي. فتغير المناخ ليس فقط قضية بيئية، بل هو تهديد صحي كبير. ومع تزايد الآثار الضارة مثل تلوث الهواء، والمزيد من مسببات الحساسية، والظواهر الجوية المتطرفة، والحرائق البرية، تتزايد الدعوات إلى اتخاذ خطوات جادة للحدّ من تأثيرات تغيّر المناخ على صحة الجهاز التنفسي وحماية المجتمعات من المخاطر الصحية المرتبطة به.
في ما يأتي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالحساسية وبأمراض الجهاز التنفّسي.
زيادة في حبوب اللقاح المسبّبة للحساسيّة
من أبرز الآثار الناتجة عن تغير المناخ هو تمديد مواسم حبوب اللقاح. مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، تزدهر النباتات بشكل أسرع وأطول، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج حبوب اللقاح. وتصبح الفصول التي تنتج فيها النباتات حبوب اللقاح أطول وأكثر كثافة. وبالتالي يصبح تركيز حبوب اللقاح في الهواء أعلى من المعتاد، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض الحساسية مثل العطس، والحكة، وسيلان الأنف.
تلوث الهواء وزيادة مشاكل التنفس
تغير المناخ يؤدي أيضاً إلى زيادة مستويات التلوث في الهواء. فمع ارتفاع درجات الحرارة، تتفاعل الملوثات الكيميائية مثل أكسيد النيتروجين مع أشعة الشمس لتكوين مستويات أعلى من الأوزون، وهو ملوّث خطير يؤثر على الجهاز التنفسي وترتفع نسب نوبات الربو ويؤدي استنشاق الهواء الملوث لفترات طويلة إلى أمراض مزمنة مثل التهاب الشعب الهوائية ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
ارتفاع نسبة العواصف الترابية والدخان
التغيّرات المناخية تزيد من حدّة العواصف الترابية في المناطق الجافة وشبه الجافة، ما يؤدي إلى زيادة الغبار في الهواء والذي يسبب تهيّج الأنف والحلق وزيادة مشاكل الربو والحساسية. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الحرائق الناتجة عن الجفاف إلى إطلاق كميات كبيرة من الدخان الذي يحمل جزيئات دقيقة يمكن أن تصل إلى الرئتين وتسبب مشاكل صحية خطيرة.