من المفاهيم الخاطئة الرئيسية الشائعة بين الناس هي أن الأمراض الجلدية تحتاج إلى إطار زمني معين من العلاج يمكن من بعده التوقّف عنه. هذا الأمر بعيد جدًا عن الحقيقة حيث أن الكثير من الأمراض الجلدية الشائعة مزمنة وقد تتطلّب الكثير من الرعاية.
ولا اعني بذلك أن معظم الأمراض الجلدية ليس لها علاج. غالباً ما تزول الالتهابات والأعراض بمجرد انتهاء المرض واتمام العلاج. على سبيل المثال، يتم الشفاء نهائياً من الالتهابات الفطرية أو حب الشباب الذي يحدث بشكل رئيسي خلال مرحلة عمرية معيّنة، ويزول مع مرور الوقت.
دعونا نطرح بعض الأمثلة لبعض هذه الحالات المزمنة التي تتطلب فترة من الرعاية.
- التهاب الجلد التأتبي أو الأكزيما
قد يظهر التهاب الجلد التأتبي أو الأكزيما أولاً عند الرضّع وتتراوح اعراضه من الجفاف إلى لحكة شديدة وخشونة الجلد. في حين أن الحالة تتحسن مع مرور الوقت، فقد يحتاج المريض إلى استخدام مستحضرات العناية بالبشرة المناسبة لفترة طويلة، وربما إلى مدى الحياة. تتعدّد أسباب الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي أو الأكزيما ولكن الوراثة تلعب دورًا كبيرًا ولا يمكنك تغيير ذلك. مع تقدم الشخص في السن ، قد تظهر الحالة ببساطة كجفاف للبشرة، والتي ستحتاج إلى فترة محدّدة من الرعاية بدلاً من العلاج الفعلي. ومع ذلك، فإن الرعاية غير المناسبة قد تتسبب في انتكاس للحالة. لذلك، تعد االرعاية في هذه الحالة أكثر أهمّية من العلاج. تماماً مثل المريض المصاب بارتفاع الكوليسترول في الدم ويضطر إلى تجنّب المأكولات الدسمة والتي تحتوي على الدهون.
- الصدفية
تعد الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة الأخرى المزمنة وتظهر عادةً كآفة متقشرة سميكة على الأطراف والجذع وحتى على فروة الرأس. بينما يستجيب مرضى الصدفية للعديد من العلاجات بما في ذلك الكريمات الموضعية والأدوية والحقن ، إلاّ أن التوقّف عن استخدام هذه العلاجات لن يؤدّي فقط إلى انتكاس الحالة، إنما أيضاً إلى ظهورها مرّة أخرى. يجب إخبار المريض بتوقع حدوث ذلك وأفضل مثال على ذلك هو أنه يشبه إلى حد بعيد مرض السكري. لا يمكنك فقط إيقاف الأنسولين لأنك أكملت شهر العلاج. تحتاجين إلى رعاية المرض والوقاية منه لفترة طويلة.
هناك العديد من الحالات الأخرى التي تحتاج للعناية والرعاية لمدى الحياة، مثل التهاب الجلد الدهني (قشرة الرأس) ، البهاق والثعلبة (تساقط الشعر غير المحدود). لمجرد أنها مزمنة، لا يعني أنه لا يمكن علاجها، بل يعني فقط أن العلاج ليس متاحًا بعد. وبالتالي، من المهم تثقيف مرضانا وعامة الناس بهذا والتأكّد من أنهم يدركون أنه على الرغم من أن هذه الظروف تدوم لمدى الحياة، إلا أنهم لا يحتاجون إلى المعاناة من اعراضها ويمكنهم العيش حياة طبيعية قدر الإمكان.
من المهم أيضًا أن استشارة طبيب أمراض جلدية المعتمد من نقابة الأطبّاء عندما يتعلق الأمر بالعناية بالبشرة والروتين وعدم متابعة البدع الشائعة في وسائل التواصل الاجتماعي.
د. حسن كلداري