بدأت الدكتورة إيفانا جانبيه، أخصائية أمراض جلدية وخبيرة تجميل، حياتها المهنية كطبيبة جلدية في عام 2005 في سوريا وانتقلت في عام 2009 إلى المملكة العربية السعودية وبدأت لاحقًا العمل كأخصائية أمراض جلدية في دبي.
الدكتور إيفانا خبيرة في مجموعة واسعة من الإجراءات التجميلية مثل الفيلر الجلدي والحقن الأخرى، وتجديد شباب الوجه، وشد الجلد، وعلاج العديد من الأمراض الجلدية ، من الطفح الجلدي إلى حب الشباب ، ومن أمراض المناعة الذاتية إلى تشخيص السرطان. يشمل نطاق عملها أيضًا جراحات جلدية بسيطة بالإضافة إلى خزعات للفحص المبكر لسرطان الجلد.
هي نشطة للغاية في المجتمع الأكاديمي وقد نشرت العديد من الأبحاث العلمية وهي متحدثة معروفة في المؤتمرات الدولية.
واليوم، تحدثنا د. ايفانا عن أكثر المشاكل الجلدية في الشرق الأوسط وطرق علاجها، بالإضافة إلى أحدث تقنيات التجميل وتجديد الشباب.
ELLE Arabia: ما هّو سبب اختيارك الطب كمهنة، وبالتحديد طب الأمراض الجلدية؟
د. ايفانا جانبيه: مهنة الطبيب كانت وما زالت مهنةٌ نبيلةٌ، تكمن أولاً في حب المهنة والشغف بها والرغبة في مساعدة المرضى والقدرة على تخطي مصاعب المهنة مع قوة التحمل التي تهيء الطبيب لتأدية عمله على أكمل وجه. بالنسبة للإختصاص، كان علي أن استكشف الكثير قبل أن أجد التخصص الذي يناديني حقاً، فهي من أهم الأختصاصات بالإضافة لعلم "سرطانات الجلد"، فالطبيب يقوم بتحسين نوعيه الحياة كون الجلد مرآة للشخص ويرتبط بشكل كبير بعلاقاتنا وثقتنا بأنفسنا.
أحببتُ الاختصاص في سنتي الخامسة ومنذ ذلك الوقت عرفتُ أنه يجب علي أن اتبحر في هذا الأختصاص، وأحببت ان اتمكن من العمل بيدي من خلال الخزعات والعلاجات والحقن ما الى ذلك. أحببت في تنوع المرضى من أطفال إلى كبار السن وكلا الجنسين.
أحببتُ جانب المحقق في طب الأمراض الجلدية فهو مختلف عن باقي الأختصاصات،حيث يكون الجلد والشعر نافذة للعديد من الحالات الأساسية. وحتى اليوم، لا أندم على هذا القرار فكلُّ يوم هوَّ يوم مثير بالنسبة لي... لا يوجد يوم مثل الأخر فأنا ممتنة للرحلة الّتي أوصلتني حيث أنا اليوم أمارس ما أُحبه والأهم من ذلك كله "أنا سعيدةٌ حيث أنا”.
ELLE Arabia: ما هي المشاكل الجلدية الأكثر شيوعاً في الشرق الأوسط و كيف يمكن الوقاية منها؟
د. ايفانا جانبيه: مدينة دبي لها وضع خاص وخاصة عيادة لوسيا حيث تستقطب مرضى من كافة أنحاء العالم ولله الحمد. واكثر ما نواجهه بشكل يومي من مشاكل جلدية:
- التعرض لتصبغ البشرة وحروق الجلد: يمكن الوقاية منها بإختيار واقي شمسي مناسب للبشرة مع حماية الجلد بالملابس المناسبة والنظارات مع اختيار الوقت المناسب للتعرض للشمس، وتجنب التعرض خلال فترة الذروة بين ١٠ صباحاً و ٢ ظهراً.
- الإصابة بالفطور (التينيا الملونة) وتسمى (النخالية المبرقشة): وهي منتشرة في الصيف تحديداً بسبب الرطوبة والحرارة العالية وعند بعض الأشخاص المؤهليين لذلك خصوصاً من يعاني من فرط التعرق ويتم الوقاية بالحفاظ على الجلد جاف قدر المستطاع.
- الإصابة بحب الشباب: وفي الحالات الخفيفة يمكن الوقاية بالعناية المنزلية بمستحضرات خاصة للبشرة الدهنية، ولدي قاعدة مهمة لا استغني عنها: مهما كنت تعاني من التعب والإرهاق وضيق الوقت لا تذهبي للفراش بدون أن تغسلي وجهك...هي قاعدة مهمة قد تجنبك ٢٠% من مشاكل البشرة.
ELLE Arabia: ما هي أحدث التقنيات التجميلية المعتمدة اليوم؟
د. ايفانا جانبيه: شهد العالم في السنوات القليلة الماضية ارتفاع في التقنيات التجميلية من:
AI ( artificial intelligence): ويستخدم بشكل مختصر للكشف عن أي علامات تصبغات، جفاف، وردية موجودة قبل تطبيق أي علاج ويقيم مدى التحسن بعد تطبيق العلاج.
- الترندات التجميلية اذكر منها حالياً:
- 3D face lift
- Em sculpt new لبناء العضلات وتخفيف الدهون
- الفيلر و البوتوكس بتقنيات متطورة وحديثة
- masseter Botox لتنحيف الوجه
- خيوط الوجه
ELLE Arabia: العناية بالوجه في غاية الأهمية بالأخص في مناخنا هذا ما هي برأيك العوامل الأساسية المضرة بالبشرة؟
د. ايفانا جانبيه: عندما يكون الجلد بحالة جيدة فإنهُ يعمل بجد لحماية أجسامنا من عوامل الإجهاد البيئي مثل المهيجات والمؤرجات المسببة للحساسية و الميكروبات كما ينظم درجة حرارة الجسم ويبدو ناعم و مرطب بشكل كافٍ وموحد اللون.
وهناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية على حد سواء تؤثر بشكل سلبي على البشرة و مظهرها.... بعض العوامل لا يمكن التدخل فيها وتغيرها ولكن الكثير منها وعن طريق العناية بالبشرة و الوسائل الحديثة المتاحة بين أيدينا لعكس عقارب الساعة تمكنا من حماية البشرة وإطالة شبابها. من هذه العوامل الداخلية: الجينات والهرمونات والمشاكل الصحية مثل الداء السكري. فضعف تجدد الخلايا،انخفاض إفرازات الغدد الدهنية والعرقية،ضعف النسيج الضام والألياف المرنة يؤدي إلى ضعف مرونة الجلد. الهرمونات وتغير مستوياتها لها تأثير كبير على الجلد حيث تغير الهرمونات قد يؤدي للإصابة بحب الشباب، وخلال الحمل قد تحفز الهرمونات زيادة في إنتاج الميلانين وهو سبب أحد أشكال فرط التصبغ والمعروف"بالكلف". انخفاض مستويات الإستروجين الانثوي يُفَّعل عملية الشيخوخة البيولوجية وخصوصاً بعد انقطاع الطمث والاستروجين له تأثير مفيد على توازن وترطيب الجسم.
ومن العوامل البيئية الخارجية:
- ضوء الشمس يأتي في المقدمة وطبعاً التعرض للشمس بإعتدال هو أمرٌ جيد، ولكن التعرض الشديد له خطر على البشرة بطرق مختلفة و أشعة UVB مسؤولة عن حروق الشمس و كلّا UVB و UVA بشكل أقل مسؤولين عن تلف الحمض النووي الذي قد يؤدي لسرطان الجلد. وغيرها من المضار كشيخوخة البشرة المبكرة بفعل الشمس والحساسية لأشعة الشمس إضافة لفرط التصبغ والكلف والبقع الشيخية(تعرف ببقع الشمس).
- الحرارة: وتغيراتها لها تأثير على البشرة حيث البرودة تؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية وتقلل من إفراز الغدد الدهنية حيث تؤدي إلى جفاف البشرة. في حين الظروف الحارة والرطبة تؤدي إلى زيادة التعرق وتصبح البشرة أكثر عرضة لحب الشباب.
- العناية المناسبة بالبشرة والمواد الكيمائية: مثل استخدام منتجات العناية بالبشرة القاسية واتباع روتين غير مناسب... فالبشرة حمضية قليلاً بطبيعتها 4.7_ 5.75 PH والمنظفات القاسية وذات درجة حموضة قلوية ترهق قدرة البشرة الطبيعية على أحداث توازن وتتلف بنية البشرة وتضعف وظيفة الحاجز الواقي للطبقة الخارجية وعندما تكون البشرة حساسة تصبح معرضة أكثر للعدوى وللتحسس الجلدي والوردية والجفاف.
- الغسيل المفرط: الاستحمام المتكرر وما ينجم عنه من فقدان عوامل الترطيب الطبيعي وتصبح البشرة خشنة ذات درجة حموضة قليلة.
- التحكم بالضغط النفسي: الضغط النفسي الشديد قد يجعل البشرة أكثر حساسية ويحفز ظهور حب الشباب، لذلك نحتاج للتخفيف من أعباء العمل وتخصيص وقت للنشاطات الترفيهية والإسترخاء قد يساعد في تحقيق ذلك.
- النوم و العادات الصحية النافعة: أيضاً لها دور من خلال منح الخلايا فرصة للتجدد.
- التوقف عن التدخين، فالتبغ مصدر رئيسي للذرات الحرة المضرة بالبشرة والتدخين يجعل البشرة تبدو أكبر سناً ويساعد في ظهور التجاعيد.
- وأخيراً النظام الغذائي: إن اتباع نظام غذائي متوازن وسليم يساعد بشكل كبير في الحفاظ على صحة البشرة. تناول الكثير من الفواكه و الخضار و الحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون و الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة وشرب الماء بكميات وافرة لهما دور كبير في الحفاظ على البشرة.
ELLE Arabia: هل تطبق واقي الشمس مرة واحدة في اليوم كافي؟
د. ايفانا جانبيه: مع ازدياد ثقافة المرضى وحرصهم على صحة بشرتهم أعتقد أن الجميع يعلم اليوم أن تطبيق الواقي الشمسي مرة واحدة خلال النهار غير كافٍ ابداً خصوصاً عند التعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة.فيجب دائماً بإعادة التطبيق كل ساعتين على الأقل للحصول على الحماية المناسبة.
ELLE Arabia: ما هي أحدث علاجات الكلف الجلدي وهل هي فعّالة؟
د. ايفانا جانبيه: الموضوع شائك ويطول الحديث عنه و لكن سأكتفي بالعلاجات الحديثة الواعدة. شخصياً لا أحبذ الليزر في العلاج الكلف الجلدي، طبعاً يوجد لليزر فوائد في علاج التصبغات الشيخية و بقع الشمس لن نتطرق لها هنا. ويبقى العلاج الثلاثي (هيدروكينون مع التريتنوئين مع الكورتزون) أفضل علاج فعال للكلف. بالنسبة للعلاجات الحديثة، فاللخلايا الجذعية دور واعد في العلاجات الحديثة و فعالة إلى حد ما في الكلف السطحي والمختلط ويبقى التقشير العلاج المفضل، وللأسف يبقى الكلف العميق معند على العلاج. ومع كل الخيارات المتاحة يبقى النكس موجود وتختلف نسبته حسب البشرة والعلاج والبيئة (إذا منطقة حارة أو باردة) والوقاية التي يتبعها المريض للحفاظ على النتائج لأطول فترة ممكنة. الـtranexamic acid، اضافة للحقن المعدة Skin booster مع التفتح وهي متوفرة في عيادة لوسيآ ويبدو لها نتائج واعدة أيضاً في هذا المجال.
ELLE Arabia: كل منا ترغب بالمحافظة على نضارتها و شبابها دون عمليات جراحية ما هو الحل الأفضل برأيك؟و هل من الممكن الحصول على نفس النتيجة؟
د. ايفانا جانبيه: المحافظة على بشرة شابة ونضرة يأتي في الدرجة الأولى من العناية المنزلية المستمرة مع إرشادات ومساعدة من طبيب خبير مختص. لا يوجد حل واحد أو تقنية متفردة وحيدة لإحداث الفرق. فكل مريض حالة خاصة وتعتمد رحلته وخطته العلاجية على احتياجاته ومتطلباته وخصوصية كل حالة.
مقولة دائما ارددها للمرضى "Less is more"، فزيارات متكررة تبدأ بالاستشارة الوافية ووضع خطة حسب كل حالة وبعدها نبدأ بالتنفيذ كل مرحلةٍ على حدا هو أفضل مقاربة نقدمها للمرضى.
بالمقارنة مع الجراحة وبزمن أصبح كل فرد فاعل وعامل في المجتمع، اصبحنا نواجه إعراض من المرضى عنها بسبب فترة الاستشفاء التي قد تحدد من حركة وعمل المرضى مع توجه الكثير لحلول بديلة غير جراحية وطبعاً لا أقول أن الحلول البديلة مشابه للجراحة ولكنها مع طبيب خبير تكون مقبولة إلى حد كبير.
ELLE Arabia: إن تقنية الحقن و التعبئة أصبحت الأكثر رواجاً اليوم لاسيما في الشرق الأوسط.أخبرينا المزيد عن هذه التقنيات و عن نتائجها؟
د. ايفانا جانبيه: في الحقيقة، الحقن والتعبئة حققت الصدارة في عالم التجميل، وبفضل التطور الهائل الذي حققه العلم في هذا المجال أصبحت خيار سريع والأفضل عند الجمهور لما تتمتع به هذه الحقن من القدرة السريعة على إخفاء التجاعيد وتحديد الوجه وإعطاءه نضارة ومظهر أكثر شباباً.
لتكون أدوات لمحاربة كابوس الشيخوخة الذي بات يطارد الكثير مع تقدم العمر.
تتعدد أنواع الحقن التجميلية من حيث المكونات الداخلة فيها ومن حيث النوعية والجودة،نتكلم عن عشرات الشركات ومنتجات جديدة تطلق للأسواق. فهي وبشكل مبسط مادة شبه سائلة أو جيلاتينية أو شحمية تحقن تحت الجلد لتملأ فراغاً موجوداً أو تعطي حجماً أكبر أو تعمل على تحفيز الجلد لإنتاج كميات جديدة من الكولاجين.
مادة الهيالورونيك أسيد الداخلة في أغلب المواد السائلة وهي عبارة عن مادة موجودة طبيعياً في الجسم فهو مكون أساسي في الطبقة التي تعطي البشرة مظهراً متماسكاً وممتلئاً وتنخفض كميتهُ مع التقدم في السن فيتوقف بالتالي عن أداء وظيفته الدعم التي يؤديها بشكل فاعل ما يسبب التجاعيد. وتشير الدراسات إلى أن الجسم يفقد في سن الخمسين نصف كمية حمض الهيالورونيك التي كان يخزنها. ويهدف استعماله في المقام الأول لتقوية البشرة المتعبة والمجعدة ونفخها كي تظهر شابة من جدي. فأصبح منذ ذلك الوقت نجم المنتجات القابلة للتحلل والتي تستعمل في الحقن التجميلية وهّوَّ يحتل المكان الأول وبلا منازع في مجال ملء البشرة وترطيبها وإعطائها حجماً أكبر.
نتائج الحقن تعتمد اعتماداً كلي على الطبيب الحاقن و خبرته و معرفته:
- أولاً: بكيفية تقدم البشرة بالعمر فعملية الشيخوخة لا تحدث بشكل موحد في جميع مناطق الوجه، فالدهون تحت الجلد ليست طبقة واحدة موحدة وكل حجرة فردية تشيخ بوتيرة مختلفة في نفس الفرد.
- ثانياً: معرفته بالمواد المالئة ومكوناتها، والربط المتبادل وبحجم الجسيمات ولزوجتها ومدة صلاحيتها قبل وبعد فتح المنتج وهل حاصلة على FDA.
- ثالثاً: خبرة الطبيب بالحقن فهناك طرق مختلفة لحقن الفيلر لذلك تختلف النتائج حسب خبرة الطبيب المعالج وخضوعه لدورات تدربية مكثفة معتمدة إضافة لإمتلاكه الشغف والفن فيما يتقنه."it's an art"
ويعدُّ تقيم المريض خطوة لا تقل أهمية عن العلاج تقيمه نفسياً وهذا مهم جداً لأن المرضى الذين لديهم توقعات غير واقعية سينتهي بهم الأمر دائماً غير راضين عن النتيجة، تعرف على مدى تحملهم للألم فالخبير يحتاج للعمل براحة والمريض يحتاج لأقل ألم ممكن خلال الاجراء.
التقيم الجمالي للمرضى؟ دائماً وأبداً قبل أن تكون طبيب ناجح يجب أن تكون مستمع جيد لأهداف المرضى هل يريد إستعادة مظهره الأصلي القديم؟ أم يريد أن يجري تغيرات على مظهره ليحصل على مظهر جديد ومختلف؟ إضافة لتقيم المنطقة المراد علاجها من كل الزوايا ومراعاة قوة الجاذبية حيث تعمل على تغير العيوب و تشكيل الأخاديد. ومن المهم تحديد أي عدم تناسق وإعلام المريض به قبل الإجراء ويمكن إجراء الحكم السليم من خلال التقاط الصور ودراستها. اختيار الفيلر المناسب، كما ذكرت تختلف نوعية الفيلر حسب المنطقة و حسب المصدر وطول العمر واللزوجة والتكلفة. كل ما ذكرت له دور فعال في تحديد النتيجة ورضى المريض عنها و براعة الخبير المعالج بتقيم كل محور.
ELLE Arabia: ما هو الجمال بنظرك، وهل أنت مع عمليات الحقن و التجميل؟
د. ايفانا جانبيه: الجمال هوّ عامل جذب بالدرجة الأولى وصفة قد تكون خارجيه أو داخل النفس. والاعتقاد الشائع بأن الجمال هبة يولد بها الإنسان ليس صحيحاً لأنه صفة تكتسب من العمل الجاد للشخص. وثقافة الجمال تتغير من الزمان والمكان، فمقياس الجمال اليوم يختلف عن مقياس الجمال سابقاً. أنا مع الحفاظ على جمال يميزنا كأشخاص ويحافظ على معالمنا وفرديتنا وطبيعتها.