هل تعانين من نقص في النشاط؟ على الأرجح، يكمن الحل تحت وسادتك! "لا أنام كفايةً"، "أعاني من الأرق"، "لا يغمض لي جفن طيلة الليل"، "أفتقر إلى النشاط"... جُمل قصيرة تتكرّر في معظم الأحيان عند الصباح حول فنجان القهوة. والنتيجة: يوم من الانزعاج يكون فيه المرء "على أعصابه" فيودّع الاسترخاء ليستقبل التوتر الممزوج مع نقص في الطاقة والحيوية.
حين لا ننام جيداً، لا يرتاح جسمنا ولا نفسيتنا. فندخل في حلقة مفرغة: ننام أقل، نتوتر أكثر، ونعاني من صعوبة أكبر في النوم. وعلى مر الوقت، يضعف الجسم وتنهار القوى فيحلّ الحزن محل الفرح ويستنفد العقل حيويته. عندئذٍ، نفقد الرغبة في القيام بما كان يبدو لنا سهلاً في السابق ونخطو أول خطوة نحو عتبة الإرهاق.
من أجل النوم طبيعياً من جديد، إليكِ خمس قواعد ينصح بها إختصاصيّو الأمراض العصبيّة*:
القاعدة الأولى: تفادي المنبّهات
امتنعي عن القهوة والشاي والرياضة بعد الساعة السادسة مساءً وابتعدي عن الحاسوب لأنّه أسوأ المنبّهات. فإذا استخدمتِه في وقت متأخر من الليل (ألعاب فيديو، أو دردشة من الأصدقاء)، فقد ينشّطك من الداخل ويمنعك من سلوك درب النوم الهادئ. اختاري بدلاً منه القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى.
القاعدة الثانية: الانتظام في تناول الطعام
نظّمي وجبات طعامك وحاولي أن تتناولي العشاء في الساعة ذاتها كل مساء وأن تختاري مأكولات أخفّ من تلك التي تستهلكينها عند الغداء. ولكن في الوقت نفسه، لا تحرمي نفسك من هذه الوجبة بذريعة النوم أفضل لأنّ الجسم بحاجة إلى السعرات الحرارية.
القاعدة الثالثة: وضع نظام للنوم
اتّبعي عادة محدّدة فهي تساعدك على النوم جيداً. حاولي النوم في الساعة ذاتها كل ليلة وقومي بالحركات ذاتها في التراتبية ذاتها: اغسلي أسنانك، أزيلي الماكياج، ادخلي إلى الحمام، اخلعي ملابسك، اربطي المنبّه... هكذا، لا يجب على دماغك التفكير كثيراً، وهذا يساعده على الاسترخاء والاستعداد للنوم.
القاعدة الرابعة: ممارسة تمارين الاسترخاء
يوغا، سفرولوجيا، تنويم مغنطيسي ذاتي... كلّه من شأنه أن يساعدك! فإنّ هذه التمارين تدفع جسمك إلى إفراز هرمونات الاسترخاء، نقيضة الأدرينالين. لأنّ أفضل منوّم على الإطلاق، ليس حبة الدواء بل المواد التي يفرزها الجسم.
القاعدة الخامسة: استعمال الأعشاب
إن لم تتوصّلي بالرغم من كل شيء إلى النوم جيداً، فالجئي إلى الزهورات كالزيزفون والبابونج والناردين والمليسة والزعرور... إذا تمكّنتِ بفضلها من النوم لكنْ لم تنعمي بالنوم العميق، اختاري نباتات أقوى للنوم كزهرة البرتقال وزهرة الآلام أو الجنجل.
خائرة القوى؟ ابحثي إن كان وضعك قائماً على أرق مقنّع. فكري في الأمر! إنّ الليل يحمل لكِ النصيحة والصحة أيضاً.
د. أنطوان ضاهر
* النصائح مأخوذة من كتاب Apprivoiser le Sommeil للدكتور ميشال ديب، طبيب الأمراض العصبية في مستشفى La Pitié-Salpétrière