تبدو المعادلة بسيطة: تسهم الكيلومترات في خسارة الكيلوغرامات! سارعي إذاً إلى المشي لفقدان الوزن على مهل.
يكمن مفتاح الحل في المشي، ممارسة عملية، في متناول الجميع تسمح بتخفيف السمنة وتنحيف القامة. لتبسيط الأمور، يمكن تفسير عملية فقدان الوزن أو المحافظة عليه وفقاً للمعادلة الآتية:
• الطاقة المكتسبة أكبر من الطاقة المستهلكة = تخزين الدهون.
• الطاقة المكتسبة أصغر من الطاقة المستهلكة = فقدان الوزن.
يسهم المشي لمدة ثلاثين دقيقة على مسافة تتراوح بين كيلومترين وكيلومترين ونصف في حرق حوالى 125 سعرة حرارية. إذا مارسنا المشي يومياً، نحرق سنوياً 47 ألف سعرة حرارية جراء المشي ليس إلاّ!
لا تركضي، إمشي
في عمر 25-30 عاماً، تصبح عملية حرق الدهون والسعرات الحرارية أبطأ من أي وقت مضى. ولسوء الحظ، يصبح صعباً جداً في هذا الوقت فقدان الوزن من دون اتّباع حمية غذائية. وبالتأكيد، يسترجع معظم الناس الكيلوغرامات المفقودة ما إن تبلغ الهدف المرجو. لذلك، يتجلّى أفضل حلّ في ممارسة نشاط جسدي منتظم لأنّ ذلك يؤدي إلى الحدّ من الشهية التي تقتصر على ما هو ضروري من أجل التعويض عن الطاقة المستهلكة وللمحافظة على الوزن ثابتاً.
إذاً، أوّل خطوة هي الحمية الغذائية يليها المشي بهدف المحافظة على الوزن من دون المعاناة من الجوع. أظهر البحث الذي أقامته جامعة Duke والذي نُشرت نتائجه في Archives of Internal Medicine حول تأثير التمرين والسمنة أنّ هناك فارقاً شاسعاً بين الأشخاص الذين يمارسون نشاطاً جسدياً يومياً والآخرين الذين لا يقومون بالحركة. بعد مرور ثمانية أشهر، ازداد وزن الفئة الأخيرة بمعدل 1.13 كلغ، بينما حافظ 73 في المئة من الفريق الأول النشيط على أوزانهم، وفي بعض الحالات، منهم من خسروا بعض الكليوغرامات.
بالتالي، أراد الباحثون معرفة مدة التمارين اللازمة وقوتها من أجل المحافظة على الوزن. وتوصّلوا إلى النتيجة الآتية: على المسافة ذاتها، يحرق الشخص الذي يمشي والشخص الذي يركض السعرات الحرارية ذاتها تقريباً ما يعني أنّ معدل خسارة الوزن متشابه إلى حد بعيد. بالتالي فإنّ الركض ليس أفضل من المشي.
علاوةً على ذلك، يتحلى المشي بميزة إضافية فهو يشدّ الجسم ويعيد الشباب إليه. بعد عمر الثلاثين، تبدأ العضلات بالارتخاء رويداً رويداً حتى إنّ الإنسان في عمر 50 عاماً ولو لم يتبدّل وزنه يبدأ بملاحظة جسمه أثقل من أي وقت سابق. لكن، حين يمشي المرء بطريقة صحيحة وهو يحرّك يديه بطريقة فعّالة، تصبح عضلاته أقوى عند مستوى الكتفين والذراعين والظهر والمعدة والفخذين والساقين. كما تنشط دورته الدموية من خلال إعمال ألياف العضلات من غير المخاطرة بحدوث أية إصابات تطرأ عادة خلال ممارسة الرياضة كالتواء المفاصل وانفصام العضلات أو التهابها.
ضد الإرهاق
للمشي حسنات واضحة على الحالة النفسية. إنّ صعوبات الحياة اليومية تهيّج الجهاز العصبي وتسرّع ضربات القلب وترفع ضغط العضلات والدم. كذلك، يعدّ التمرين الجسدي دواءً لمعالجة الإرهاق والمهم هنا أنّه ليس التمرين بحدّ ذاته بل الشروط التي تمارس فيها هذه التمارين. فإذا مشينا بسرعة لمدة ربع ساعة كي لا نصل متأخرين فإنّنا نعمل على مضاعفة الإرهاق بدلاً من التخلّص منه.
أمّا المشية ذاتها بالسرعة ذاتها في مساحة خضراء وبهدف واحد هو تحسين الصحة أو تقوية الجسم فتخفّف من الضغوط. وإذا حصل أن خفّت حدة الإرهاق بفضل التمرين الجسدي، نشعر بالارتياح وتتبدّل نظرتنا إلى الحياة.
إنّ المشي وسيلة ممتازة للتخلّص من التعب فهو أشبه بجلسة استجمام حقيقية. إنّ رؤية المناظر الجميلة أثناء المشي تشرح القلب وتمنح الجسم شعوراً بالتناغم والارتياح. يترافق النشاط الجسدي عادةً مع إفراز مكثّف للهرمونات التي تؤمن السلامة والراحة الجسدية والنفسية خاصة.
التحدّث أثناء المشي
قبل الانطلاق في المشي الطويل، لا بد من اختيار طريق مناسب (أرض سلهة للمبتدئين، كثيرة الأودية للمتوسّطين ومنحدرات للمحترفين المعتادين).
من المهم اتّباع الطريق ذاته كلّ يومين وتبديل أنواعه (من المنحدرات إلى الأرض السهلة، من الرصيف إلى المرج الأخضر) كي يبقى المشي ممتعاً ومن أجل تفادي الأضرار الناجمة عن التعب المفرط.
حدّدي أهدافك وانطلقي إلى الطبيعة خلال كلّ الموسم. اطلبي من صديقتك أو جارتك أن ترافقك فهكذا تتحمّسين أكثر.
يعدّ المشي نشاطاً جماعياً يمكن للعائلة بأسرها الاستفادة منه. توفّر الخطوة السريعة الحسنات البدنية ذاتها كالهرولة. لكن، احرصي على اتّباع قاعدة "التكلّم أثناء المشي"، وإن لم تتمكّني من الكلام فهذا يعني أنّ مشيتك أسرع من المستوى المطلوب.
هل أنتِ معتادة المشي وترغبين في البدء ببرنامج الهرولة؟ أضيفي دقيقة هرولة على مسيرة المشي في أيّ وقت تختارينه. ثمّ، تدريجاً، أضيفي الدقائق على ستة أسابيع حتى تتوصّلي إلى المشي لمدة 45 دقيقة أربع مرات أسبوعياً، وإلى الهرولة لمدة 35 دقيقة ثلاث مرات أسبوعياً.
عدّاد الخطى، صديقك الحميم
حتى لو لو تتقصّدي القيام بتمرين المشي، أنتِ تمشين يومياً بالرغم من كلّ شيء. للذهاب إلى المكتب أو إلى المقهى، لاصطحاب ولدك من المدرسة... المسألة الأولى: إعداد جدول بعدد الخطوات التي تقومين بها يومياً. لهذه الغاية، زوّدي نفسك بتلك الآلة الصغيرة الخارقة التي تعدّ الخطوات. ضعيها على خصرك أو في حقيبتك، حسب الموديل. تسلّحي بها إذاً ما إن تستفيقين وعدّي خطواتك على مدى أسبوع كامل. لنقل إنّك جمعتِ 45 ألف خطوة، أي ما يعادل حوالى 6400 دعسة يومياً. إنّ المعدل الاعتيادي المطلوب لحرق السعرات الضرورية هو 70 ألف خطوة في الأسبوع أي 10 آلاف يومياً.
فلنتخلّص من السعرات الحرارية من خلال ابتلاع الكيلومترات. هكذا، تتلاشى الكيلوغرامات ببطء وهدوء.
د. أنطوان ضاهر
ممارسة غير مكلفة وحذاء جيّد
كما يعرف الجميع، لا يتطلّب المشي مدرّباً شخصياً ولا ثياباً خاصة ولا كاميرا فيديو ولا أية معدات أخرى. إنّ كل ما يلزم هو حذاء جيد للمشي. لكلّ يوم، وجدنا لكِ الحذاء المناسب الذي يحافظ على سلامة مشيتك. صندل FitFlop يشدّ العضلات ويجعل الساق رفيعة كما يخفّف من آلام الظهر والقدم! بالتعاون مع الطبيب David Cook، مبتكر نعل Micro Wobbleboard، يتلقّى صندل FitFlop كلّ الصدمات ويخفّف من الضغوط عند مستوى المفاصل من خلال تحريك الورك والفخذ والردف! في أسرة تحرير ELLE Arabia، تبنّته كلّ الصبايا وعشقنه.