الذكاء الاصطناعي يكشف عن سرطان الحنجرة عبر تحليل الصوت

يشهد المجال الطبي طفرة جديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث بات بإمكانه تحليل الصوت لاكتشاف تغيّرات دقيقة قد تشير إلى إصابة مبكرة بسرطان الحنجرة أو وجود أورام على الحبال الصوتية. هذه التقنية تَعِد بطريقة تشخيص أسرع، أقل إزعاجاً، وأكثر سهولة، مما قد يساهم في إنقاذ الأرواح عبر الكشف المبكر.

 

لماذا يُعدّ الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة ضرورياً؟

سرطان الحنجرة يُصنَّف ضمن أنواع السرطان التي يمكن علاجها بفعالية إذا تم اكتشافها في مراحلها الأولى، إذ ترتفع معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل ملحوظ عند التشخيص المبكر. المشكلة أن الأعراض الأولية، مثل بحّة الصوت أو تغيّر نبرته، قد تمرّ دون اهتمام، فيما تتطلّب الفحوص التقليدية إجراءات طبية متقدّمة وقد تكون غير مريحة للمريض.

 

كيف يستطيع الذكاء الاصطناعي رصد المرض من الصوت؟

يعتمد النظام على تحليل تسجيلات صوتية قصيرة، بحثاً عن أنماط صوتية غير طبيعية، مثل تغيّر طبقة الصوت أو انخفاض نسبة النقاء مقارنة بالضوضاء في الموجة الصوتية. هذه المؤشرات، المعروفة بـ"العلامات الحيوية الصوتية"، قد تكشف عن وجود أورام أو تكتّلات على الحبال الصوتية حتى قبل ظهور الأعراض الواضحة.

 

مزايا الفحص الصوتي مقارنة بالطرق التقليدية

يتطلّب الفحص التقليدي معدّات خاصة وخبرة طبية لإجراء مناظير أو أخذ عينات نسيجية، ما قد يؤخر التشخيص ويحدّ من وصول بعض المرضى إلى الرعاية. في المقابل، تحليل الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتم بسرعة، عن بُعد، وبأدوات بسيطة، مما يجعله خياراً واعداً لزيادة فرص الكشف المبكر على نطاق أوسع.

 

الخطوات المقبلة لتطوير التقنية

البحث الحالي أثبت قدرة الذكاء الاصطناعي على التمييز بين الصوت السليم والصوت المتأثر بالآفات الحنجرية، خصوصاً لدى الرجال. لكن لتوسيع دقة النتائج، يحتاج العلماء إلى تغذية النماذج ببيانات صوتية أكبر وأكثر تنوعاً، مع اختبار فعاليتها في بيئات سريرية حقيقية وضمان دقّتها لدى الجنسين على حدّ سواء.

المزيد
back to top button