تعاني غالبيّة النساء من الإمساك المزمن أو العابر. ماذا عن هذه المشكلة؟ ألياف، ماء، ورياضة، لحلولٍ ذهبيّة.
"كيف حالك؟". منذ عدّة قرون، عندما كنّا نجيب "بخير"، كنّا فعلاً نعني أننا بخير... في الحمامات، وأنّ بالتالي، كلّ شيء بخير! وصلنا إلى العام 2008 ولا زلنا نعاني من الإمساك، وخاصة النساء اللواتي يُعتبرن معنيّات أكثر بثلاث مرّات بهذه المشكلة من الرجال. يعانين في الصمت، إلاّ إذا أصبح الوضع لا يُحتمَل.
عندما ندخل الحمام أقلّ من ثلاث مرّات في الأسبوع طوال عدّة أشهر، ونشعر بالانتفاخ، وبآلام في البطن، ونعاني من "إسهال خاطىء"، نكون قد انضمّينا إلى نادي المصابات بالإمساك! لماذا هذا القدر من المشاكل؟ لأننا نعتمد تغذية غير ملائمة (نستهلك القليل من الألياف، ونأكل بسرعة)، ونادراً ما نحرّك أجسامنا!
العنصر الجديد: العلاج المائي للـ"قولون"
تخلّصت من الإمساك؟ تفادي إعلان الانتصار. إنه ببساطة نظام قديم أُعيد تبنّيه. أكثر فعاليّة من مجرّد غسل، يُعتبر العلاج المائي للـ"قولون" عمليّة "تنظيف" ناعمة، ومراقبَة، وكاملة للمعى الغليظ. نتخلّص بهذه الطريقة من كلّ الرواسب المكدّسة في ثنيات الأمعاء (الغائط، التغليف المخاطي، البقايا المزعجة، الطفيليّات السامّة) ونعزّز خروج الغازات. ما أن يصبح نظيفاً حتى يستعيد المعى الغليظ دوره الأمثل، ويستعيد الفرد نشاطه! تتطوّر هذه الوسيلة أكثر فأكثر في البلدان الأنكلوساكسونيّة، وقد وصلت منذ وقتٍ قصير إلى لبنان، والكويت، والإمارات، وغيرها من البلدان.
يستلقي المريض على طاولة، وأمامه يُبثّ على شاشة التلفزيون فيلماً أو برنامجاً من اختياره. في هذه الأثناء، يُدخَل أنبوبين من خلال الشرج، واحد لإدخال الماء، والآخر لاستخراج الرواسب. تستمرّ الجلسة حوالى ساعة من الوقت. وفي بعض الحالات، من الضروري تجديدها. يحصل ذلك بوجود مراقب (طبيب أو عنصر آخر من الخدمات الصحيّة) للتأكّد من حسن سير العمليّة، ولتدليك البطن بين الحين والآخر للمساعدة على التخلّص من الرواسب. بعد جلسة العلاج بالمياه هذه، نشعر بالراحة والخفّة. وسيلة تستحقّ اهتمام الاختصاصيّين بالمعدة والأمعاء.
إرثٌ نسائي
تزداد وتيرة الإمساك مع العمر: نعم! إنّ ألياف العضلات المالسة التي تحيط بالأمعاء تشيخ بدورها، غير أنها هي التي تعزّز حركتها المستدامة اللولبيّة.
اليوم، تعنى الفتيات أكثر فأكثر بهذه المشكلة... وما يثبته ذلك الأمر هو أنّ العنصر المسؤول الأوّل هو اعتماد قواعد صحيّة سيّئة، وأنّ الإمساك لا عمر له. وأحياناً، نعتبر الإمساك شرٌّ وراثي!
بعض الأدوية (مضادات الاكتئاب، الأدوية التي تحتوي على "الكوديين"، ومضادات الالتهابات) وبعض الأمراض (أمراض النظام العصبي) تزيد من حدّة المشكلة.
أخيراً نتساءل: لماذا نحن، النساء؟ ربما لأنّ "الهورمونات" النسائية تتمتّع بمفعول "مبطّىء" لحركة اللولبيّة المستدامة.
مرور عابر
ولكن قد تكونين مصابة بإمساك عابر؟ كثيرات هنّ من يتذمّرن من السفر. هذا ليس مفاجئاً نظراً لما تسبّبه التغيّرات في النظام الغذائي وفي وتيرة الحياة من بطء في عمليّة الهضم، وهذا ليس إلاّ مرحلة عابرة. هذه هي حال كلّ من يغيّرن نظامهن الغذائي بسبب دخولٍ إلى المستشفى، أو ببساطة، نتيجة اعتماد حميةٍ غذائيّة. أخيراً، غالباً ما تعاني النساء الحوامل من الإمساك: معدّل "البروجيستيرون" المتزايد يؤدي إلى تلاشي عضلات المعدة ما يسبّب كسلاً على مستوى الأمعاء، يُضلف إليه الضغط الذي يشكّله الجنين على الشرج الذي يعيقه.
عندما يزداد الخطر...
المشكلة هي أنّه عندما نُصاب بالإمساك، لا يتعطّل نظام التخلّص من بقايا الأطعمة فحسب! يبرز وجع بطن، والشعور بالانزعاج، والانقباضات، والبواسير،والجروح الشرجيّة، والالتهابات الهضميّة والبوليّة، والمشاكل في التجويف السينيّ (التهابات جزء من "القولون")، والانسداد معوي... قد يصل الأمر إلى الإصابة بسرطان "القولون" أو الشرج!
علاج الإمساك
لتفادي الإمساك، الحاجة الأولى هي زيادة معدّل استهلاكنا للألياف الغذائية. تحدٍّ ليس فعلاً بالصعب في بلداننا المتوسّطيّة حيث يمكننا إيجاد الكميّات المطلوبة من الخضار، والفاكهة، الطازجة أو المجفّفة، والحبوب الكاملة.
لبلوغ معدّل 30 غراماً يوميّاً، علينا أولاً تنويع غذاءنا، واستبدال النشويّات بالقمح والأرزّ الكامل، واستهلاك السلطة الخضراء والخضار المطبوخة أو البقول كالفاصوليا والعدس بشكلٍ منتظم. أمّا بالنسبة للتحلية، فيمكننا الاعتماد على الفاكهة الطازجة، أو المجفّفة، أو سلطة الفاكهة.
مذكرة "الحمية"
كي تتأكّدي من ألاّ تنسي، إحفظي مفهوم "خمسة في اليوم" الذي أطلقته أخيراً الجمعية الأميركية للعلوم الغذائية (A.D.A) من أجل تشجيع استهلاك خمسة حبوب فاكهة أو خضار طازجة يوميّاً. أدخليها تدريجيّاً، بمعدّل عنصر واحد جديد غني بالألياف يومياً، وألاّ حذار من الانتفاخ! بالإضافة إلى ذلك، إشربي ليتراً ونصف من الماء يوميّاً: الترطيب المناسب يسهّل عمل "القولون" من خلال ترخية الأغذية الموجودة في الأمعاء. وأخيراً، النشاط البدني المنتظم ضروري، فهو يحرّك عضلات البطن، فيصبح "القولون" أيضاً أكثر نشاطاً.