إنّ تراكم الدهون على الكبد هي حال صحيّة خطيرة، وتُعرَف باسم الكبد الدهنيّ، وتحدث عندما يخزّن هذا العضو في الجسم دهوناً أكثر من التي باسطتاعته معالجتها، وذلك أسباب عدّة، مثل سوء التغذية، والسمنة، وداء السكّري. ورغم أنّه من الطبيعيّ وجود نسبة قليلة من الدهون في الكبد، إلّا أنّ تراكمها بشكل مفرط يهدّد الصحّة، لأنّه يتسبّب بتلف في الكبد مع مرور الوقت، وبانعدام كفاءتها على تأدية وظائفها. وفي هذه الحال، يجب علاجه بأسرع وقت ممكن، وإلّا تطوّر ليصبح أكثر خطورة، مثل حدوث تليّف فيه. ولتمنعي ذلك من الحدوث، عليك أن تعيشي نمط حياة يرتكز على الحياة الصحيّة، والذي تحرصين من خلاله على اتّباع نظام غذائيّ متوازن، يمنع تراكم الدهون في الكبد.
الأطعمة المشبّعة بالدهون ليست الخطر الوحيد!
رغم أنّ الأطعمة المشبّعة بالدهون غير الصحيّة هي من أسباب تراكم نسبة إضافيّة من الدهون في الكبد، إلّا أنّه عليك أن تدركي أنّ هناك أطعمة أخرى لا تحتوي على الدهون، إنّما تتسبب بهذه المشكلة. هذه الأطعمة هي الغنيّة بالسكّر، والكربوهيدرات، والفركتوز، إذ إنّ استهلاكها من دون وعي، يحوّلها إلى دهون ثلاثيّة تتراكم داخل خلايا الكبد، حيث تتجمّع مُحدِثةً ضغط أكسدة مرتفع مع مرور الوقت، والذي يمكن أن يتطوّر لحالات مثل الالتهاب الكبديّ، والتشمّع، والتليّف. ولكن لا يتوقّف الأمر هنا، إذ عندما يحدث أيّ من هذه الحالات في الكبد، تعانين من حالات جلديّة واضحة، مثل الإكزيما، والصدفيّة، والحساسيّة الجلديّة.
إضافة إلى ذلك، يتسبّب الكبد الدهنيّ بخلل في هرمونات الجسم، إذ يزيد من مقاوَمة الإنسولين ويرفع إنزيم الأروماتاز المسؤول عن تحويل التستوستيرون إلى إستروجين، مؤديًّا إلى مشاكل في الأيض وأخرى ناتجة عن عدم توازن الهرمونات. فعند النساء، يمكن أن يضاعف عوارض تكيّس المبايض، في حين أنّه عند الرجال، يقلّل من إنتاج التستسترون، مؤثرًا بشكل سلبيّ على الرغبة الجنسيّة.
خطر أكثر ممّا تتوقّعينه!
ما يجعل الكبد الدهنيّ حالة صحيّة خطيرة ومُقلِقة، هو أنّ العوارض فيها لا تظهر في وقت مُبكر، إنّما عندما يصل الالتهاب إلى حالات متقدّمة، الأمر الذي يعرّضك لحالات أكثر خطورة، ويجعل العلاج أصعب بكثير. ولذا، عليك أن تمتنعي عن تناول الأطعمة التي تؤثّر على وظائف الكبد، وأن تلتزمي بإجراء فحوصات شاملة كلّ عام، أو في الفترات التي يحدّدها الطبيب المُشرِف على صحّتك.