تتعرّضين خلال اليوم للكثير من الأمور التي تؤثّر على صحّتك الذهنيّة، مؤديّة بذلك إلى تشتيت تركيزك، وبالتالي التأثير سلبيًّا على تنفيذ مهامك اليوميّة، أو القيام بنشاطات تحبّينها. فأنت أحيانًا، ومن دون وعي، تجدين نفسك تلتهين عن القيام بأمر ما، لتتصفّحي حسابات وسائل التواصل، أو لتشاهدي فيديوهات موجودة على هاتفك لرحلة قد قمت بها سابقًا، أو مثلًا لترتيب خزانتك فجأة، أو الاستغراق بالتفكير في أمر يشغل بالك... كلّ هذه المشتّتات تبعد عنك الحفاظ على تركيزك تجاه تنفيذ مهمّة معيّنة، مثل إتمام مشروع للعمل، أو الدراسة، ولكن الحيل التالية، ستساعدك بالتقليل من ذلك، والحفاظ على تركيزك لتحسين إنتاجيّتك.
1- أبعدي كلّ مصادر التشتيت عنك
قبل أن تباشري بتنفيذ مهامك، حدّدي ما هي مصادر الإلهاء، والتي تكون في العادة الهاتف، حيث يمكنك وضعه على خاصيّة الصمت، وإغلاق التطبيقات التي تشتّت انتباهك، مثل المتعلّقة بمواقع التواصل الاجتماعيّ. وقد يكون مصدر الإلهاء أشخاصًا بجوارك، لذا أطلبي منهم عدم مقاطعتك لأنّّك تعملين على إتمام أمر مهم يتطلّب منك التركيز لتسليمه في الوقت المحدّد. وإن كانت الضوضاء حولك هي مصدر الإلهاء، ففكّري بوضع سمّاعات في أذنيْك والاستماع لنوع الموسيقى المفضّل لديك.
2- طبّقي تقنيّة Pomodoro
إن تطبيق التقنيّة التي تُعرَف باسم «Pomodoro» هي من أكثر الطرق فعالية في الحفاظ على تركيزك، وتنفّذينها من خلال تخصيص وقتًا للقيام بكل مهمّة وتتمّ عادة على هذا النحو؛ العمل لمدّة 25 دقيقة، ومن ثمّ الاستراحة لحوالي 5 دقائق، والحفاظ على القيام بذلك لمدّة ساعتيْن، وبعد انقضائهما، مدّي الاستراحة لوقت أطول. تساعدك هذه التقنيّة بالحفاظ على تركيزك، لأنّها تمنع شعورك بالإرهاق، وتبقيك ملمّة ومحفَّزة على إتمام مهامك من دون الشعور بالملل.
3- قسّمي المهام إلى أجزاء أصغر
عندما يكون أمامك مهمّة كبيرة للقيام بها، ستشعرين بالتعب بمجرّد التفكير بها، الأمر الذي سيشتّت تركيزك، ولكن في إمكانك تفادي ذلك إن قسّمتها إلى أجزاء أصغر، حيث ستجدين نفسك قادرة أكثر على إدارتها. مثلًا، إن كنت تريدين أن تكتبي مقالًا كبيرًا، قسّمي المهمّة على هذا النحو؛ اكتبي أوّلًا المقدّمة، استريحي لمدّة 5 دقائق، ثمّ صبّي تركيزك على كتابة صلب الموضوع، واستريحي مجدّدًا لدقائق، قبل أن تنهي الخاتمة.
ممارسة تمارين التأمّل
ليس بالضرورة أن تكوني مُحاطة بمصادر إلهاء ليتشتّت انتباهك، بل إنّ ذلك يكون أحيانًا مرتبطًا بأمور عالقة في ذهنك تُشعرك بالقلق والتوتّر، والتي تعيق تركيزك على تنفيذ مهامك بنجاح. للتخلّص من ذلك، يمكنك اللجوء إلى ممارسة تمارين التأمّل، التي تهدّئ عقلك وتخلّصك من الطاقة السلبيّة، وبالتالي ترفع من قدرتك على التركيز. فتمضية بعض الوقت في القيام بالتنفّس العميق، والتأمّل بالأمور الجميلة، يعزّز روح اليقظة فيك، ويحضّر عقلك للتركيز من جديد على المهمّة التي تعتبرينها ضروريّة.