كثيرة هي الأمور التي تؤثّر سلبيًّا على جهازك العصبيّ، بما في ذلك مصادر التوتّر المحيطة بك، ونمط الحياة الذي تعيشينه، والنظام الغذائيّ الذي تتّبعينه، وعملك، وغير ذلك. فهذه الأمور وغيرها الكثير، تتسبّب بخلل في النظام العصبيّ، إلّا أنّ عوارض ذلك لا تظهر بسرعة في الكثير من الأحيان، بل قد تتطوّر لتبدو واضحة أكثر بعد أشهر أو حتّى سنوات، وغالبًا قد تصبح حالات مُزمنة لا علاج لها. وفي لمحة سريعة عنه، الجهاز العصبيّ يعمل كناقل بين الجسم والدماغ عبر شبكة من الأعصاب والخلايا العصبية التي تنقل إشارات بين الدماغ وباقي أجزاء الجسم، بما في ذلك الأعضاء الداخلية. وبهذه الطريقة، يتحكم نشاط الجهاز العصبي في القدرة على الحركة والتنفس والرؤية والتفكير وغيرها، وأي خلل فيها يؤثّر على جسمك بأكمله. لذا، تدارك الأمر في أسرع وقت يقلّل من فرص الإصابة بأمراض عصبيّة، وفي ما يلي، سنخبرك عن بعض العلامات التي تُنذرك بأنّه يحتاج إلى إعادة التوازن.
1- الشعور بالتوتّر في شكل دائم
في حال كنت تشعرين بتوتّر دائم، فهذا يعني أنّ جهازك العصبيّ لن يكون بخير في السنوات المقبلة إن لم تتغلّبي على ذلك. وتدركين أنّ الأمر بدأ يصبح خطيرًا عندما يترافق التوتّر مع عوارض مثل التشنّج في العضلات، والتسارع في ضربات القلب، وتغيّرات في الشهيّة. ففي هذه الحال، يبقى العقل منشغلًا ببحثه عن المشاكل، الأمر الذي يصعّب عليه الاسترخاء، ومع مرور الوقت، تتلاشى قدرته على الهدوء في شكل طبيعيّ، فتفشل الخلايا العصبيّة بتأدية وظائفها.
2- الشعور بإرهاق مستمرّ
عندما ينتقل الجهاز العصبيّ من حال توفير الطاقة، يُبطئ الجسم والعقل، الأمر الذي يُشعرك بإرهاق مستمرّ يترافق مع عوارض واضحة، أبرزها انخفاض الطاقة، والكسل، وثقل في الأطراف. وبسبب ذلك، تشعرين بصعوبة في تأدية حتّى أبسط المهام، وبرغبة دائمة في عدم القيام بما يتطلّب منك أي مجهود جسديّ أو حتّى ذهنيّ، مثل الاستلقاء، وتصفّح مواقع التواصل الاجتماعيّ على الهاتف.
3- تقلّبات غير مُبَرَّرة في المزاج
يمكن للجهاز العصبي غير المتوازن أن يتقلب بسرعة بين الشعور بالعاطفة المفرطة والشعور بالخدر العاطفي، فتتسبّب الأحداث الصغيرة بردود فعل قويّة كالغضب أو الخوف أو الحزن، والتي غالبًا ما تكون غير متناسبة مع الموقف. قد ترتفع حرارة الجسم، ويتسارع التنفس، ويتسارع القلب، حتى أثناء المحادثات العابرة. ثم، وبنفس السرعة، قد تتلاشى المشاعر، تاركةً شعورًا بالانفصال. تُرهق هذه التقلبات العلاقات وتُصعّب الثقة بردود أفعالك. بمرور الوقت، يبدأ الدماغ بتوقع هذا الاضطراب، مما يزيد من تكرار التقلبات ويعزز دورة الاضطراب.
كيفيّة الحفاظ على صحّة الجهاز العصبيّ
لتحافظي على صحّة جهازك العصبيّ وتقلّل من فرص إصابتك بالحالات التي قد تؤثّر سلبيًّا على حواسك كافّة، اتّبعي النصائح التالية:
- حافظي على روتين نوم منتظَم وصحيّ، وذلك من خلال الالتزام بالنوم لساعات كافية، وفي أوقات مُنتَظَمة.
- ابتعدي قدر الإمكان عن مصادر التوتّر.
- ابدئي بممارسة عادات تقلّل من تحفيز التوتّر لديك، مثل الرياضة، واليوغا، والتنزّه في الطبيعة، وممارسة هواية معيّنة.
- اتّبعي نظامًا غذائيًًا صحيًّا.
- قلّلي من استخدام الهاتف، وامتنعي عن ذلك عند ذهابك إلى الفراش للنوم.