يبدأ العديد من الأزواج بالنقاش حول مسألة معيّنة، ومن ثم ينحرفون عن المشكلة الأساسية بسرعة، وتبدأ الهجومات الشخصية. المخاوف المادية تصبح معركة حول الإنفاق الغير المسؤول، أو كيف أن طرف واحد في العلاقة يجني المزيد من المال. وينتهي الصراع دون الوصول إلى أي حل وتتفاقم المشاكل وتتراكم السلبية. أنت غاضبة من ما قاله زوجك قبل أسبوعين؟ يستفزّك أنه ينسى باستمرار قفل باب المرآب لأنه غير مسؤول؟ هذه القضايا غالباً ما تنتهي مع التواصل المستمر بين الزوجين... لا تعالجي القضية الرئيسية الواقعة الآن من خلال هجمات متواصلة على بعضكما البعض لأن هذا الأسلوب لن يحل أي شيء.
مواجهة المشكلة وليس بعضكما البعض يحتاج إلى الكثير من الممارسة والرغبة في القيام بذلك. تحتاجين إلى أن تكوني منفتحة وعلى استعداد لتحمّل بعضكما البعض. على الزوجين الأتفاق على البقاء في نفس الموضوع وعدم التشعّب إلى مواضيع سابقة والقاء الملامة على الفريق الآخر، والسماح للشريك بالتحذير عند الأنحراف عن الموضوع دون الأنزعاج. في البداية، قد يكون من الصعب تحقيق ذلك، ولكن تذكّري أن هذا الأسلوب مفيد لأستمرار العلاقة وحل جميع المشاكل وليس لفرض رأي شخص على الآخر. هو زيادة في الوعي!!!
ليس من الخطأ التراجع والنظر عن كسب برأي الشريك. عل العكس، يمكن أن يكون مفيداً جداً. عالجي الموضوع وابتعدي عن الهجوم الشخصي. لا أحد يحب أن يتعرّض للهجوم، ولا شيء ينجز عن طريق مهاجمة بعضكما البعض. إذا كنت توافقينه على أن هدفكما المشترك هو حقاً معالجة المشكلة، ضعي هذا الهدف في الاعتبار.
عندما نلجأ إلى الملامة والهجومات الشخصية، نضيف للتو الكثير من السلبية والتعقيدات إلى المشكلة مقابل تحقيق أي تقدم نحو الحل. لقد أضفت الآن الغضب. تذكّري دائماً أنه لا يمكنك استعادة ما تقولينه. في حالة الغضب، قد نتفوّه بأمور جارحة، والشريك يعرف ذلك. إذا كنت حقاً تحبّين هذا الشخص،لما جرح المشاعر؟
في حين أن المعركة قد تمر، قد لا تتلاشى الذاكرة من ما قلته لشريك حياتك. ويمكن الآن أن تلحق هذه الأقوال بالضرر بالعلاقة وخلق نوع من الكراهية والحقد.هناك بعض الأشياء البسيطة التي يمكنك القيام بها لحل المشكلة دون التهجّم على الشريك، وهي:
- الاستماع إلى بعضكما البعض على التوالي. أي السماح لكل فردبإكمال فكرته.
-التحدث باحترام.
- الأتّفاق على هدف مشترك. ما هي القضية المطروحة، وما هو القرار الذي تأملينه؟
في حين أن القرار قد يكون مختلفاً قليلاً، إنما هناك احتمال للتوصل إلى حل توفيقي إذا سمحت بذلك. وعندما يعبر الشخص الآخر عن استعداده للتوصل إلى حل توفيقي، أو يقدم تنازلاً، يعرب عن امتنانه الحقيقي للآخر، مما يساعد على تعزيز هذه التفاعلات الصحّية في المستقبل.
قد لا يمكن حل المشكلة من جلسة واحدة، لذلك من الضروري الألتزام بالعودة للموضوع والمحاولة مرة أخرى. لا تصابي بالإحباط، فبعض القضايا تستغرق وقتاً وجهداً لحلها. الأهم من كل ذلك، أن تكونا شاكرين لبعضكما البعض والعمل من أجل هدف صعب، ولكن المشترك. حاولي العمل كفريق واحد وليس كعدوان تهاجما بعضكما البعض. عند الاستمرار في ممارسة هذه الأساليب، سيتم حل المشاكل، والانسجام سيكون سائداً في علاقتك.