التلاعب النفسي أو ما يعرف بالـ Gaslighting هو نوع من أنواع التلاعب العاطفي الذي يقوم به شخص ما بجعل شخص آخر يشكك في واقعه أو إدراكه للأمور. يهدف هذا السلوك إلى السيطرة على الضحية وإضعاف ثقتها بنفسها وجعلها تعتمد على "المعتدي" في فهم الواقع. يمكن أن يظهر التلاعب النفسي في العلاقات الشخصية، سواء كانت عائلية، عاطفية، أو حتى في بيئات العمل.
ما هي علامات التلاعب النفسي Gaslighting؟
يعد التعرف على التلاعب النفسي أمرًا صعبًا لأنه غالبًا ما يأتي من شخص تثقين به، مثل شريك حياتك. إذا كنتِ الضحية، فقد تشعرين وكأنكِ تعيشين في لعبة شد الحبل أو في علاقة تتأرجح بين الحب والكراهية. من خصائص المتلاعب النفسي أنه يسعى دائمًا للسيطرة على مشاعرك أو إلغائها، مما قد يترككِ تشعرين بالاستنزاف العاطفي والجسدي بعد التعامل معه.
في ما يلي العلامات التي تشير إلى أن شخصًا ما يتلاعب بك نفسياً:
- يقلل باستمرار من مشاعرك أو يتجاهلها
- يتجنب تحمل مسؤولية أفعاله
- يكذب بانتظام
- يستخدم كلمات جارحة
- يشكك في نفسه
- لديه ردات فعل قوية وغير مبررة
كيف يؤثر التلاعب النفسي Gaslighting على الصحة النفسية؟
يؤثر التلاعب النفسي Gaslighting بشكل كبير وسلبي على الصحة النفسية، حيث يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب من خلال خلق شعور مستمر بالتوتر والضغط النفسي. يجعل التلاعب النفسي الضحية تشك في قدراتها وإدراكها للأمور، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالعجز. بالإضافة إلى ذلك، يسبب الارتباك المستمر صعوبة في اتخاذ القرارات والشك في كل شيء حولها. بسبب الشعور بعدم الفهم والدعم من الآخرين، قد تبدأ الضحية في الانعزال عن الأصدقاء والعائلة، مما يزيد من شعورها بالوحدة. التعامل المستمر مع التلاعب النفسي يسبب استنزافًا عاطفيًا كبيرًا، حيث تشعر الضحية بالإرهاق والتعب من محاولاتها المستمرة لفهم وتفسير سلوك المتلاعب.
يولد التلاعب النفسي القلق والاكتئاب أو يزيدهما سوءًا، لأنه يخلق دوامة مستمرة من الارتباك. كونك ضحية للتلاعب النفسي يمكن أن يجعلك تشعرين بالإرهاق الشديد، حيث تحاولين إدارة علاقة مسيئة نفسيًا ولا يمكن التحكم فيها. حتى تدركي أن الشعور بالإرهاق العاطفي في العلاقة ليس طبيعيًا، ستظلين مرتبطة بهذا التلاعب النفسي.
كيف تحمين نفسك من التلاعب النفسي Gaslighting؟
إذا كنت تعتقدين أن شخصًا ما يستغلك ويتلاعب بك نفسياً، فمن المهم أن تتخذي خطوات لحماية نفسك منه:
- مواجهة الآخر: سيكون لدى الناس دائمًا وجهات نظر مختلفة. إن تعلم احترام هذه الآراء والتعامل معها بطريقة صحية يمكن أن يساعد في بناء التواصل والتفاهم. يمكنك أيضًا التحدث إلى شخص خارج العلاقة للحصول على رؤيته حول الموقف.
-
البحث عن نظام دعم: من المهم أن تتذكري أنك لست وحدك في هذا الأمر. العثور على نظام دعم قوي، سواء من الأصدقاء، زملاء العمل، أو أفراد الأسرة، هو أمر حيوي. القدرة على بناء العلاقات واكتساب وجهات نظر جديدة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير.
-
طلب المساعدة: يمكن أن يساعدك معالج نفسي في التعرف على علامات التلاعب النفسي وإدارة مشاعرك بعد انتهاء العلاقة مع الآخر.
