كيف نساعد شخصاً يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة PTSD؟

يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة PTSD على الأشخاص بشكل مختلف، ويعتمد الدعم المطلوب على تجاربهم وأعراضهم وحالتهم العقلية والنفسية الحالية.

 

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة PTSD؟

اضطراب ما بعد الصدمة PTSD هو اضطراب ناتج عن التعرض لحدث صادم أو خطير. من الطبيعي جداً أن يشعر الشخص بالخوف أثناء وبعد المواقف المؤلمة. فالخوف هو جزء من استجابة الجسم "للقتال أو الهروب"، وذلك يساعد الشخص على تجنب الخطر المحتمل أو الاستجابة له. بعد الصدمة، قد يواجه الأشخاص ردود فعل مختلفة، ويتعافى معظمهم من الأعراض الأولية. قد يتم تشخيص الأفراد الذين لا يزالون يعانون من الخوف الشديد وعدم القدرة على متابعة مهام حياتهم بشكل طبيعي، باضطراب ما بعد الصدمة.

 

كيف نساعد شخصاً يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة PTSD؟

يعد توفير الدعم وخلق بيئة آمنة لأحبائك أمرًا بالغ الأهمية، ولكن السماح لهم بإتخاذ القرارات أمر مفيد جداً أيضًا. تذكري ان احترم حدود الشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة PTSD والاستماع بانتباه اليه هو أمر بغاية الأهمية. 

نستعرض معاً أبرز الطرق لنساعد شخصاً يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة PTSD:

 

1- التحدث عن الموضوع

يمكن أن يكون التعافي من الصدمة طريقاً يشعر المرء بالوحدة... لذلك فإن التعاطف ومشاركة الشخص مشاعره وخبراته هو أمر جد مهم له. فالحديث مع الشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة يتجاوز مجرد مناقشة الحدث الصادم، ليشمل المشاعر والأعراض ويسمح لهم بمشاركة مشاعرهم وتجاربهم والتحقق من صحة هذه المشاعر وفهمها.

إذا كنت ترغبين في الاستماع إلى شخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة PTSD، فننصحك بمنحه اهتمامك الكامل، وتجنب إلقاء اللوم عليه أو إخباره بما كان ينبغي عليه القيام به. أيضاً، تجنبي التخفيف من حدة مشاعره، والأهم من ذلك تحلي بالصبر، لأن الشخص قد يحتاج إلى وقت ليصبح جاهزاً للتكلم ومشاركة ألمه.

إذا لم يكن الشخص مستعدًا للتحدث معك ولكنه يحتاج إلى التحدث مع شخص ما، فيمكنك اقتراح العلاج النفسي. هناك أيضًا طريقة أخرى يمكن أن تساعد هكذا أشخاص، وهي اقتراح الكتابة اليوميات، لأنها قد تكون طريقة جيدة بالنسبة لهم للتعبير عن مشاعرهم دون مواجهة شخص آخر.

 

2- تجنب المحفزات المحتملة

المحفز هو ما يجعل الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة PTSD يعيش مرةً أخرى تجربة الحدث صادم. ويمكن لهذا المحفز أن يكون أي شيء، مثل صوت أو رائحة أو مكان أو نشاط أو فكرة أو كلمة. يمكن أن يكون التنبؤ بالمحفزات وتجنبها أمرًا صعبًا للغاية، ولكن ولمساعدة الشخص الذي يعاني من الـ PTSD سيكون من المفيد أن تتعرفي عليها وتساعديه على تجنبها قدر المستطاع. كوني أيضاً متفهمةً وحاولي ألا تيأسي عندما يطلب الشخص المصدوم تجنب الأماكن أو الأشخاص أو المواقف التي تثيره.

 

3- التعرف على الأعراض

قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة من نوبات عندما يتم تحفيزهم أو إزعاجهم بشكل كبير. يمكن أن تظهر هذه الأعراض بشكل مختلف لدى الأشخاص، وقد تشمل هذه العلامات:

  • تغييرات مفاجئة في السلوكيات، وتعبيرات الوجه والجسم 
  • ظهور تعبير الخوف أو التجمد على وجوهه
  • الاهتزاز أو الارتعاش أو التعرق
  • الانسحاب فجأة (الصمت أو التراجع عن الحشد)
  • الانفصال عن الواقع، وكأنهم "في مكان آخر"
  • ردود فعل صوتية أو جسدية غير طبيعية

 

4- التشجيع للحصول على الدعم

على الرغم من أن اضطراب ما بعد الصدمة PTSD صعب جداً على الشخص، الا ان هنالك حلولاً علميةً يمكن ان تخفف أو تحسن الأعراض، مما قد يعزز نوعية الحياة ويساعد الشخص على الشعور بالتحسن على المدى الطويل. لذلك، عندما تصبح المشكلة صعبة للغاية ويشعر الشخص بأنه محاصر، فإننا نشجعك على مساعدته في الذهاب لطلب المساعدة من معالج نفسي. يمكن أن يكون العلاج النفسي مثل الـ EMDR و الـ CBT مفيدًا جدًا للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة ويحتاجون إلى تدخل متخصص.

 

في النهاية، يمكن أن يكون اضطراب ما بعد الصدمة PTSD حالة صعبة للتعايش معها، والحصول على دعم من أفراد الأسرة والأصدقاء يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياة الشخص الذي يعاني من ذلك. ليس من السهل دائمًا معرفة كيفية دعم الشخص، لكن السماح لهم بأخذ زمام المبادرة والتحلي بالصبر وتثقيف نفسك حول اضطراب ما بعد الصدمة كلها استراتيجيات رائعة وتساعد بشكل فعال.

المزيد
back to top button