من الطبيعي جداً أن يكون شريكك يهوى ألعاب الفيديو. لكن تصبح هذه الهواية مشكلة عندما تخرج عن إطارها وتصبح هوساً حقيقياً. فتلاحظين شيئاً فشيئاً أن حبيبك يبدأ بتجاهلك، ودائماً ما يفضل قضاء ساعات من نهاره يلعب، بدلاً من أن يكون معك. من جهة أخرى، هذه الأنواع من الأنشطة يمكن أن توفر فوائد ترفيهية ونفسية في آنٍ معاً. فهناك العديد من الأزواج الذين يحبون تمضية الوقت وهم يلعبون معاً أو فردياً بألعاب الفيديو. ومع ذلك، هناك دائمًا واحد من الاثنين يظهر ميلاً أكثر حدة لقضاء الوقت أمام الشاشة وهو يلعب. وديناميكية قضاء أحد الزوجان معظم وقته في نشاط ما، متجاهلاً من يحب، لها تأثيرها الكبير على العلاقة.
لحل هكذا مشكلة، يمكنك عقد اتفاق مع شريكك، مثل تخصيص قدر محدود من الوقت لألعاب الفيديو حتى تتمكنا بالقيام بأشياء أخرى معًا: مشاهدة مسلسل، الخروج لتناول العشاء، التحدث... لكن، عندما لا يتغير شيء ويبقى سلوك شريكك نفسه يومًا بعد يوم، فمن الطبيعي أن تمري بهذه "الإضطرابات" النفسية والعاطفية:
- تشعرين أنه يتجاهلك
-
تتساءلين ما إذا كانت ألعاب الفيديو هي الأولوية عند شريكك بدلاً من أن يكون قضاء الوقت معك هو الأهم.
-
تشعرين أنك غير مقدرة وغير محبوبة.
-
تتوقعين تغييرات في سلوك شريكك لا تظهر بتاتاً.
-
تشعرين بخيبة الأمل لأن الكثير من الأشياء التي خططتما لها لم تحصل، مثل الخروج لتناول العشاء معاً، أو الذهاب إلى السينما معاً، أو مشاهدة مسلسلكما المفضل...
ماذا لو كان شريكك يعاني من إدمان حقيقي؟
عند الحديث عن الإدمان، من الشائع التفكير في مواد مثل الممنوعات أو الشراب. ومع ذلك، فإن الحاجة القهرية للعب ألعاب الفيديو هي جزء مما يسمى بالإدمان السلوكي. وفي أيامنا هذه، أصبح هذا النوع من الإدمان أكثر شيوعًا في العالم. علاوة على ذلك، تُظهر الدراسات، أننا أمام مشكلة نفسية ذات أهمية كبيرة.
لكن كيف لك أن تعرفي ما إذا كان شريكك يعاني من إدمان سلوكي حقيقي أم لا؟ إليك بعض النقاط التي يجب أن تنتبهي إليها:
- يبدو شريكك أكثر سعادة في لعب ألعاب الفيديو من القيام بأي نشاط آخر
-
لقد توقف شريكك عن التواصل مع الآخرين أو الانخراط في أنشطة أخرى، ويخصص الكثير من وقته للعب ألعاب الفيديو
-
لا يقوم بمسؤولياته أخرى، مثل المساعدة في الأعمال المنزلية، أو رعاية الأطفال، ويأكل كل الوقت لوحده وهو يلعب...
-
يلعب حتى في الليل ولا يرغب في النوم
-
عندما تطلبين منه التوقف عن اللعب وقضاء الوقت معك أو القيام بأنشطة أخرى، يغضب كثيراً إلى حد كسر الأشياء من حوله
-
يشكو الأهل والأصدقاء من الوقت الهائل الذي يقضي فيه شريكك وهو يلعب ألعاب الفيديو
-
يقول إنه يريد أن يلعب نصف ساعة فقط وفي النهاية يلعب لساعات
ما الذي يمكنك فعله حيال إدمان شريكك على ألعاب الفيديو؟
عدم السيطرة على اللعب، وإعطاء الأولوية المطلقة لهذا النشاط، وإهمال المجالات الأخرى للحياة الشخصية... كل هذه النقاط هي المؤشرات الرئيسية للإدمان على ألعاب الفيديو. لذلك، وفي هكذا حالة، من المهم طلب المساعدة من معالج نفسي.
لا يؤثر الإدمان على ألعاب الفيديو على المراهقين (الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 18 عامًا) فقط، بل أيضًا على البالغين وله تأثير قوي على العلاقات الأسرية والزوجية. في هذه الحالات، تعتبر الأساليب مثل العلاج السلوكي المعرفي هي الأنسب لحل هكذا مشكلة.
من ناحية أخرى، إذا استمر شريكك في لعب ألعاب الفيديو وأهملك، جربي وبشتى الطرق أن تجري حديثاً مع شريكك، وبكل هدوء، وتطلبي منه بعض التغييرات لصحة علاقتكما.
في حالة عدم تجاوب حبيبك معك ومع العلاج، وإذا لم يكن مستعدًا لإظهار أي تحسن في سلوكه، فسيتعين عليك التفكير بإمكانية إنهاء العلاقة، لأن هذا الإدمان الذي يعاني منه شريكك، سيجعلك ترهقين جداً، وسيؤثر على صحتك النفسية على المدى الطويل.