جميعنا نعرف هذا الشعور المزعج عندما لا يتسمع إلينا جيّداً. يمكن أن يكون من الصعب وضع مخاوفنا وآرائنا جانباً عند الأستماع للآخرين وإيلاء الاهتمام حقاً لما يقوله الشخص الآخر، خاصةً إذا كان الموضوع غير مألوف، ممل، أو يجعلنا غير مرتاحين.
من أعظم الهدايا التي يمكن أن نقدّمها لشخص ما، هو اهتمامنا النابع من القلب. فن الأستماع يساعد على الترابط مع الآخرين، ونزع الصراعات، ورفع المعنويات وتحويل العلاقات إلى أفضل. فهو يجلب البصيرة العميقة، ويساعدنا على فهم شركائنا و التمكّن من محادثتهم على مستوى أعمق بكثير.
في الاستماع هو بسيط الممارسة، ولكنه يتطلّب أن تكرّسي نفسك تماماً: الجسم والعقل والقلب لفهم وتقاسم تجربة شخص آخر في هذه اللحظة. قد لا تتمكّني من القيام بذلك بشكل طبيعي، ولكن يمكنك تدريب نفسك من خلال ممارسة المهارات الخمس التالية:
1- الاستماع مع الجسم كله
تحضير جسمك لمواجهة الشخص الذي يتحدّث وتجنب جميع الأنشطة الأخرى. من المهم أن ننظر إلى عيون المتكلم. قد تشعرين بالدافع لإلقاء نظرة أو اللعب مع هاتفك. مشاعر الآخرين يمكن أن تشعرك بالحرج أو حتى الخوف، والتململ هو وسيلة للهروب من شدة. ولكن عند ممارسة السكون، سوف تكونين موجودة جسدياً وعاطفياً للأستماع.
2- العقل
أعطي اهتمامك العقلي الكامل للمتكلم. عندما تلاحظين أنك تفكرين في شيء آخر، أطردي هذه الأفكار وركّزي للعودة إلى الاستماع العميق. الالهاء العقلي هو عقبة كبيرة.
3- القلب
ما هي المشاعر التي تنشأ أثناء الاستماع إلى مشاكل ومشاعر الآخرين؟ بعض الأمور قد تؤدي إلى استجابة عاطفية قوية. لدينا جميعاً ردود فعل اعتيادية على التفاعلات غير السارة: الدفاع، الفكاهة، وربما الصمت. الاستماع برحمة يجعل من السهل فهم قلب الآخرين، لذلك عليك وضع جانباً مشاعرك الخاصة المشحونة لخلق ظروف تواصل أعمق.
4- القلب المفتوح
من الضروري الأستماع إلى أبعد من الكلمات التي يقولها الشخص، وبالتالي إيلاء الاهتمام لحركات جسده، تعابير وجهه ونبرة صوته. من خلال الالتفات إلى الإشارات غير اللفظية، يمكنك التعاطف مع تلك التجربة العميقة وفهم بطريقة أفضل وبعمق المعنى وراء الكلمات.
5- كوني حيادة
عليك الامتناع عن تقديم المشورة أو محاولة حل مشكلة الشخص الآخر. الأستماع لا يجبرك على أعطاء المشورة. هناك وقت ومكان لذلك. ليس هناك حاجة إلى القول، المطلوب منك فقط الاستماع. تعلّمي الجلوس مع مشاعر حيادية.