"نحن النساء يمكننا أن نكون "مسؤولات" بشكلٍ كامل، عن حياةٍ جنسيّة فاشلة. بسبب الجهل، أضعت وزوجي وقتاً طويلاً نفتّش عن أساس المشكلة. هو ظنّ أنّه "ليس على المستوى المطلوب"، والأطباء لم يهتمّوا إلاّ بحالته، وراحوا يعالجونه بحقن الفياغرا... وينتزعون منه الدولار تلو الآخر! حتى أتى طبيب شاب، أكثر جديّةً من الآخرين، واستمع إلى شكوى زوجي وإلى كل تفاصيل قصّة فشلنا. من الألف إلى الياء، من شغف الليالي الأولى حتى التفكير بالطلاق، ظنّاً من زوجي أنّه "غير نافع". طلب هذا الطبيب الشاب أن يراني، واقترح أن يعاينني: المشكلة كانت عندي: كنت أعاني، من دون علم، تشنّجاً في المهبل Vaginisme. خضعت للعلاج وعادت المياه إلى مجاريها. لقد أنقذ حياتنا الزوجيّة".
الخوف والجهل يحيطان بحالة التشنّج في المهبل، ومجرّد الحديث عن هذه المشكلة هو دليل تقدّمٍ ملحوظ.
الذعر
نعم، مشكلة التشنّج في المهبل هي واقع، وخصوصاً في الشرق. إنّها حالة من الهلع الذي يسيطر على المرأة منذ اللحظات الأولى للاتصال الجنسي. يلي ذلك تقلّصٌ كبير على مستوى عضلات العضو التناسلي الداخليّة وعضلات الفخذين، ما يجعل أيّ اتّصالٍ جنسيّ مستحيلاً. على الرغم من أن المرأة تكون قابلة للاتصال ومتعاونة، غير أنّ التقرّب منها يسبّب تشنّجاً مهبليّاً لزاوية الفخذين يرافقه إقفالٌ صلب ومن غير الممكن السيطرة عليه.
يبدأ شريك المرأة، الذي كان في البداية في وضعٍ طبيعيّ لجهة الرغبة والأداء الجنسي، بطرح تساؤلات جديّة تتعلّق بعجزه عن إخضاع شريكته. وينتقل إليه خوفها فيصبح الانتصاب صعباً. يحصل ذلك في الاتصال الجنسي الأوّل، ويعزو الرجل السبب إلى أنهما لم يتعارفا جيداً. لكن تكرار الفشل يقنعه بأن المشكلة موجودة، وخصوصاً عندما يلاحظ أنّه فقد شغفه. وهنا تبدأ الحلقة المفرغة، وسلسلة الاستشارات الطبيّة، فينتقل التركيز على توصيف العجز، ووصف الأدوية والحقن والجراحات، وحتى اقتراح استخدام بدائل جنسيّة غير نافعة وهدّامة...
الحبّ فعلٌ ثنائيّ
غالباً ما ننسى نقطةً أساسيّة. الحبّ فعل ثنائيّ، وممارسة من جانب شخصين، من جانبين مجهولَين. يحاول الإنسان جاهداً أن يكون مثاليّاً، ولكن ما من شيء ينجح إذا أعاقت شريكته تقدّمه. يتّفق الأطباء على اعتبار التشنّج في المهبل حالة مرضية تطرأ في مرحلة معيّنة من نضوج الفتاة التي تبدأ بربط فكرة الاتصال الجنسيّ بكلّ ما يتعلّق بالألم، والدم، واغتصاب حياتها الخاصّة. ولعلّ ما تسمعه الفتاة أحياناً من النساء اللواتي يحطن بها عن الوجع والدم يساهم في بروز هذه الحالة... غياب التربية الجنسيّة، وجهل تفاصيل العلاقة الجنسيّة، إضافة إلى عدم اكتشاف الفتاة لجسمها وفهمه، وكلّ "العصر الحجري الجنسي" الذي تعيشه معظم الشرقيّات، كلّها نقاطٌ تزيد من خطورة الوضع.
الحلّ ممكن
التخفيف من هول المشكلة نقطة أساسيّة. على الرجل أن يفهم أن أداءه الجنسيّ ليس أساس المشكلة. على المعالج أن يأخذ وقته مع الثنائي، وخصوصاً مع المرأة. على المرأة أن تعرف أنّها ليست الوحيدة التي تعاني من هذه الحالة، وأن تأخذ دروساً عن تكوين جسم المرأة والرجل وفيزيولوجيتهما وطريقة حصول الاتصال الجنسي. مساعدة المرأة على اكتشاف جسمها أمرٌ أساسيّ: يمكنها مثلاً أن تنظر في المرآة إلى الأعضاء الحميمة في جسمها كي تعتاد عليها إذا كانت تجهلها، وأن تطلب من شريكها أن يقوم بالاتصال الجنسي على مراحل، بهدوء ونعومة ومن دون عنف...
ويبقى الوقت هو الصديق المفضّل لحياة جنسيّة مزدهرة، فالأيّام التي تمرّ تلطّف الزوايا الحادّة وتمحو آثار الخوف...
دلال حرب.