السلس البولي تسرّب البول العرضي او اللاإرادي ويتأتى من عدم القدرة على التحكّم بالمثانة بسبب التراخي الحاصل في العضلات المحيطة بالمثانة نتيجة الحمل والولادة والتغيرات المقترنة بتقدم السن وانقطاع الطمث والعمليات الجراحية التي تجرى في مناطق الجهاز التناسلي للمرأة. وعادة ما يرافق هذه الحالة الشعور بالإنزعاج والحرج لدى المرأة المصابة به.
في ما يلي ، مقابلة أجريتها مع الدكتورة أنيتا باباس، الأخصائية في علم النفس اﻻكلينيكي، وقائمة على حملة تينا ليدي (TENA LADY). وتحدّثت معها عن موضوع التأثيرات النفسيّة وكيفيّة معالجتها في حال كنت تعانين أنتٍ من السلس البولي:
1- هل يمكننا آن نفرق ما بين صحة المرأة بشكل عام، وصحة المرأة "العربية" بوجه خاص؟ ما الذي يخصّ المرأة العربيّة دون غيرها في مسائل العناية الحميمة؟
د. أنيتا باباس: "تُعتبر صحة المرأة من إهتمام العالم بأسره حيث تواجه نفس المشاكل الصحية عبر القارات، ولكن يعتمد على كيفية التعامل معها ونباهة الطرق لدى النساء من بلد لبلد و ذلك بحسب عوامل الثقافة والإعتقادات.
ما نلاحظه مباشرة هو سلاسة تعامل الغرب مع المشاكل الصحية أيَ كان نوعها، حيث نجد شهادات شخصية للمرضى والأطباء المعالجين متاحة على وسائل التواصل الإجتماعي وعلى الصحف والمجلات لمساعدة العامة. أما في عالمنا العربي فيتم التحفظ كثيرا على التطرق لبعض المشاكل الصحية كونها لا تتماشى مع العادات والتقاليد وتجد المرأة نفسها غير مرتاحة للكلام عنها ولو مع طبيب العائلة أو الطبيب المختص، بدون توجيه أو إهتمام، فتجد نفسها وحيدة أمام مشكلتها الصحية."
2- كيف تفسرين الإرتباط الوثيق ما بين حالة السلس البولي والحالة النفسية لدى المرأة؟ هل يمكن للحالة النفسية أن تسبب بالسلس البولي أو أنه ينتج عن هذا الأخير تداعيات نفسيّة لدى المصابة به؟
د. أنيتا باباس: "السلس البولي هو حالة ناتجة عن مشكلات صحية فزيائية قابلة للعلاج وليس ناتجاً عن مشاكل نفسية. ولكن في أغلب الأحيان تتعرض المرأة إلى توتر وضغط نفسي مما يزيد من حدة الأعراض الفيزيائية التابعة لهذه الحالة. إن الأعراض النفسية الأكثر إنتشارا بسبب حالة السلس البولي هي:
الإكتئاب: عندما تحس المريضة بقلة الحيلة والعجز. وعدم قدرة المرأة السيطرة على سلس البول يؤثر سلبيا على مجالات كثيرة في حياتها مثل الخروج للعمل، ممارسة الرياضة، العلاقات الإجتماعية والحميمية. وفي أغلب الأحيان تشعر المرأة بعدم الجاذبية، بالخجل وبفقدان الثقة بالنفس.
القلق: وهو المشكلة النفسية الثانية التي تواجهها المرأة التي تعاني من السلس البولي. خوفها الدائم وتوترها يخلق عندها حالة غير ضرورية من التوتر، مما يؤثر على حياتها اليومية وكيفية التعامل مع الآخرين.
العزلة الإجتماعية: وهي ثالث حالة نفسية ناتجة عن السلس البولي حيث تكون المرأة قلقة في حالة ما إكتشف الأخرون معاناتها من السلس وهذا ما يؤدي إلى عزلتها عن الآخرين، حتى خروجها مع صديقاتها أو للعمل أو حتى قربها من زوجها."
3- هل العلاج النفسي ضروري لدى المصابة بالسلس البولي أو يقتصر فقط على بعض الحالات؟
د. أنيتا باباس: "بالإضافة للعلاجات الفيزيائية (الجسدية) مثل تمارين "كيجل" Kiegel الرياضية وتدريبات المثانة وإستعمال الحلول الصحية مثل فوط تينا ليدي ذات الحماية الثلاثيةK فالعلاجات النفسية مهمة جدا للنساء اللواتي يعانين من حالة السلس البولي. إن دور الطبيب النفسي يأتي أولا بمرحلة التعليم وبعدها توجيه المرأة للتقليل من توترها وثم تشجيعها لعيش حياتها طبيعيا والإندماج إجتماعيا في كل المجالات مثل السفر، العمل، الرياضة. إن مساعدة وتوجيه الطبيب النفسي يقود المرأة للتحكم في حالتها والتغلب على كل الضغوطات النفسية. تُعد الحالة النفسية المتزنة المؤشر الأمثل لقدرة المرأة على التكيف مع حالتها الجسدية."
4- كونك طبيبة نفسانية، ما هي أهم ثلاث نصائح عمليّة تمنحينها للمرأة العربية المصابة بالسلس البولي؟
د. أنيتا باباس: "أهم نصيحة أود أن أعطيها للسيدات اللواتي يعانين من السلس البول هي طلب المساعدة من طبيبهم الخاص سواء كان طبيب مختص في المسالك البولية، للحالة الفيزيائية أو طبيب نفسي، للحالات النفسية وألا تعاني المرأة من هذه الحالة لوحدها. إن الخطوة الأولى في طلب المساعدة ستكشف لهن أن العديد من النساء لهن نفس الحالة أو حالة مماثلة وبذلك سيشعرن بالإرتياح ويتقبلن طرق العلاج.
نصيحتي الثانية هي أن تتفادى المرأة الشعور بالخوف وأن تعلم بأن لكل مشكلة حل يساعدها على العيش والتغلب على الحالة كما وإستعادة ثقتها بنفسها.
أخيرا، انصح كل امرأة أن لا تخجل من جسدها و أن تتذكر أهمية الأدوار التي يقوم بها كل عضو وعدم التركيز على عضو واحد إذا كان به خلل بسيط.
المرأة كائن قوي وذا قدرة عقلية وجسدية. نحن أمهات، بنات، أخوات وزوجات نتحمل الكثير من المسؤوليات ولنا دور فعّال في المجتمع. نحمل أطفالنا لمدة تسعة أشهر، نلد، نربي ونعلم - نحن عماد المجتمع - و يجب أن نكون فخورات بأجسادنا وأن نعرف كيف نتعامل معها حتى لو كان فيها خلل ما. يجب علينا احتضان وحب أنفسنا عن ما نحن عليه مهما كان الأمر.
إن دوري كطبيبة نفسية هوتمكين المرأة لعيش حياة مفعمة بالحيوية وطبيعية والتقليل من الضغوط النفسية المرتبطة بحالة السلس البولي. على السيدات التغلب على هذه الحالة وإستعادة ثقتهن وسعادتهن."
حاورتها دلال حرب.
يمكنك أن تتواصلي مباشرة مع د. أنيتا باباس عبر الهاتف 009613165333 أو عبر موقعها الإلكتروني www.anita-papas.com