يُعدّ الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً وتعقيداً، ولا يقتصر أثره على المزاج فقط، بل يمتد ليطال جودة الحياة والعلاقات والقدرة على العمل والتركيز. ورغم أن العلاج الدوائي يلعب دوراً مهماً في تخفيف الأعراض، تعتبر العلاجات النفسية حجر الأساس في معالجة الاكتئاب على المدى الطويل.
في ما يأتي أبرز أنواع العلاجات النفسية للاكتئاب، ومتى يُفضَّل استخدام كل منها.
العلاج السلوكي المعرفي
يقوم هذا العلاج على تحديد وتعديل الأنماط الفكرية السلبية والمشوهة (مثل التفكير بالأبيض والأسود، والتعميم، والتصفية العقلية) واستبدالها بأفكار أكثر توازناً وإيجابية، ويتضمن مكوّنات سلوكية مثل التنشيط السلوكي (ممارسة أنشطة ممتعة مفيدة) لتحسين المزاج والطاقة.
العلاج النفسي التفاعلي
يركّز على تأثير العلاقات الاجتماعية ومهارات التواصل والتحوّلات الاجتماعية على أعراض الاكتئاب، ويستهدف تحسين العلاقات وتقوية شبكة الدعم الاجتماعي خلال 12–16 جلسة أسبوعية. وقد أظهرت الدراسات فعاليته في تحسين المزاج والأداء مهنياً عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب المرتبط بالعمل.
العلاج بالتقبل والالتزام
يدمج بين مبادئ العلاج السلوكي المعرفي وممارسات اليقظة الذهنية. يعلّم مهارات ضبط الانفعالات، التحمّل في حالات التوتر، والوعي اللحظي غير الحكم. وهو مفيد للذين يعانون من الاكتئاب مع اضطراب الشخصية الحدية أو السلوكيات الانفعالية العالية.
العلاج القائم على اليقظة
يهدف هذا العلاج إلى الدمج بين التأمل واليقظة الذهنية ومبادئ العلاج السلوكي المعرفي، وإلى تقليل خطر الانتكاس لدى الأشخاص الذين تحسنوا سابقاً من الاكتئاب. ويتضمن دورة جماعية تمتد لـ 8 أسابيع، جلسة أسبوعية مدّتها نحو ساعتين، ويوم كامل بعد الأسبوع الخامس.
العلاج النفسي الديناميكي
يركز على اللاوعي والنزاعات العاطفية غير المحلولة، خاصة المرتبطة بتجارب الطفولة، ويعزز الوعي الذاتي وفهم جذور المشاعر والتصرفات الحالية. غالباً ما يكون طويل الأمد مقارنة بالعلاجات الأخرى.
التنشيط السلوكي
يركّز هذا العلاج على زيادة المشاركة في أنشطة إيجابية لتحسين المزاج والطاقة، وقد تم الاعتراف به كنهج فعّال ومتماثل أو أقل تكلفة مقارنة بالعلاج السلوكي المعرفي.
العلاج التعبيري الإبداعي
يتضمن فنوناً علاجية مثل العلاج بالفن، الموسيقى، الدراما، والرقص. يساعد المرضى على التعبير عن المشاعر داخلياً وإعادة بناء الذات، وقد يقلّل من القلق ويعزّز جودة الحياة وكفاءة إدراك الذات.