كيف تكتشفين نفسك؟ هل تصبحين روحانيةً وتبدئين بالتأمل؟ هل تفكرين في الطريقة التي عشت فيها حياتك حتى الآن؟ هل تستمعين لما يقوله الآخرون عنك؟ أم أنك تستمعين إلى ما تقولينه وتفكرين به عن الآخرين؟
إليك الإجابة الصحيحة: تستمعين إلى ما تقولينه وتفكرين به عن الآخرين!
في الواقع، إن الطريقة التي نتصور بها الآخرين ونراقبهم ونحكم عليهم يمكن أن تكشف لنا الكثير عن أنفسنا وتساعدنا على فهم أعماقنا.
الطريقة التي نحكم بها على الآخرين يمكن أن تكشف الكثير عنا!
الطريقة التي نحكم بها على الآخرين يمكن أن تكشف الكثير عن أنفسنا، بما في ذلك قيمنا وانحيازاتنا وشعورنا بعدم الأمان. من خلال التفكير في أحكامنا على الآخرين، يمكننا الحصول على نظرة ثاقبة لعملية تفكيرنا والمجالات التي قد نحتاج فيها إلى العمل عليها لتحسين نمونا الشخصي. والشيء الذي يمكننا تعلمه من الطريقة التي نحكم بها على الآخرين هو ما نقدّره في أنفسنا. على سبيل المثال، إذا كنا نميل إلى الحكم على الآخرين بشكل إيجابي لكونهم طيبين أو عطوفين، فقد يكون ذلك لأننا أيضًا نقدر هذه الصفات في أنفسنا. بالمقابل، إذا كنا نميل إلى الحكم السلبي على الآخرين لكونهم أنانيين أو غير جديرين بالثقة، فقد يكون ذلك لأننا نرى هذه الصفات على أنها سلبية ونسعى جاهدين لتجنبها.
يمكن أن تكشف أحكامنا على الآخرين أيضًا عن تحيزانا وانعدام الأمن لدينا. على سبيل المثال، إذا حكمنا على شخص ما بشكل سلبي بناءً على مظهره أو خلفيته، فقد يكون ذلك بسبب وجود بعض التحييز الذي نحتاج إلى العمل عليه. أما إذا كنا نميل إلى الحكم على الآخرين بقسوة بسبب أخطائهم أو عيوبهم، فقد يكون ذلك لأننا ننتقد أنفسنا بشكل مفرط ونحتاج إلى العمل على التعاطف مع ذاتنا.
بشكل عام، يمكن أن يساعدنا التفكير في أحكامنا على الآخرين في أن نصبح أكثر وعياً لأنفسنا وأن نطور منظوراً أكثر إيجابيةً ورحمةً تجاه أنفسنا والآخرين. في هذه العملية، سنتعلم أيضًا كيف نكتشف قيمتنا. من خلال التعرف على تحيزانا وقيمنا، يمكننا العمل من أجل النمو الشخصي لنصبح أكثر قبولاً وتفهمًا للآخرين.
ماذا تقول نظرتك للآخرين عنك؟
يمكن أن تكشف نظرتنا للآخرين الكثير عن أفكارنا ومشاعرنا ومعتقداتنا:
- قد تعكس أحكامك على الآخرين مخاوفك. على سبيل المثال، إذا حكمت على شخص ما لكونه جريئاً جدًا أو منفتحًا، فقد يكون ذلك بسبب شعورك بالخجل من نفسك.
-
قد تعكس تصوراتك الإيجابية عن الآخرين قيمك ونقاط قوتك. لذلك، إذا كنت معجبةً بشخص ما للطفه أو ذكائه، فقد يكون ذلك بسبب هذه الصفات التي تقدرينها في نفسك أيضًا.
-
قد تتأثر نظرتك للآخرين بتحيزك وتجاربك. هذا يعني أنه إذا كانت لديك تجارب سلبية مع مجموعة معينة من الأشخاص، فمن المحتمل أن يكون لديك تصوراً سلبياً عن الآخرين في تلك المجموعة.
-
قد تكشف نظرتك عن الآخرين عن حالتك العاطفية. على سبيل المثال، إذا كنت تشعرين بالغضب أو الإحباط، فمن المرجح أن تحكمي على الآخرين بشكل سلبي.
تنبع نظرتنا للآخرين من غرورنا!
من خلال الاعتراف بأن أحكامنا وآراءنا في الآخرين تنبع من غرورنا، يمكننا استخدام ردود أفعالنا تجاههم لإكتساب الوعي الذاتي والنمو الشخصي. يمكن أن تكشف ردود الفعل السلبية أننا مرتبطون بتوقعات محددة حول ما يجب أن تكون عليه الأمور، أو أننا نتجنب جزءًا من أنفسنا يحتاج إلى العلاج النفسي.
عندما نبدأ في النظر إلى أنفسنا وعلى أن المشاكل عامةً تنبع من سلوكنا أو أفكارنا، فعندها يمكننا أن ندرك ما هي الأجزاء التي قمعناها في أنفسنا، والتي يشار إليها غالبًا باسم "Shadow Self".
لنعالج ضعفنا ولننمو، يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، ويجب أن نقبل عواطفنا بدون حكم، ونحب أنفسنا بطريقة غير مشروطة. من خلال القيام بذلك، يمكننا تحويل علاقاتنا مع الآخرين ومع أنفسنا، مما يؤدي إلى حياة أكثر صحةً وفرحاً.